في منزل زين، هتفت إيمان في هاتفها المحمول وانحنت على شفتاها ابتسامة صغيرة: السلام عليكم يا حج حسن.
رد العم الأكبر لهم بتساؤل: اهلا يا مرت اخويا، ازيك انتي وعيالك.
أجابته بصوت متحشرج: بخير يا حج، انا كنت بتصل بيك عشان اقولك كتب كتاب نور بكرا، تشرفنا بإذن الله.
قال نو بالهتاف الغاضب: وه، وانتي دلوقتي اللي افتكرته تقولولي، ولا صح هتقولولنا ليه.
استنشقت الهواء بنفاذ صبر حتى اردفت بمهاودة: معلش يا حج حسن انت عارف اشغال وغير كدا الموضوع كله فجأه.
أومأ لها قائلًا: ماشي يا مرت اخوي، بكرا نكون عندكم ومعايا أم زينة، وعمهم علي ومراته فاتن وابنهم عمار.
- أغلقت معه ايمان والتفتت إلى تلك الصورة التي خلفها بعينين حمراوتين ووجه رطب متألم لتقول: شوفت يا ابو زين دا حتى مقلش مبروك، مش كفايا اخد حقهم.
- نزلت منها دمعة خائنة، أسرعت بإزالتها هامسة أنها لن تسمح لأحد أن ينزع فرحتها.- بالجانب الآخر قاموا زين وملك وانضمت إليهم ايمان بتجديد المنزل وكأنه جناح قاموا بتزينه، فحوائط المنزل كانت مليئة بالزهور ملونة بالازرق مع مزيج من اللون الزهري لانه المفضل لدى نور، وقام كلًا بفرش سطحية الأرض باللون الازرق أيضا مضاف عليها تلك الزهور البيضاء، وايضا تلك الاضواء كانت خليط ما بين هذه الألوان، وقاموا بتزين باب المنزل ثم نقلوا إلى الطعام فحضر زين كل أنواع المشروبات وكل انواع الحلوى، فكان المنزل صدقًا قطعة من الجنة.
- أردف زين وهو ينظر إليهم بحب، أنه المنزل ليس بذلك الجمال من تلك الزينة، لا نهائيًا بل لإضافة والدته ذلك الحب والحنية وشغها المكنون بقلبها لرفيقتها الأولى، وأيضًا هو بذل حب وسعادة وكأنه لا يستطيع أن يحلق في السماء من فرط سعادته الكبيرة لرفيقة دربه، وأيضًا ملك عملت تلك الأشياء وهيا تتذكر كل طفولتهما سويًا كل موقف معًا فهى روحها التي مستعدة أن تبذل قصاري جهدها لأجلها.
- بعد إنتهائهم نظروا للمنزل من أرضية الصالة يتطلعون عليه بإنبهار شديد حتى هتفت ملك بفرحة غامرة إياها: الله، دا بقى حلو جدًا نور لما تصحى هتفرح اوي شكله بجد تحفة.
ايدتها ايمان قائلة بنبرة حنين: فعلًا ما شاء الله، بقى جميل اوي.
قاطعهم زين بكبرياء مصطنع: طبعًا دا انتوا معاكم زين باشا، عمايل ايديا وحياة عينيا.
أجابته ملك بنبرة ضاحكة: بس يا اهبل هو انت عملت حاجة اصلًا، دا انا وماما.
- كاد يرد ولكن قاطع حديثه صوت طرقات الباب، توجه إليه قائلًا باستفهام: مين؟
- قام زين بفتح الباب وجد رجل ذات قامة طويلة وعرضه كعرض باب المنزل، ويرتدي نظارات سوداء، ويحمل على زراعيه صندوق خشبي حجمه مناسب إلى حد ما.
- تحدث زين متسائلاً: مين حضرتك؟
رد عليه ذلك الرجل بجدية: انا من طرف مراد باشا وهو بعت الصندوق دا معايا أوصله لبيت زين الدين محمد.
- شكره زين وأخذ منه الصندوق ودلف للداخل بعد غلق الباب، حتى حدثته ملك بنبرة فضولية: هو دا ايه؟
رد عليها بنبرة مبتسمة: معرفش ومش هفتحه من غير لما تصحى صاحبته، روحي صحيها الغيبوبة دي هيا ومليكة.