بداخل الحافلة بجانب آخر يجلس ادم والحزن يظهر على عينيه وهو يستمع إليطى إحدي الأغاني على هاتفه واندمج معاها بشدة واصبح يردد كلماتها مع بضع الحركات
:قولو للي اكل الحرام يخاف .. بكرا اللي كله يفسده.- وهنا لاحظت ملك حزنه هذا ولكنها اخفضت بصرها في الحال ودقات قلبها ترتفع بشده تريد أن تزيل هذا الحزن الذي بداخله ولكنها انتبهت إلي نظرات نراد الذي يظهر على وجهه علامات الاستغراب.
بادر مراد بسؤال آدم عن حالته ولكنه يعلم أنه سيكون شيء ليس له أهمية
: و ياتري مين اللي أكل الحرام إلهي يطفحه يا أخي انت جاي تفرقنا يابني آدم أنت؟- أجاب آدم بجدية مزيفة وهو يحاول رسم العبوس على معالم وجه وارتفعت نبرة صوته مما جعل نظرات من في الحافلة تنصب عليه ينظرون له بأهتمام وهم يظنون أنه شيء مهم...
: صلوا علي النبي يا أهل الدار كدا واشهدوا ..
رددوا جميعاً الصلاة علي النبي وانتبهوا إليه بشده تحدث جاسر بملل وهو يقول ..
: وحياة امك يا آدم لو طلعت حاجه تافهه زي وشك هسفلت بيك الشارع أنت حر.نظر آدم إلى مراد وهو يشير علي جاسم الذي يرمق آدم بنظرات حانقة وغاضبة من تصرفاته وقال بتمثيل
: شوفت بيعينك شوفت بيقولي هزعلك في وجودك مش عامل احترام ليك يا خسارة تربيتك يا مراد يا حبيبي يا خسارة شقانا في تربية ابننا، ثم أحتضن مراد وهو يمثل البكاء نظر الجميع بدهشة إلي تصرف آدم وأرتسمت ابتسامه على وجه ملك من تصرفات آدم وتباعت ما يحدث بأهتمام.هدر جاسر بحدة وهو يكاد يلكم آدم في وجه ...
=تربية مين يا أبو تربية بقولك ايه يلا لم دورك عشان محدفكش من الشباك واخلص أعقل كدا ضحكت الناس علينا أنا مشفق علي مراتك المستقبلية بجد!أبتعد آدم عن مراد وهو يزيحه عنه بضع خطوات ثم وقف أمام جاسم وهو يتحدث بتفاخر ...
=دا يبقى يوم حظها انها هتتجوز واحد زي دم خفيف تلاقي حب وحنيه تلاقي قلة أدب تلاقي يعني بص هتكسب راجل خمسة في واحد أنا لو مكانها هقوم ازغرط دلوقتي.انفجرت ملك في الضحك على حديث آدم ولم تنتبه أن صوتها كان عالي نسبياً مما جعل آدم وجاسم ومراد ينظرون لها أبتسم آدم ببلاهة وهو يقول ...
=شوف يا أخي التصرفات اللي تفتح النفس أنا مستبشر خير في الرحلة دي.أنزلت ملك نظراتها في الأرض بخجل من تصرفها الأحمق لقد احرجت نفسها بسبب هذه الحماقة...
كاد جاسر يرد علي آدم ولكن اوقفه صوت جدهم الصياد وهو يقول ..
:خلاص اسكته مش هنخلص النهادرة يلا كل واحد يقعد في مكانه ومسمعش صوت لحد ما نوصل المطار.
جلس جاسم بجانب زين وألتصق بهم آدم هو الأخر ولكن لاحظ جاسم أن زين لا ينتبه لما يحدث وسأل ببعض الفضول ..: ايه اللي شاغل بالك يا خويا.
تحدث زين بتفكير وهو يقول:
دلوقتي انا خدت تلاتة جلي كولا بس مش عارف هي بيبقى لونها أسود وسكري كدا دي قالبه علي حمره تفتكر مكسوفه؟ قالها وهو يضحك بصخب وأمسك بطنه من كثرة الضحك.