الفصل السابع عشر

1.5K 59 8
                                    


- في مكان مظلم لا يُرى منه غير العتمة، سار مراد بخطواتٍ ثقيلة يشتت تفكيره في ما هو آت، كانت تسير خلفه بقلب يترجف وهي ترى ذلك المكان، صرخت بشدة وهي ترى عمرو مقيد بتلك يديه في أعلى الحائط، وجسده يسبح في سائل الدم وكأنه كان ينغمر بداخله، نظرت له تحاول ايجاد ملامح وجهه لم تجد غير الدماء تنزف منه، بعد إدراكها مدى خطورة مراد لما فعله له شهقت بفزع وفتحت عينيها على وسعها لتصرخ وهي تجذبه بعنف إلى ذراعه: انت ايه مريض! مين ادالك الحق تعمل فيه كدا؟ انت عايش في غابة مفيش فيها غيرك، مفيش شرطة مفيش آمن ازاي إنسان ممكن يكون بالوحشية دي؟

_ كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة تكاد تموت من الخوف والذعر، لتردف وهي تحاول استنشاق أي هواء قبل أن تختنق: سيبوا الشرطة هي تحاسبه انت مش في غابة.

- وللمرة التي لا اعلم عددها شارك تفكيره وسول له الشيطان ابشع الأفكار بداخل عقله، فلم يجيب عليها إلا بصفعها حتى تراجعت للخلف عدة خطوات إثر صفعتة وعلى معالم وجهها الخوف والذعر، نظرت له بذهول شديد وهي لا تجيد خروج حروفها من بين فمها، وقف مراد في وجهتها، ولم يزيل نظره من عليها بل حدجها بنظراته القاسية المتوعدة لها، ثم مد يده ناحية معصم كفها ليقبض عليه ليبقى خلف ظهرهاء، تأوهت بألم شديد، والدماء تتساقط من جسدها إلا أنه لم يهتز لها، لتصرخ بصوت مختنق: هموت في ايدك، سيبني.
- لم يعبأ لها، ظل ينفس عن غضبه وهي تتأوه أسفل يده، حتى أردف وهو يحدقها بنظرات مرتعدة: وقتك مش دلوقتي، نشوف الحيوان دا الاول.

- انهال مراد عليه باللكمات تحت هدوء عمرو الذي كان عاجزًا في الدفاع عن نفسه، حتى كان على وشك الاغماء عليه، بينما نور تابعت أفعاله بوجه شاحب، الذعر جد مكان للاقامه في قلبها.

- تحدث مراد وهو يضغط على شفتيه بغيظ حتى نزف منها الدماء: ازاي تتجرأ تعمل اللي عملته؟ معاك مجرد دقيقة تقول فيه كل اللي تعرفه لإما في عداد الموتى.

- نظر له عمرو وهو يبتلع ريقه في خوف، أخذ نفسًا طويلًا ثم زفر في رعب ليقول بتعثلم: انا مليش دعوة، والله مليش دعوة دي صافي هي قالتلي اعمل كدا دا عشان تسيب نور.
ظل يردد تلك الكلمات في رعب يرتكز بداخل مقلتيه حتى قاطع حديثه ضحكات نور الهيستريا، ظلت تضحك بشدة بطريقة مخيفة حتى توقفت مرة واحده وكأنها أصيبت بشلل تام، جلست نور أرضًا متاوها من الالم، حاولت أن تنهض لعدة محاولات فشلت بها جميعها، حاول إيحاطها بذراعيه لتهتف مذعورة: ابعد عني، ابعد عني.
أكملت حديثها وهي تحاول الوقوف مجددًا حتى نجحت في فعلتها لتقول بثبات وهي تستجمع قوتها: بعد دا كله يا سي مراد وبعد الفيلم دا كله مشوفش وشك في حياتي تاني، مش عايزه حاجة في الدنيا غير إنك تبعد عني ارجوك ابوس رجلك، مستحيل افضل مع شخص مريض نفسي زيك، انت يا مراد شخص معقد، سيبني في حالي.

- نظر لها بعيون دامعة نادمة ولكن ما الفائدة بعد فوات الاوان، مر بذاكرته شريط ما حدث من اول ما حصل في الجناح إلى الآن، أغمض عينيه في حالة ذهول كيف فعل بها ذلك؟ صرخ بتنهيدة نادمة ليقول: أنا آسف سامحيني والله والله هعوضك عن دا كله.
- أمسك بكفها وهو يضرب به على صدره خائفًا من مرارة فقدها وحرمانه منها ليقول: اضربيني اعملي اي حاجة انتي عيزاها بس اوعي تسيبيني.

عاشق حد الهوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن