✔️| الفَصلُ العاشِر .

127 27 0
                                    

رَكَنتُ سَيارَتِي فِي مِوقِفِ الشَّرِكَة، أُناظِرُ سَاعِةَ الهاتِفِ بِمَلَل، فَقَد أدرَكتُ أَنَّنِي مُبِكِرة عِن مِيعادِ عَمَلِي، كَمَّا أَنَّني أَشعُر بِالكَسل، فَلا أَرغِبُ بِالتَّرَجُلِ مِن مِركَبِتِي بِعد، لِم أَكُنِ قَويَةً بِما يَكفي كَي أُحارِبَ تِلكَ الرَّغَبَة، فَجَلَستُ فِي مَكانِي أَتصَفَحُ وسائِلَ التَّواصُلِ الاِجتماعيّ، أُطالِعُ أَعدادَ المُتابعين تَزداد، أُجيب عَلى بَعضِ التَّعليقات لِكسرِ المَلل.
لَستُ صانِعَةَ مُحتوى فِي أَيِّ مِنَصَة، إِلّا أَنَّنِي أَهوى تَصويرَ وَنِشرَ المُشاهِدَ وَالصُّور التِي تَروقُ لِي، وَِيبدو أَنَّ ما أَقومُ بِه يَنالُ اِعجابَ فِئَةٍ مِن النَّاس.

طَرِقاتٌ عَلى الزُّجاج أَزعَجَت هُدوءَ الأَجواء، فَطالَعتُ الطَّارِقَ بِفُضول، لَم يَكُن سِوى روبِن؛ لا يَبعِدُ عَن النافِذةِ إِلّا بَعضَ الاِنشات، يُحاولُ التَّأَكُدَ مِن صاحِبِ السَّيارة، فَالزُجاجُ خَاصَتِي مُظَلَّل، فَتَحتُ النَّافِذة، أُريحُهُ مِن مُحاولاتِه المُضحِكة.

"صَباحُ الخَير، ياسِمين"

"صَباحُ الخَير لَكَ أَيضاً"

"لِمَ لَم تَترجَلِي مِن مَركبتك بعد"

"لا نَزالُ مُبكِرين نِصفَ ساعَة، كَمَّا أَنَّنِي أَشعُرُ بِالكَسَل، هل تُريدُ الاِنضِمامَ لي؟"

"بِالتأَكيدِ لا أُمانِع"

"ماذا كُنتِ تفعلين قبل أَن آتي، هَل قاطعتُ أَمراً؟"

"كنتُ أتصفح أَحدَ وَسائِلِ التَّواصل، لَيسَ إِلّا"

"بِما أَنَّنا أَصدِقاء مُنذُ أَشهُر، وَإن كُنتِ لا تُمانِعين بِالطَّبع، تَبادُلُ مَواقُعِ التَّواصُل"
لم أَعلَم لِما كُل ذِلِك التَّردُد فِي طَلَبِه، فَقَد ظَنِّنتُ أَنَّنَا تَخلينا عَن الرَّسميات مُنذ مُدة طَويلَة، فَجَلساتُ النَّميمة الطَّويلَة وأثناءَ الشُّرب، لَم تَكُن بِلا أَيِّ فائِدة.

"بِالتَّأكيد لا أمانِع، ما بِكَ تَرتَجِف"
اِقتَبستُ كَلِماتُهُ السَّابِقة، أُنهِي حَديثي بِالسُّخرِيةِ مِن اِرتِباكِه، تَبادَلنا المَعلومات، وَبدَأَتُ بِإِدلاء أرائِي فِي مَنشوراتِه كَما أَصبحَ يَفعَلُ هو أَيضاً، نَمدَحُ وَنسخَرُ مِن بَعضها، وَيمكِنُنِي الاِعتِراف أَنَّنِي مِن تَرأَسَ جُزئِيَةَ السُّخرية. اِتضحَ أَنَّ رُوبِن يمتَلِكُ بَعضَ الآلاف مِن المُتابعين، بِحُكمِ مَظهَره الوَسيم، فَمَنشوراتُه تَعتَمد عَليه.

"أَلّا تَظُنين أَن عَلينا الذَّهاب الآن؟"

"آوه أَجل عَلينا فُعل ذَلِك لا أُريدُ التَّأخُرَ فِي الشَّهر الثَّالِثِ لِي فِي العَمَل"
نَبَستُ أَحمِلُ حَقيبَتِي مُتَرَجِلَ مِن مَركَبَتِي، أَسيرُ بِمُحاذاة روبِن، نَتَبادَلُ الأحادِيثَ الوِدية.

يـاسَـمِـيـن | بَتَـلـات مُـتسـاقِـطـة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن