الفصل 07: امتنان
محكما قبضته المشدودة على عجلة قيادة السيارة، تحَدَّث أرنست عبر الهاتف بعصبية..
-"لم يتصل أحد.. ولكنها لم تعد بعد، الحادث تصدر عناوين الأخبار وهي لم تعد إلى البيت حتى الآن!"
كانت تلك المكالمة التي يجريها تُشتته عن تمييز الطريق من رصيف المشاة، بينما تمسك زوجته ماديسون الهاتف وتحاول تثبيته عند أذنه، خائفةً وقاتمةَ المُحيا.
بعد أن لم يتلقَّ سوى تنهدا ثم صمتا مطبقا من محدثه عبر الهاتف، احتج أرنست أكثر..
-"ماذا ستفعل يا سكوت؟! لقد خَذَلَتنا القدرة الرئيسية مرة مع دانيال، لا أنت ولا غيرك يضمن أنها لن تخذلنا مع ابنته أيضا!"
-"وما أدراني يا رجل؟! لماذا لا تدعني أفكر في شيء ما..!"
-"توقف عن التحدث هكذا! اعترف أنك فقدت السيطرة وحسب!"
-"أعرف ما تفكر فيه يا أرنست.. لا تقارن آناركا بدانيال، لقد كان يمسك زمام القدرة الرئيسية طواعية، أما آناركا فلن تستطيع كبحها.."
-"متهور! فقط تعال إلى هنا أيها الوغد!"
-"أنا في طريقي بالفعل، اعتنيا بها جيدا."
استرسل ذلك الشخص عبر الهاتف مقاطعا تذمُّر أرنست، ثم أغلق الخط مباشرة.
تاركا خلفه ماديسون تحدق في شاشة الهاتف بجزع، وأرنست يقطب جبينه بانزعاج، أوشكت كفه أن تنزلق عن عجلة القيادة لشدة ما طفح عليها من العرق إثر التوتر الذي انتابه.
أثناء ذلك، انحنى الشاب الجالس على المقعد الثاني بجانب سائق شاحنة البضائع الصغيرة بعد أن قطع تلك المكالمة عمدا، مقحما رأسه بين كفيه، يعبث في امتعاض بجذور خصلات شعره البني المبعثر.
تنهد مرة ثم أتبعها بنفس مثقل أشد إحباطا، ليقرر بعد ضياعِ ثوانٍ في متاهة من الهواجس أن يعتدل في جلوسه و يحدق إلى الأمام بصمت، حيث بدأت رؤوس الجبال المحيطة ببلدة فيلدسباث الريفية تتراءى له من بعيد..
-"تحلى بالهدوء يا سيدي، سنصل بعد نصف ساعة على الأكثر.. لم أرك تتوق إلى الديار هكذا يوما"
نطق السائق ضخم الهيئة ذو اللحية الشهباء ممازحا، ساعيا لدفع الشرود و قلة الحيلة عن ملامح مرافقه.
ليرد له هذا الأخير بهزة خفيفة من رأسه، وأردف هو الآخر راسما ابتسامة منهكة على وجهه..-"لأنها ليست الديار يا سيد كارل"
ثم مد يده حيث كانت نظارة ذات عدسات سوداء معلقة بياقة قميصه، وقام بارتدائها.
![](https://img.wattpad.com/cover/241965388-288-k49295.jpg)
أنت تقرأ
شيفرة ليتوفيتشينكو
Fantasyفيلدسباث لم تكن سوى بلدة ريفية لا تكاد تظهر على خريطة مملكة إيلدينغار، ما الذي قد يجعلها مهد الثورة المنتظرة؟ مِن هناك، بدأ سعي دوق هيڤي ستون المستميت لإنهاء الحقبة المظلمة التي تلت سقوط الأسرة الحاكمة على يد عابث متخفٍ، مستعينا في ذلك بأعظم سر أخفت...