كَانَ تَجاهُلُ اِتصالات جِيسي طوالَ اللَّيل، الجُزءَ الأَصعَب، فَهو يَمتَلِك فُضولاً نَهِماً، وَلَم يَتَوقَف عن تَهدِيدي بِاِخبارِ جِيف عَن فعلِ مارك أَمراً مُريباً، وَأَنَّني أَمتَنع عَن التَّحدث عَنه، وَهذا سَيجعَل جِيف كَالمَخبول، وَلا أَشُكُ أَنَّهُ سَيَقودُ لِشُقَتِي عَندَ رُؤيَةِ أَولِ رِسالَةِ مِن جِيسي.
وَفي أَثناءِ تَجاهُلِ رسائِل رَفيقي المَخبول، كُنتُ قَد اِتَفقتُ مَع مارك.
عَلى مَوعِدنا الأول، وِالذي يَكونُ اليَوم، لِذا ها أَنا ذا أَتَحَضَرُ لِلخُروجِ مَعه، أَتنَعَّمُ بِالهدوءِ؛ الذِي نَتَجَ عَن نَومِ جِيسي، عاشِقِ النَّوم.
بِفُستانٍ صَيفيٍّ بَسيطٍ تَغزوهُ الزُهورُ المُلَونَة، وَحِذاءٌ رِياضيٌّ أَبيضُ اللَّون، لِم أَكُن أَرتِدي أَمرَاً مُبالِغاً بِه، بَل كَان فُستانَاً اِعتِدتُ عَلَى اِرتِداءِ أَشباهِه فِي العَدِيدِ مِن المَرات عَلى الجامِعة.
بَدَت لَحَظاتُ الاِنتِظارِ أَمرَاً مُوَتِرَاً، الخُروجُ فِي مَوعِدي الأَول فِي سِنتِي الأولَى لَم يَكُن داخِلَ مُخَطَطاتِي، الحَماسِة تَغزُوني، بَينَما أَقِفُ أَمامَ دَارِ العَرِض حَيثُ سَنُشاهِد فِيلماً مِن اِختِيارِه، فَقَد كُنتُ حَائِرة فِيما سَنُشاهِدُهُ.
لَم تَمُرَ خَمسَةَ دَقائِقَ، إِلّا وَقَد ظَهَرَ مارك، بِبنطال جينز أَزرقِ اللَّون، وَسُترة ذاتِ قُلُنسُوة صَفراءِ اللَّون، بَدى كَما اِعتِدتُهُ، إِلّا أَنَّنا أَسقَطنا صِفَةَ صَديق، رافِعينَه إِلى مَرتِبَةِ حَبيب.
اِختارَ فِيلماً مُرعِباً، كُنتّ مِن المُعجَبين بِهَذا التَّصنِيفِ فَقَد قَضَيتُ رِفقَةَ والِدي وَجيف الكَثيرَة مِنَ الوِقتِ نُشاهِدُها، بَينَما تَخَلَفَت كاث لِخوفِها مِن تِلك الأَفلام، وِكُنتُ قَد تَساءَلتُ أَثناءَ سَيرِنا لِقاعَتِنا حَولَ سَبَّبِ اِختِيارِه هَذَا التِّصنيفِ، أَيُمكِنُ أَنَّهُ فَعلَ ذَلِك، كَي أَتَمَسكَ بِه عِندَ خَوفِي؟ كَمَّا فِي الأَعمالِ الدِّراميَّة، هَل رُبَما عَليَّ تَصَّنُعَ الخَوفَ؛ لَأَحصُلَ عَلى قُربِهِ؟
تَشابَكَت أَصابِعُنا بِتَوَتُر عَندَما وَصَلنا لِوجَهتِنا قَابَلنا الظَّلامُ المّثيرُة لِلحَماسَة، وَسُتِرَت اِبتِسامَاتُنا وَتَعابِيرِنا المَشدودِة، شُعورٌ مِنَ الاِضطِرابِ تَدَّفقَ داخِلي، شَدَتُ عَلى قَبضَتِه حَينَ شَعَرتُ بِتَوَتُرِه، فَهو يَكادُ أَن يَقع مِن عَلى السَّلالَم أَثناءَ بَحثِهِ عَن مَقعَدِنا.
جَلَسنا مُتجاوِرين تَفصِلُنا عُلبَةٌ مَليئةٌ بِالفُوشار، نَستَمتِعُ بِحُفَنِ الأَدرِينالين التي تُضَخُ فِي أُورِدَتِينا، وِكُنتُ قَد تَخَليتُ عَن فِكرَةِ تَصَّنُعِ الخَوفِ مُنذُ أَن تَموضَعت ذِراعُهُ خَلفِي؛ لِيَضُمِي لَه أَكثَر، وَيُمكِنُنِي القَولُ أَنَّها حَرَكَةُ لَطِيفَةٌ مِنه.اِختَتِمنا مَوعِدَنا فِي اِحدَى المَطاعِمِ الفَاخِرة، مِن اِختِياري، وَالذِي أَزورُهُ رِفقَةَ جِيف عِند زِيارَتِهِ لي، مُستَغِلة وجُودَه لِلدَفعِ عَني جَميعَ نَفَقاتِي.
أنت تقرأ
يـاسَـمِـيـن | بَتَـلـات مُـتسـاقِـطـة .
Lãng mạnلَـم تَـكُـن يـاسـمـيـن تَـنـتَـظِـرُ الـكَـثـيـر مِـنْ عَـائِـلَـتِـهَـا، انِـتَـظَـرت حُـضـنـاً دافِـئـاً يَـحـتَـويـهـا فَــ يُـغَـلِّـفُ جَـوارِحـهـا مـاحِـيـاً آثَــارَ الـصَّـقِـيـع عَـنْ جَـنَـبـاتِ فُـؤادِهـا الـمُـحتَـرق، انتَـظَرت أنَـامِـ...