في مكتب جاسم وعيناه شديدة الحَمار وعقله سوف ينفجر من كثرة التفكير، فهمس لنفسه بغضب شديد:
يارب يارب يارب ليه يارب؟ مش ضعف إيمان مني بس والله مش مستحمل، والله لاجيب حقها ومن اللي اغتصبها.
- وعند هذه الفكره واعتقاده انه لم يكن الاول الذي يتزوجها وانه ليس الاول ايضا الذي يلمسها ولم تكن زوجته هو الأول أيضاً يحترق حد الجحيم، فكانت عينه تنبع شرار فمن ينظر لعينيه يعتقد أنها سوف تنفجر.
- شعر جاسم بألم رهيب بداخله ويريد أن يعتليها بداخل احضانه وتطمأن بوجوده وانه معها لن يتركها ابدا، يريد ان يبث لها الامان يريد ان يعوضها عن كل ما مرت به من بشاعة ما حدث عن طريق والدها والدها! يقسم انه وحش قاسٍ بداخل إنسان.- أكمل بوجع وهو يضرب في صدره:
وانا بردوا وانا، وانا كسرتها وجرحتها يا الله._وعند مليكة لم يكن الحال افضل.
- في مكتب مراد
رادف مراد بخبث : هتفضلي كتير باصه للارض كدا؟
أجابته نور بخجل شديد لتقول ببلاهه : ها!رد مراد ضاحكًا : هو انتي بتجيبي منين الاحمر اللي بيطلعلك في خدودك دا؟
ردت هي متسرعة متغافلة عن خبثه: والله العظيم مجبش احمر فينه اصلا؟
-قبض على إحدى كفيها لتترابط اصابعة بأناملها، ليشير لها على وجنتيها أمامها في المرآه: اهو دا الاحمر.
- وهنا وشعرت نور بأنفاسه تلتهمها فا لم يفصل عنهم إلا انفاسه.
اردفت نور بتوتر ونفسها يعلو ويهبط لتقول بتعثلم: ممكن تبعد عشان مش عارفه اتنفس.أجابها مراد بثبات وقوة وهو يقرب منها اكثر، ليهمس في اذنيها: ولو مبعدتش هتعملي ايه ياحبيبتي؟
_ وهنا نور لم تعد تحتمل فقدمها لم تحتمل هذا، ماذا حبيبتي؟ انا حبيبته!
فقالت بصوت مبحوح بالكاد يخرج: ها؟رد عليها مراد ويكاد ينفجر من منظرها، ولكن لم يظهر هذا فاكمل: يا حبيبتي انتي تايهه كدا ليه! عيزاني اسيبك؟
اردفت نور بخجل من قربه الشديد لها: ممكن تبعد؟
-زحزت فيه لم يتحرك انشً واحد فهيهيات فهي بالنسبة له نملة، فللتو أخذت في بالها بأنه أطول منها بمراحل فهي لم تأتي لكتفيه حتى.
جلست نور أرضًا وهي تنحب في البكاء وكأنها فقدت شخص عزيز عليها، أخذت تنحب وبكاءها يعلو.
أردف مراد قلقًا مخافة أن يكون ضغط عليها ليردف بلهجة خائفة: نوري، مالك؟ أنا آسف.. مالك قوليلي حصلك ايه يا نور.
أجابته وهي تزيل دموعها بكلتا كفيها لتقول: عشان انت طويل خالص ومش هعرف اوسوسك لما اقولك سر مش كفايا زين يارب.
- احتلت الصدمة وجه مراد ليهمس قائلًا: يا الله هذه الطفلة ستقودني للجنون، ماذا تبكي لأنها لم تعرف ماذا!