شعرت براءة بالغضبِ والخذلانِ..و أرسلت رسالة إلي رغد قائلة بها :
- كنتُ بالخارجِ معاً اليوم؟
- همم
- أين؟
- لِمَ! هل لكِ شأن؟
• توقفت يد براءة عن الكتابة وشعرت بالإنكسارِ بداخلِها •
• ثم كتبت:
- فقط لأنني كنتُ أتحدثُ مع ماريا مِن قريبٍ ورفضت الخروج معي بسبب إنشغالها، فكيف أصبحت ليست مشغولة بهذه السُرعة!
- ليسَ لكِ دخل..
• ثم أغلقت رغد هاتفها •
• شعرت براءة بالحزنِ ولكن كانت تقول رُبما أنا من أخطأت بشيئٍ معهُم..•• ذهبت تتحدث مع ماريا أيضاً علي الإيميل الخاص بها •
- فتحتي إيميلك، لَم تفعلي هذا مُنذُ فترة كبيرة، أظنُ أنكِ نسيتي كيف تتعاملي علي التواصل الإجتماعي!
• قالتها براءة بكلِ براءة وهي لَم تقصُد شيئ •
• بينما قالت ماريا في عقلها " ها هي فرصة لكي أصطنعُ المشكلة "..ثم ردت قائلة:
- أتقصُدين أنني بحمقاءِ؟
- ماذا! لَم أقصُد هذا إطلاقاً
- أنتِ فقط تري أن لا أحد مِثلك وأنتِ دائماً الأفضل..
• كانت تتلقي الكلمات وتشعرُ بالصدمةِ مِن أسلوبِها معها ولكن أيضاً شعرت بلغضبِ، عزيزي القارئ أي شخص حتي ولو كانَ ساذج سيشعرُ بالغضبِ عندما يوجَه له أحدهم الإهانة..•
- أنا لَم أقل أي شيئ مِن هذا وأنا لستُ أفضلُ مِن أحدٍ..
• أغلقت هاتفها ماريا ولَم تُجيب علي براءة •
• مضي اسبوعين و بدأت الدراسة مرةً أخري •
• ذهبت براءة بمفردِها، لَم تُحدثها واحدة منهم ليذهبو معاً..•
• دخلت الفصل براءة وجلست، فناء المدرسة صوتهُ يعلو بالطالباتِ والجميع في حالةِ حركة •
• دخلت ماريا ورغد وهما يمزحان ويضحكان بصوتٍ عالي •
• نظرت لهم براءة وبِلا تردد قالت:
- كيف حالك يا رغد؟
- بخير..
- وانتِ يا ماريا؟
- كما تري، بخير
• صمتت براءة وأكملو ما كانو يفعلون مِن الحديثِ ثّم جلسو بعيداً عنها.. هُنا شعرت ببعض الآلم بداخلِها أمام نفسها، كانت تنتظر أن يجلسو بجانبِها كما كانو يفعلون دائماً..أكملوا اليوم وتناولو طعامهم معاً ويعلمون أنها تراهم ولكن لَم يظهروا لها إهتمام •• ظلت رأسها بها المعازف والطبول مِن التفكير ولكن كانت تتظاهر بالقوةِ أمامهم وأنها لا تهتم..ولكنها كانت تظلُ تنظرُ بجانبها كم مِن فراغ ومقعد كبير جالسة عليه وحدها..•
• جاء وقتِ الإستراحة..•
• نزلت براءة فقط تتمشي في الفناء •
• رآت مجموعة أصدقائها مُنذُ الطفولة ولكن فرقتهم الآيام ولم يعدُ مقربين بدرجةٍ كافية •
• بدأت تلمعُ عينيها حزناً ولكن كانت تتماسك حتي نزلت دموعها بعد ما رآت مجموعة أصدقاء يمزحون مع بعضهم البعض بصوتٍ عالي، نهضت مِن علي المقعد وبدأت بالمشي إلي سلم مبني المدرسة وسحبت هاتفها مِن جيبِها وفكرت من يجب أن تتصل حتي جاء في بالِها والدتها •• الهاتف يرنُ •
- ماذا يا براءة؟
- أُمي رجاءً، إن كنتِ ستقللي مِن حُزني وبُكائي أخبريني كي أنهي المُكالمة الآن!
" قالتها وأنافسها تعلو ودموعها تتزايد "
- ماذا بكِ! لِمَ تبكين؟؟
" قالتها والدتها بخوفٍ بصوتٍ عالي "
- إهدئي..فقط أردتُ التحدثُ معكِ لكي أشعرُ بإرتياح
- تحدثي قد عمَ القلق جسدي!!
- شعرتُ بالوحدةِ، الجميع هُنا لديه صديقه..لا أحد معي
- توقفي عن هذا، لذلك تبكين!!..أنا معكِ
- أمي رجاءً، أنا أعرفُ أنكِ معي، أنا أتحدثُ عن الواقع..لا تهربي مِثل كلَ مرة
- براءة ولكن أين ماريا ورغد!!!
- تركوني..
- م..ماذا؟!
- كنتُ عابرة في حياتهم، اليوم أخرجوني مِن حياتهم وكأن لَم يكُن بيننا صداقة!
- لِمَ فعلو ذلك؟
- أ..أنا مَن يجب أن أسألك لِمَ فعلو ذلك؟ ها؟ لِمَ جعلوني أشعرُ أنني سيئة إلي هذا الحد؟!
" قالتها بصوتٍ مهزوز وهي تمسحُ دموعها مِن علي خديها "
- أنتِ لستِ سيئة
- إذاً لِمَ يحدثُ هذا؟
" قالتها وهي تضحك وتبكي في آنٍ واحد "
• كانت براءة تبكي ولا تهتم من يراها وكيف يراها الأخرين فقط تبكي وكأن لا عيون حولها •
- فقط لأن هُم مَن سيئون! هُم من يعيشون مع الغدر ولا يعرفو للإخلاص طريق..
- رُبما..
- لا تتحدثي معهم مرةً ثانية، فهؤلاء شياطين
- فليذهبو للجحيم ليس لهم مكان بحياتي مرةً ثانية
" قالتها براءة وهي تمسح دموعها وتصعد إلي فصلِها "
- والآن صغيرتي توقفي عن البُكاء
- حسناً حسناً مضطرة لإنهاء المُكالمة يا أمي
- حسناً يا قمري
- أمي..
- ماذا
- شكراً علي فهمك لي وإستماعي
- لا سخافة، لا سخافة أنا والدتك وصديقتك ودائماً هُنا مِن أجلِك
- إلي اللقاءِ يا روحي
" قالتها براءة وهي تشعرُ ببعض الأمان "
• كانت عندما تتحدثُ لوالدتها تشعرُ أنها بخير، روح طفلة تعيشُ بجسد فتاة بالغة •
• لا تنخدع بإسلوب والدتها عزيزي القارئ، والدتها كانت حزينة مِن داخلها علي حزن إبنتها ولكن كانت مضطرة بإظهار القوة والثبات كي تصمد براءة..•• مرت الكثير مِن الأيام حتي جاءت صُدفة كانو يجلسون مع إحدي المعلمات ودخلت براءة تركض تسألُ هذه المعلمة علي شيئٍ ما وهي تأخذُ أنفاسها بصعوبةِ، كانت مُتأخرة علي مَوعِدِ الدرس مع معلمةٍ أخري، ولم تُلاحظ وجودهم وفجأة عندما بدأت بالتحدثِ مع المُعلمة بدأو بالضحكِ بصوتٍ عالي..ظلت تُكمل حديثها وأظهرت أنها لَم تُركز معهم ولكنها كانت غاضبة وكانت ثقتها تهتزُ، سائلة نفسها " لِمَ يضحكون هكذا؟ ماذا بي مُضحك لهذه الدرجة؟ "
• بعد فترة رآت معهم فتاة أصبحت قريبة منهم كما كانت براءة مما جعلها تضحك بسخرية قائلة :
- أخذتي مكاني يا حلوة؟ حسناً مجرد فترة وستكوني عابرة
• نسيتهم براءة ولَم تعد تهتم ولكن أصبحوا يظهرون علي شكلِ خوف مِن داخلِ براءة عِند بداية التعرف علي احدٍ •
____________________
- نزلت دموع هلا بِصمت •
- كانَ معَكِ حق، يجب أن أتوقف عن براءتي..العالم حقاً مُخيف..سأكتفي بِحياتي هكذا!..هلا،ليلي،أُمي وأنا..عائلة صغيرة لطيفة، أليس كذلك؟
• كانت تتحدث ودموعها تتحدثُ معها..•
- كذلك يا براءة، شش إهدئي
• خلدت للنوم وهي مُرهقة مِن كُلِ شيئ كالأطفال وهي بعناقٍ بين يدي هلا •
• ظلت معَها هلا لبعض الوقت ثم تركتها تُكمِل نومَها •
أنت تقرأ
براءة وبرائتها |مُكتملة|
Lãng mạnرواية براءة وبرائتها رواية عاطفية تتحدث عن فتاة ظلت من الصغر تُعاني من سذاجتها المُبالغ بها حتى تم خداعها مئات المرات ..ولكنها ستُقابل من سيُرشدها في تلك الحياة الصغيرة عليها، رُبما ذلك الشيء الذي كان السبب في أذيتها دائمًا هو الذي سيجعلها تلتقي بصد...