✔️| الفَصِلُ السَّادِس .

146 29 4
                                    

"أَلّا تَظُنين أَن مُواعَدِة جَيسي، أَفضَلُ مِن اِعجابِكِ بِذَلِك المُرِيب؟"
تَحدَثَ جِيف بِاِنزِعاج، هَو لَيسَ مُعجَباً بِمارك، عَلى عَكسِ الحاَل مَع جيسي صاحِبِ المَبادِئِ وَالأَخلاق، أِما الأَول فَهو لا يَعرِفُهُ لِذا لا يَستَطِيعُ الوثوقَ بِهِ.

"أَلّا تَظُنُّ أَنَّ الأَمرَ غَريب، الاِعجابُ بِصَديقي؟"
عَلَقتُ بِاِشمِئزازٍ عَلى كَلامِه، سامِحَة لِخيالِي بِتَخَيُلِ عَلاقَةٍ رُومانسِية بَيني وَبَينَ جِيسي، مِمَّا جَعلنِي أُبعِدُ الهاتِفَ عَن أُذنِي لِلَحَظات، أَبصقُ عَلى أَفكارِ جٍيف المُريبَة. حَسنَاً جِيسي شابٌ رائِع، أَحسِدُ مَن سَتَظفَرُ بِه، فِهو التِّعريفُ المِثاليّ لِلرَجُلِ النَّبيل، إِلّا أَنَّ مُواعَدِة صَديقي المُقَرَب، أَمرٌ لا يُمكِنُني فِعلُه.

"وَما الغَريبُ فِي ذَلِك؟ تَوَقَفِي عَن كَونَكَ قَديمَةَ الطِّراز، لَم يَعُد هُناكَ مَن يَهتَم بِهَذِهِ التُّراهاتِ"
سَخَرَ مِن تَفكيري، يَدعوهُ بِقَديمِ الطِّراز، بِينما لا يُوجد مَن هو قَديم الطِّراز عَداه، فَهو مَن يُفَضِلُ اِرسالَ الرَّسائل الوَرِقِية لِمِحبوبَتِه، وَيِكرِهُ الأَسالِيب الحَديثة لِلمُغازَلة وَتِلكَ المَراحِلِ الطَّويلة التِّي تَسبُقُ المُواعَدة، مِن تَلمِيحات سَخيفةٍ وَغزَلِ لا يَندَرج تَحتَ مُسمى عَلاقَة، التِي يَتَخِذُها شَبابُ اليَوم.

"تَعلَم يا حَديثَ الطِّراز، أَنَّنا لا يُمكِنُنا التَّحكم بِمَن نُعجَب بِه؟"
حاولتُ أَن أَبدو هادِئَة، فَجيف يَتغَذى عَلى اِغضابي وَاِزعاجِي، وَلا أُريدُهُ أَن يَنتَصِرَ عَليّ، أَلّا يُدرِك سَخافَةَ كَلامِه، أَيَظُنُّ المَشاعِرَ مُزحة؟

"لا أَزالَ غَيرَ مُعجَباً بِهِ، أَلّا يُمكِنُنِي الحَديثَ مَعه أَو مُقابَلتُه؟"
كَم أَرغبُ فِي الذَهابِ إِليه وَالبَصقِ عَلى رَأسِه صاحِبِ العَقليةَ الدَّبِّقة، أَلا يَجب عَليه الاِنشِغالُ فِي تِلكَ الفَتاة التي تُعجِبُه؟ لِما لا يَتوقَف عَن اِزعاجِي عِوضاً عَن التَّفكيرِ فِي طَريقةٍ لِلاِعترافِ لها!

"تَوقَف عَن كَونِكَ غَريبَ أَطوار، مَاذا تُرِيدُني أَن أُخبِره، أَنَّ شَقيقِي يُريد مُقابَلة الشَّخصِ الذِي أُكِنُّ لَهُ اِعجاباً؟"
سَخَرتُ مِن أَفكارِه الغَريبة، هَل يَظُنُّ أَنَّ الأَمرَ طَبيعيّ؟ جِيف لا يَمتَلِكُ أَيَّ أَفكارٍ طَبيعيَّة فِي عَقلِهِ الغَريب ذَاك، أُمي تُشارِكُني ذَلِكَ الاِعتِقاد.

"تَوقفِي، أَنتِ تَجعَلين الأَمرَ غَريباً"
أَيَنسُبُ الغَرابة لي؟ وَأنا الطَّبيعية الوَحيدَة فِي هَذِه المُحادَثة! إِلَهي هَبني الصَّبر، كَي لا أَقتُلُ ذَاكَ الجاهِلِ.

يـاسَـمِـيـن | بَتَـلـات مُـتسـاقِـطـة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن