الفصل السابع عَشَر ( براءة ولكن صغيرة )

199 12 2
                                    

حسناً فقط إصعدي إلي الأعلي أجلبيه وأنا سأنتظرِك هُنا بالجلوسِ علي البحرِ
- ‏حسناً، فقط دقائق
- ‏حسناً تمهلي، أنا لستُ علي إستعجالِ

• براءة جالسة علي البحر •

- أتُريدي الورد؟
" قالتها طفلة صغيرة حاملة الكثير مِن الورد " بائعة ورد "
- حاملة نفسك!
" قالتها براءة وهي تضعُ يديها علي شعر الفتاة بإبتسامة "
- ماذا؟!
- ‏إنظري إلي الورد..يُشبه ملامحك
- ‏أشكرِك
" قالتها الطفلة وهي تبتسم بعين لامعة "
- يُمكنني قول شيئ؟
- ‏بالطبعِ يا صغيرة..
" قالتها براءة وهي تُشير للطفلة بالجلوس بِجانبِها "
• جلست الطفلة بجانبِها •
- ها والآن أخبريني بهذا الشيئ!
" قالتها براءة وهي تبتسم لها "
- كلماتك أسعدتني، قبل المجيئ إليكِ، كنتُ أشعرُ بالحزنِ
- ‏لِمَ؟ مَن يجرؤ علي إحزان فتاة بالجمالِ مِثلك!
- ‏الجميع يُمكن أن يحزن..أنتِ أكثرُ مِني جمالاً ومِن المؤكد حزنتي في يوماً ما..
• تغيرت ملامح براءة إلي الإنكسارِ، وضعت يدها علي يد الفتاة وتنهدت قائلة:
- لِمَ كُنتِ حزينة قبل مُقابلتي؟
- ‏لا أحد يُريدُ أن يظلُ معي
• أغلقت براءة عينيها بينما يتعالي صوت الموج، ثم نزلت الكلمات علي قلب براءة أرهقتهُ.. تذكرت عِندما كانت تقول الكلمات نفسها بالطفولةِ •
- لأنهم سيئون.. أشخاصاً خطأ
" قالتها براءة وهي تُحرك يديها علي يد الطفلة وتتحدث بهدوءٍ إلي وجهها ثم صمتت لبضع ثواني" ثم قالت :
- الله سيعطي لكِ أحداً يوماً ما..يُكملُ معكِ الطريق..أنتِ مازلتِ طفلة، لا تقولي ذلك..لَم تعيشي حياةً بعد
- ‏أثقُ بكلماتك.. شعرتُ بالأمان معكِ
" وضعت براءة يدها علي وجه الطفلة، لا تخافي مِن شيئ..وتوقفي عن كونك بريئة هكذا! رجاءً لا براءة
- أنا أسمي براءة..كيف عرفتي إسمي؟؟!
• صُدِمت براءة مِن قولِها! •
- ماذا قولتي؟!
- ‏إسمي براءة، كيف عرفتي إسمي؟
- ‏أنا كنتُ أقول لكِ توقفي عن البراءة وليس مُنادية بإسمك!!
- ولكن ‏لِمَ صُدمتي هكذا؟!
- ‏لأنني أُسمي براءة أيضاً!..قالَ لي أحدهم ذات يوم أن إسمي نادر وليس الكثير يُسمي ببراءة
• ضحكت الفتاة، ثُم قالت براءة :
- حتي تصرفاتك وحديثك يُشبهني! أنا رجعتُ بالزمنِ أم ماذا!!
- ‏كنتِ تبيعي الورود؟
- لا، لا كنتُ أحبُ إستنشاقها
" قالتها براءة ضاحكة بإبتسامة لبراءة الصغيرة "
• مدت يدها الطفلة لتُعطي براءة ورود..•
- شكر....
- ‏براءة! تأخرتُ عليكِ، آسفة كنتُ أبحثُ أين وضعته
- ‏لَم يُزعجني التآخير علي الإطلاقِ
- ما هذه الورود التي بيدك، لِم إشتريتيها؟
- ‏إن رأيتُ طفلة بهذه الجمال سأشتري منها ما تُبيع حتي ولو كان السمك!
• ثم نظرت إلي براءة الصغيرة ثم قالت بطريقةٍ مُضحكة وهي تغلقُ عيناها:
- لا أحبُ السمك يا عزيزتي، يُمكنني تقبُل براءتي بدلاً منه
• ضحكت الطفلة قائلة إلى هلا:
- وأنتِ أيضاً هذه الورود مِن أجلِك
- ‏شكرا كثيراً..والآن لديكِ هذا النقود
- لا..لا أُريد نقود مِن أصدقائي
• ردت براءة قائلة:
- لكي لا يحزنو أصدقائك عليكِ بإخذها!
- ‏حسناً حسناً لا حُزن..سآخذهم
• إبتسمت براءة وهلا •
- الآن عليا العودة..سيغضبُ أبي إن تآخرت
- ‏حسناً، حسناً إحرصي علي نفسِك
• حضنتها الطفلة بِكلِ عفوية، فأغمضت براءة عينيها قائلة:
- اااه يا عمري كم لطيفة أنتِ
- إلي اللقاء..رُبما يجمعنا لقاءً مرةً أخري
- إلي اللقاء يا صغيرتي
• ذهبت الطفلة •

- جعلتي صديقة جديدة غير هلا
- ‏ليست صديقة..بل أنا، كنتُ أحدثُ نفسي
- ‏لِمَ تقولي هذا؟
- ‏تُسمي براءة..
- صُدفة لطيفة..
- ‏وكانت تشبهني بحديِثها وبراءتها
- ‏لا تُبالغي
- أنا لا أُبالغ يا هلا ، حقاً كانت تُشبهني كثيرا..يبدو أن كلَ مَن يُسمي براءة يُصاب بلعنةِ البراءة
" قالتها وهي تضحك "
- رُبما
" قالتها هلا بضحكةِ "
- إستنشقي هذا الورد..رائحته عالم آخر
" قالتها هلا وهي تستنشقُ الورد غالقة عينيها "
- همم ولكن رائحة البحر أجملُ بكثيرِ
- ‏ظلتُ براءة تنظرُ لأمواجِ البحر المُتسارعة وشعرِها يتطايرُ

- ولكن يا طاهر عليكَ النزول إلي المكتبةِ..
‏•  قالها عزيز علي الهاتف، عزيز صديق طاهر مُنذُ الطفولة •
- ‏عزيز ماذا بك؟! إن مللت مِن الجلوس في المكتبةِ بدلاً مني هذه الفترة، فقط أخبرني ليجلسُ أحداً آخر!
- حقاً؟ أتعتقد ذلك؟.. طاهر أنا معك لأي شيئ، حتي إنني  أذهبُ إلي عملي ثم آتي بسرعةٍ لكي تُفتح المكتبة، أتحمل وظيفتين الآن مِن آجلك وأنت تقول هذا؟
- أقدرُ كلَ هذا يا عزيز، إعذرني علي إسلوبي الذي أتحدثُ به فقط مُرهق بشدةٍ هذه الآيام
- ‏حسناً لا تقلق سأظلُ مكانك هذه الفترة..
- ‏أشكرك..وأنا سأنزلُ قريباً
- ‏أخبرك شيئاً يُفرحك؟
- ‏أخبرني..
- ‏أخر رواية لك نُشرت مِن قريبِ..
- ‏ماذا بها؟
- ‏حققت نجاحاً كبيراً وميزانية، حتي رأيت البعض يتحدثُ عنها اليوم علي مواقعِ التواصل الإجتماعي..
- ‏عظيم، حمداً لله
" قالها طاهر وهو يشعرُ بقليلٍ مِن الفرحةِ " ثُم قال:
- حسناً، أخبرني كيف حالَك هذه الفترة؟
- ‏بخير يا طاهر ولكني أريدك بخير
- ‏لا تقلق أنا أحاول وأجاهد إكتئابي هذا وسأكون بخير

• مضي إسبوعين •

• طاهر يجلسُ علي مكتبهِ بداخلِ مكتبته الواسعة الكبيرة التي بها العديد والعديدِ مِن الكُتبِ والروايات..ومنها رواياتهُ وكتبهِ..فقد كان كاتب ناجح يُتابعهُ الكثير علي التواصلِ الإجتماعي..يرتدي كلاسيكي كالعادة.. قميصهُ الأسود والبنطالِ الأسود حتي حذاءه كانَ أسود أما الساعة فكان لونها مُختلف، كانت سوداء أيضاً.....لا يا عزيزي القارئ طاهر ليس بالرجُلِ الأسود، لا تُحققُ الكوميديا •

• يتحدثُ علي الهاتفِ •
- كيف حالَك يا أبي؟!

براءة وبرائتها |مُكتملة|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن