الفصل 40: موعدنا الأخير
مدينة هيفي ستون | إقليم هيفي ستون
إنها عطلة نهاية الأسبوع، كانت إيفا في المطبخ تلتهم فطورها بوجه خامل وأغبش، بينما ماديسون جالسة على الجانب المقابل من المنضدة تتصفح مجلة وتمضغ تفاحة.
يبدو الإحباط بينا على وجه إيفا، وبعد تردد سألت والدتها..
-"أين ذهب بابا؟"
أجابت ماديسون باختصار ونبرة مجحفة..
-"خرج باكرا، لقد غادر رفقة سكوت لإنجاز عمل ما."
أنزلت إيفا حاجبيها وعادت لتناول طعامها بصمت، لم تكن ماديسون في مزاج ودي كفاية لتفتح محادثة طبيعية، رغم ادعائها البرود إلا أن صدرها يتلظى غيظا بعد الذي حصل منذ بضعة أيام.
إنها غاضبة، بل حانقة من أرنست لتسببه في إصابة إيفا بحمى مروعة لازمتها ليومين كاملين حتى ظنتها ستفارق الحياة، ثم هي غاضبة من إيفا نفسها لأنها حاولت الكذب حتى تغطي على فعلة والدها، نتاجا لهذا لم تتحدث معهما ماديسون منذ أربعة أيام.
..
العاصمة يورد | إقليم يورد
على الطريق الواسع وسط المدينة تحركت تلك السيارة الرمادية المنبعجة قليلا من الأمام، بينما تقل بداخلها راكبين.
أخذ سكوت زمام القيادة هذه المرة إزاء إصابة أرنست، والذي كان يجلس على المقعد الثاني، يظهر بعض الضماد الذي يغلف ذراعه من أسفل كم سترته.
على غير المعتاد، يبدو أن سكوت يفكر أكثر مما يتحدث هذه المرة.
انعطفت السيارة لتدخل مجمعا وسط المدينة، يبدو المكان ذا أبهة من الخارج إذ تحيطه الأبنية المرتفعة والشوارع المزدحمة والمليئة بالحيوية والحركة، يتكون هذا المجمع من ثلاثة أبنية رئيسية، الأوسط هو أكبرها ذو طوابق عديدة وفي أعلاه لافتة تحمل اسم الفندق، وبجانبه ملحق ذو طوابق أقل، ثم توجد ساحة تفصل الفندق عن موقف السيارات، وهذا الأخير بناية منفصلة ذات طلاء أبيض وحرس كثر ينظمون دخول المركبات والأشخاص.
ركن سكوت السيارة قريبا من البوابة الرئيسية ثم لبث برهة يستطلع المكان عبر النافذة.
كان أرنست بجانبه يفك حزام الأمان وبادر بالتحدث..
-"هل اتخذ الجميع مواقعهم الآن؟ لقد تأخرنا قليلا لذا لا بد أن الوقت كان كافيا."
أومأ سكوت برأسه موجبا وقال..
-"بلى، تريسي وفريقها في الداخل بالفعل."
استدار إلى أرنست وتابع كلامه بينما يهم بالنزول..
-"أركن في مكان قريب، عندما يحين الوقت سأرسل لك إشارة لتغير مكانك."
همهم أرنست، ثم ترجل هو الآخر ليركب في مقعد السائق بينما اتجه سكوت إلى بوابة الفندق الزجاجية، استقبله عندها موظف يرتدي زي الاستقبال الموحد المتكون من بدلة ذات لون أحمر داكن وقبعة سوداء أنيقة على الرأس، فتح المذكور الباب لسكوت الذي ابتسم وهز رأسه، ولكنه لم يدخل بل وقف قليلا ليرى لماذا اتجه الموظف إلى أرنست.
![](https://img.wattpad.com/cover/241965388-288-k49295.jpg)
أنت تقرأ
شيفرة ليتوفيتشينكو
Fantasyفيلدسباث لم تكن سوى بلدة ريفية لا تكاد تظهر على خريطة مملكة إيلدينغار، ما الذي قد يجعلها مهد الثورة المنتظرة؟ مِن هناك، بدأ سعي دوق هيڤي ستون المستميت لإنهاء الحقبة المظلمة التي تلت سقوط الأسرة الحاكمة على يد عابث متخفٍ، مستعينا في ذلك بأعظم سر أخفت...