الفصل التاسع عشر

1.3K 57 7
                                    


- تسمر عمار مكانه من هول ما يراه، فكانت ليلى منغمسة داخل الأرض وكاد الرجل يغلق ذلك القبر عليها ولكن صرخ عمار وعيناه شديدة الاحمرار وقلبه ينقبض خوفًا عليها ليقول وهو يتقدم يبرحه ضربًا: انتوا شياطين مش معقول تكونوا بشر.. افتح الباب.

- فزعت حسنات بشدة لتقبض على يدها وهي تتحدث بهستريا قائلة: روحتي في داهية يا حسنات، روحتي في داهية يا حسنات.
- ذهب عمار تجاه ذلك القبر، للتحرك كريمة مسرعة نحوه لتقوم بضربه في مؤخرة رأسه ليسقط مغشيًا عليه.
- صرخت بهم كريمة أن يسرعوا ما كانوا يفعلوه قبل أن يستيقظ مرة أخرى، ثم همست بصوت خافت قائلة بغباء: طب ما أنا اقتله ويبقى ولا حد شافني ولا حد سمع بيا!
- أنهت من تفكيرها بهذا الحديث وهي تسمع دورات الشرطة أصواتها تتقدم إليها لتنظر وهي في حالة من الذهول إلى حسنات لتقول لها أن ما تسمعه كذب، ولكن رأتها هي الأخرى تبللت ملابسها من كثرة الرعب التي هي فيه لتصرخ وهي ترى قوات الشرطة يقتحمون المكان: والله مليش دعوة دي كريمة.. والله العظيم مليش دعوة.

- اخافت من البشر ولم تخف من خالقهم، ارتعبت من عقوبتهم ولم ترتعب من عقاب الله..
- اسرع محمد الصياد تجاه ذلك القبر هي وزوجته، قام هو بإخراجها بصعوبة شديدة، خرجت وجسدها منغمس به التراب وكأنها كانت بالفعل جثة تم دفنها، صرخت رقية والدتها في هلع: ليلى اصحي يا ماما خلاص انا هنا أهو، اصحي يا حبيبة قلبي اصحي متوجعيش قلبي.
- فاق عمار على صوت صراخ رقية، لينهض صارخًا وهو يتأرجح يمينا وشمالًا إثر ضرب كريمة له قائلًا بلهجة مرتعدة: بسرعة على المستشفى.
- حملها والدها مسرعًا إلى المستشفى التي كانت بجوار تلك المقابر بممر.

- بعد مرور الكثير من الوقت خرج الطبيب من غرفة ليلى ليردف مطاطئًا رأسه ليقول بخزي: الآنسة كويسة..بس..
أردف عمار بنبرة حادة مريرة: بس ايه يا دكتور؟
رد عليا بخزي: للآسف المريضة تقريبًا كانت في حادثة مهيبة..مفزعة..مرعبة بالنسبالها ودا سبب ليها في إضراب ما بعد الصدمة.

هتفت رقية بصوت بالكاد يخرج من كثرة بكائها: يعني ايه يا دكتور؟ يعني بنتي حصلها ايه؟
رد الطبيب عليها بنبرة حزينة:
المريضة هتحس بأنها بتمر بنفس التجربة من جديد، ودا بيحصل لما مثلا تفتكر الحدث خلال النهار او كوابيس خلال الليل، يعني هتحس ان الاحداث بتحصل من جديد، هي مش هتتخيل الاحداث و لكن هتحس بمشاعر مشابهة لما حدث كالخوف و الاصوات و الالام.
أحداث عادية قد تسبب هذه الذكريات مثلا أذا كان الحادث في جو ماطر و حاليا الجو ماطر قد يسبب ذلك تذكر الحدث من جديد.

- جلست رقية ارضًا وهي تضرب بكفيها على وجهها ببكاء مُر، ليجلس بجانبها محمد الصياد وهو يردد تلك الكلمات: حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل.
- أراد الطبيب يكمل تعليماته ولكن لم يجد إلا عمار هو الذي ساكنًا قليلًا يمكن أن يتحدث معه ليردف الطبيب محذرًا إياه قائلاً:
لازم تعيش الحياة بصورة طبيعية قدر الإمكان، وترجع لروتين الحياة المعتاد الخاص بيها، وهي لو بتشتغل ترجع لعملها،وطبعا لازم تتناول الطعام وممارسة التمارين الرياضية، وتزور موقع الحادث،
ومع المتابعة هنا هتتحسن جدًا.

عاشق حد الهوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن