✔️| الفَصلُ الخامِسَ عَشَر .

126 26 101
                                    

لَم يَكُن اِستِيقاظُ الثُّنائِي المُتعَب هادِئَاً، فَالرُّدهة الخاصَة بِقِسمِ الطَّؤارئ كَانَت مُزدَحِمة مِمَّا جَعَلَ المُمرضينَ يُحاولون اِفراغَ بَعضِ الأَسِرَّ.

"عُذراً سَيدَتِي، اِنتهى المَحلولُ الوريدي، هَل يُمكِنُّنا المُغادرة؟"
نَبَسَ روبِن مِن خَلفِ السِّتارةَ يُحاولُ اِرخاءَ قَبضَةِ ياسَمين عَلى سُترَته، كَي يُنهي المُعاملاتِ الخاصةِ بِالمَشفى.

"قُمنا بِتَفقُدِ دَرجةِ حرارَتِها عِدَةَ مَراتٍ أَثناءَ نَومِكما، يُمكِنُكما المُغادرة بِما أَنَّ المَحلولَ اِنتهَى"
تَحدَثَت تَتأَكدُ مِن دَرجةِ حرارتِها مَن جَديد، تَنظَرُ لَنا بِاِبتِسامةٍ واسِعة.

"أَشكُرك"

لَم تَستَيقِظ ياسَمين مَع المُحاولاتِ القَليلة مَعها، فَاِستجاباتُها كانَت تَقتَصِر عَلى هَمهَماتٍ تَدُلُ عَلى اِرهاقِها، فَقَد كانَ اليَومان السَّابِقان صَعبان عَليها،

وَلَم يَكُن رُوبن قَوياً بِما يَكفِي لِيوقِظَ عَزيزِتِه بَعدَ كُلِّ ما عايَشته فِي الأَيامِ الفائِتة، لِذا عادَ بِها إِلى شُقتِها أَثناءَ نَومِها، فَالخَمسُ ساعاتٍ التِي قِضياها فِي قِسمِ الطَّوارئِ لَيسَت بِكافية، الشَّمسُ بَدأَت بِالغروب تُترُكُ آثارَها الحمراء في الأُفق، تَرسُمُ لَوحةً خلابَةً لِلناظِر.

"روبِن لا تَتركني، أَرجوك"
وَبِكلماتٍ قَليلةَ تَمكنَت مِن جَعلِه عَلى حافَةِ الاِنهيار، هَو لا يِستِطيعُ رؤية عَزيزَتِها بِهذا الضِّعف. لَم يَكُن رُوبِن أَقلَ تَعباً مِنها، فَبعدَ ساعاتٍ طَويلةٍ مِن العَملِ فِي المَكتَب، وَالنَّومِ بِوضعِيةٍ غَيرِ مُريحة كَانَ التَّعبُ يَقتِصُّ مِنه، فَلَم يَكُن يَنتَظِر سِوى دَعوةٍ لِلسرير.

وَهكَذا اِنتهى بِروبِن نائِماً عَلى سَريرِ غالِيته، وَتَمسُكِها بِقَميصه فَكَلماتُها الخافِتة التِي تَحثُهُ عَلى البَقاء كانَ ما يَنتَظره، لِيُحيطِها بِذراعَيه يُقرِبُها مِن صَدره، يَستَمتِعُ بِذلِكَ القُريبِ.

لَم تُراودُ الكَوابيسَ مَهجِعَ ياسَمين بَل زارتها أَحلامُ حُلوةَ جَعلَت مِنها تَستِيقِظُ صَباحاً بِاِبتِسامة وَتنهيدة سِعيدة.

''صباح الخير جميلتي النائِمة''
تَلى روبِن تَحيَةَ الصَّباحِ عَلى مِسامِعها يَتركُ قُبلَةً عَلى أَرنَبةِ أَنفِها، دَون أَن يِترُكَ لَها الفُرصة لِإِستيعابِ المَوقف، فَبَدَت تَعابيرُها حائِرة، لَكِن لَم يَحُز عَلى اِنتِباهِهِ سِوى رَأسُ أَنفِها المُحمَر خَجلاً مِن فِعلَتِه، أَو رُبما لِوضعِيتِهما الآن، فَجُزؤها العلوي عَلى صَدرِه، وَذِراعُها اليمنى مُحيطَةٌ بِعُنقِه.

يـاسَـمِـيـن | بَتَـلـات مُـتسـاقِـطـة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن