✔️| الفَصلُ السَّابِعِ عَشَر .

96 23 12
                                    

لَم يَبدَأ صِباحُها بِزِقزَقةِ العصافير، بَل بِقُبَلٍ مُتفرِقة عَلى أَنحاءِ وَجهها، وَكَلماتِ غَزلٍ لَطيفة، تَزرَع بِها بُذورَ السَّعادة، فَتَسقِي حُبها الكَبير لِروبن.

"صباح الخير، رَجلي النبيل"
نَبست تُعانِقُ عُنقَه، تَضمهُ لَها، جاعلة مِن اِبتِسامَةٍ عَريضة تعَلو ثَغره، قهقهة خافِتة خرجت من طَرفها حين تَحركت أنامِله لِدغدغتها، مُعلِناً حَرباً ظَريفة بَين الطَّرفين.

"أَتمنى أَن يَكونَ صَباحِي إلى جانبكِ دَوماً"
هَمسَ بَعد أن أعلنت اِستِسلامَها، تِجعلُ مِن تِنهدة راحة تخرجُ مِن ثِغرها بَينما يَستِلقي فَوقَها بِخفة، مُحاولاً عَدمَ هَرسِها تَحته.

"أُحبِك"
هَمَست له بِهدوء بعدَ لَحظاتٍ طَويلةٍ وَمُريحةٍ مِن الصَّمت، تَسمحُ لِأَصابِعها العَبثَ بِخُصلاتِه، ثُقلُه المُحبَب إنزاح عَنها، جاعِلاً مِنها مَكشوفةً له، شَعرها مُبعثَر هي واثِقة مِن هذا، ووِجنتِها مُحمَرةٌ لِخَجلها وَوقوعِها ضَحيةَ أنامِله، فِي حَربٍ غَيرِ مُتكافِئة.
قلبه انتفض عند عتبةِ تِلكَ اللِّحظَة، المرأةَ التِي بَينَ ذِراعيه باتَت حَبيبتَه، كَيفَ لهُ أَن يَمتَلك خليلةً بهذا الجمال، وَرُغمَ أنَّهُ سمع اعترافَها ليلة البارحة، إلّا أنَّ عقله يرفض التصديق، تساءل أيستحقُ سماعَ تلك الأحرف من ثغرها؟

"هيا لَقد أَعدَدتُ الإفطار"
أَردفَ بِخفوت بعدَ أن حاولَ تمالُكَ نفسه أمامَ فتنها، يجعَل مِن تَنهيدَةٍ غَير راضية تَهربُ مِن ثَغرها، فَرُغمَ أَنَّ مزاجها قَد تَحسن بوجوده، إِلّا أَنَّها لا تَمتَلِك أَيَّ رِغبة فِي تَناولِ الطَّعام.

"لا أعذار، أمامي"
تَحدَثَ يَسبِقُ أَيَّ مُحاولة مِنها، يُشيرُ لها بِسِبابَتِه ناحِيةَ الباب، يُؤكِدُ عَلى جِديةِ كلماتِه، بَينما يَضعُ تَعبيراً جامِداً، وحاجِباً مِرفوعاً بِنفاذ صَبر، هي لم تنبس بأيِّ كلمة بعد!
زفيرٌ قويٌ خَرج مِن ثغرها، جعلَ على إثره حاجبه يرتفع، تَحرَكت تَسيرُ أمامه لإرضائه، دون نسيان إعطائِه نَظرةً بائِسة، هزت مَلامِحِهِ الجادة مَع مُحاولتِه عَدم الضَّحِك على نِظرتها.

"إذا؟"
قاطع روبن صمتاََ حاولت خلقه لِتَجنبِ الحديث عن الأمس، ظنَّاََ منها أنَّهُ قد يقع ضحية النِّسيانًً؛ إلَّا أنَّها لا تدرك مدى اهتمامِ روبن بتفاصيل حياتها، هو لا يستطيع السماح لأحد إيذائها، سيحميها من ذاته إن كان ذلك ضرورياً‎‎﮼

"إذا؟"
حاولت تَأجيلَ الحَديث عَمَا يريدُ مَعرفته، تلعبُ دورَ الحمقاء، التي لا لم تعد تفقه الحديث بلغته‎‎‎‎‎.

"ياسمين توقفي عن العبث، وأخبريني ماذا حدث البارحة، منذُ أَن عُدتِ مِن موعدِك رِفقةَ ماكس وَأنتِ لا تَبدين عَلى طَبيعَتك"
عَلِمَ روبن بخططها منذُ اللحظةِ الأولَى، وَباءت محاولتها بالفشل، لم تعد تستطيع إخفاء الأمر عن عزيزها لفترة أطول.

يـاسَـمِـيـن | بَتَـلـات مُـتسـاقِـطـة .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن