الفصل السادس

2.1K 82 12
                                    

هتف آدم ماكرًا: قولي كدا يا باشا ازاي جمعتهم في مجموعة، ما هو أكيد مش صدفة.
- ضحك جاسم بخفوت حتى اكمل حديثه بإنتصار: أنا اللِ هقولك انت جمعتهم في تيم وعمرو معاهم عشان مراد مش كدا؟
: عليك نور.
أردف بها جاسم بكلل من ذلك التافهه من وجهة نظره حتى اكمل آدم بتذمر: يا بارد حطيتني مع المجموعة التانية وقعدت انت هناك ها.
انهي حديثه وهو يشير إليه بعينيه حتى صرخ به جاسم غاضبًا: غور ياض من هنا، انا فاضي لشغل العيال دا.
زفر بحنق ليقول: متزوقش بعضلاتك دي اللي شبه الدروكولا، اوعى انا غلطان.
ابتسم له وهو يسأله: بس حلو صح؟
اجابه وقد نسى مشاجرته معه للتو: لا جامد، لو كنت بنت كنت هتجوزك والله، دا انت عليك عين بتجيبني الأرض.
: برا، برا من هنا، ولا اقولك أنا ماشي عيل متخلف.

ذهب الجميـع للقصر ما عدا جاسم لمكان ما، ورحلت الفتيات إلى منزلهم.

- في قصر الصياد كان الجميع على المائدة حتى قطع سكونهم كلمات مراد هاتفًا: بكرا كتب الكتاب، عشان تبقوا عارفين.
انفعلت كريمة بطريقة كبيرة حتى اردفت بزفير عالٍ: وليه بسرعة كدا؟ استنى حتى نعرفها مش ممكن طمعانه فيك؟!
- هتف مراد في مباليًا وهو لم يحيد نظره عن طعامه: ايه يا جدي؟
أضاف الصياد بابتسامة هادئة: أنا موافق جدًا، عشان احنا مسافرين دبي وممكن نقعد هناك كتير، فالله أعلم هنخلص امتى هناك! فكتب الكتاب مناسب والفرح لما نيجي على خير ان شاء الله.
- إزدات ابتسامة مراد كأنه على مشارف الوصول إلى حلمه، وزادت سعادة شقيقته حلا التي لا تملك فضول أكثر لتنتظر رؤيتها، وأيضاً سعادة ذلك الشقيقان المتضادين تمامًا، فكان الجميع سعداء للغاية بعقد قرآن اول حفيد للصياد ما عدا كريمة التي كانت محاطة بأفكارها المسمومة.

- في ذلك الحي خاصةً في غرفة مليكة كانت غارقة بذكرياتها حتى أفاق تشتتها ذلك الهاتف المحمول الذي يزن بجانبها، نظرت له وعندما رأته رقم دولي خفق قلبها بشدة كأن خنجر أصابها في صميم قلبها، أغمضت عينيها بقوة، وهي ترتجف شاعرة بالإختناق يسيطر عليها، ترد أن تستلقى اكبر قد من الهواء النقي، لتجيب على المكالمة منتظرة حديث الطرف الآخر بقلب يرتجف ليقول: عزيزتي مليكة، لقد اشتقت لكِ كثيرًا.
أجابته بهول من تذكرها ما حدث لها: اتركني، دعني وشأني ارجوك.
- سمعت صوت ضحكاته المقززة المرعبة بالنسبة لها، حتى أكمل بنبرة باردة تزيد من إخافتها: عزيزتي دعكِ من هذا الهراء د، أنتِ لي هل تعلمين ذلك؟
- انهارت جالسة ليس لها القدرة على الوقوف حتى ادرفت ببكاء هيستري: ابعد عني، عايز مني ايه؟ مستحيل مستحيل ارجعلك تاني مستحيل، وبعدين مش هتعرف توصلي.
أضاف ذلك المجهول بنبرة حادة: أنا أعلم أين انتي عزيزتي، أنا علم اين أنتِ من يوم ميلادك حتى الآن، اعلم بكل خطوةٍ تخطيها طفلتي.
- أغلقت هاتفها وعينيها تصرخ، الضياع يضرب بروحها، قلبها يتمزق إلى أشلاء، مئة سيناريو يردد في عقلها إن عادت له، لحظات مرت عليها كالدهر، رددت ودموعها تنهار على وجنتيها: مستحيل ارجع للجحيم دا تانـي.

عاشق حد الهوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن