الفصل الثالث والثلاثون ج٢

14.6K 289 21
                                    

الجزء الثانى من القيد الثالث والثلاثون

زلزال آخر

مهاب

بليله واحده فقدت الكثير من عائلتى ولم يتبقى لى إلا فرد واحد وهو ولد العم الذى كانت علاقتنا جافه جدآ وكنا أعداء اكثر من أقارب نظرآ لعقولنا الفذه وطموحنا الذى لا حدود له ... لم أكن أحسب سيلا كفرد ثانى بالبدايه نظرآ لأنها ولدت يوم الحادث ولم تكن ملامحها ظهرت حتى لهذا لم يكن أمامى غير ثقيف .... ومرت السنوات وأنا أشعر بأن لى ظهر ولى سند وهو أبن العم المسئول رغم شعرى الذى شاب لكننى كنت أشعر بأنه الأكبر وبأنه المثقف وبأنه ولد العائله الثرى صاحب الشركات والمصانع لم يكن يخبرنى بشئ عنه فقط يرد على بأختصار حتى أن شوقى كان يقابله ببرود لدرجة اننى كنت أخجل وكأننى أبالغ بمشاعرى وهو لا يحبنى .... وكل هذا تبدل عندما أتصلت بهاتف ثقيف وردت على الصغيره سيلا تحدثت معى بفضول سألتنى عن كل ما يخصنى عن تفاصيل حياتى وأنا أرد بذهول أسأل بخجل فترد بتقرير كامل عن حياتها تحكى عن ثقيف وشخصيته المستفزه وأوامره الصارمه فأجد نفسى أضحك كانت هى الضحكه التى دخلت حياتى بعد سنوات من دفنى بالعمل ولأننى كنت أحب هذه الأستراحه كنت أتحدث معها على هاتف ثقيف يوميآ وبعد تخرجها من الثانويه أشترى لها ثقيف هاتف فاصبحت تحدثنى كثيرآ ولم يكن ثقيف يرد على إلا بمرات قليله ورغم تعلقى بسيلا لكن روحى كانت مرتبطه بثقيف ولد العم الصلب القوى سبب نجاحى وتفوقى من أحبنى أكثر مما أحب نفسه لكنه لا يعبر .... ثقيف له الجزء الأكبر بقلبى وإن حدث له شئ سيموت قلبى لقد ذهبت لطبيب نفسى لكى أزور مصر كنت اشعر بالأختناق من حروفها الثلاث لم آتى هنا لفقد اخر لم آتى لأودع ثقيف أتصال زوجة ثقيف اليوم طعن قلبى لم أتصور أبدآ أن يتعرض ثقيف لحادث بهذه القوه لم أراه ولم أعرف ماذا به ؟؟؟ انا فقط أنظر لحالة سيلا والدماء التى بيديها وملابسها لأعرف أن ولد عمى ليس بخير أبدآ ليس بخير .... نقف بالممر الأبيض البارد جميله تبكى بينما سيلا تجلس على الأرض بوضع أطفال الشوارع الذى يشعرون بالبرد عينيها متوسعه وتضع يديها بدمائه على قلبها ترتجف وكأن الروح تخرج من جسدها نظرت للاعب الكره الذى يجلس على كرسى وضعه أسفله رجل أقتربت منه وسألت بشحوب " أخبرنى أنت كيف حالته هل هو بخير ؟؟ " أزدرد ريقه وقال " أعتقد .... لقد كانت يستعيد وعيه طيلة الطريق ويبحث عن زوجته بعينة حتى أنه أخبرنى بأنها حامل ..... ألا ترى أنه من الأفضل أن يفحصها طبيب " حركت رأسى بشرود ثم نظرت لسيلا وقلت " ولماذا يفحصها هى حزينه فقط لأجل زوجها " حرك رأسه برفض سريع وقال " لقد كانت معه بالحادث أخشى أن تكون هناك أصابه لا نراها " توسعت عينى وتحركت لسيلا وأنا أهتف " سيلا هل أصابتكما السياره معآ " عندما زاد أرتجافها ولم ترد فأنحنيت وأمسكت كتفيها أقرفص أمامها بحده " أخبرينى هل أخى بخير لماذا تبدين بهذا الشكل هل دهسته السياره هل أصابته مميته ..... صفى لى حاله وأنا سأفهم لأننى طبيب " رفعت عينها لى بلهفه وقالت وهى ترتجف " رأسه نزل منها الكثير من الدماء ام ام ..... لقد ... لقد أخذ الضربه عنى و و " حركت وجهها بشحوب وأتساع عينيها لا يبشر " و هو هو ليس بخير ... لكنه لن يتركنى صحيح ... وعدنى بذلك بالسياره بأنه لن يتركنى أنا وأبنه " حركت رأسى بموافقه وجذبتها لصدرى فتمسكت بعنقى تبكى بعنف تبكى وتقول الكثير " أنا أحبه هو زوجى وحبيبى وأخى وأبى وهو طفلى هو كل شئ ..... أنا السبب أنا من عاندته وخرجت كان يريد أن نكون معآ ......... لقد قال أنه يشتاق لى و أجبرت قلبى أن يقسى أن يكون كالحجر كما كان يفعل معى ........ ثقييييف ..... ثقيف يا حبيبى لا تتركنيييييييي " أندفعت ببكاء هستيرى ودموعى تتساقط معها وأنا أدعو الله أن يكون الأمر بسيط سمعت صوت مراد المفجوع فتركت سيلا ببطئ ونظرت بأتجاهه وهو ينظر إلينا بفزع " ماذا حدث ... أين أخى ؟؟ " كان يرتدى قفطان أبيض منزلى وخف منزل قال نائل القاضى " هو بالداخل معه عدد من الأطباء لا تقلق " لكن كان ينظر لملابس سيلا بذهول وكأنه يعرف دم أخوه ويميزه ... صرخ بعلو صوته وهو يجرى على الباب يحاول فتحه " أنا طبيب سأدخل لن أترررركه يذهب هو الأخر سأفعل المستحيل ليعيش .... ثقييييييييف ..... أخييييييييي ..... يا كل عائلتييي أنت يا كل حياتى ... تماسك لأجلى .... لأجل من وجدك بعد سنوات ضيااااااع ....لا تجعلنى يتيم للمره الثانيه يا حبيبى ...... أرجوك أخرج وقل أنك بخير لأجلى يا غالى لن أسامحك إن تركتنى هذه المره لن أساااااامحك " حاولت ضمه وتهدئته وأنا أبكى بألم لم نسمع خبر سئ لكن أختفاؤه خلف الباب المغلق والذى أغلقوه بوجه سيلا التى كانت تريد مرافقته وجميله من أخبرتنى بهذا نظرآ لأننى أتيت ووجدته مغلق يجعلنا نفقد عقلنا ثقيف بخطر وهذا ما آثق به .... ولا يتحمل أحد منا هذا نظرآ لماضينا مع الموت الجماعى وهذه المره أشعر بأنه وفاة ثقيف هى موت جماعى لكل عائلتنا مره أخرى رغم وجود مراد وسيلا لهذا أتوسلك ربى ألا نرا به مكروه ...... أخيرآ نحجت وضميته وأنا أربت على كتفه بعنف قائلآ بخوف " لا تقلق سيكون بخير " حرك رأسه برفض وهتف " لقد وجدته أخيرآ ولا أتحمل غيابه مره أخرى .... دماؤه تغرق ملابسها دمااااء أخى تغرق ملابسها يا مهاب " أرتخا ساقه وهو ينزلق ليجلس بتعب على الأرض قائلآ بخفوت وهو ينظر لسيلا " قولى أن هذا الدم لأخر .... أتوسل إليك قولى هذا " سكن وعينيه جامده فجلست بجواره أنظر لجلستنا الغريبه وأستغراب نائل من تصرفات سيلا ومراد لكنه معذور أى شخص لا يعرف من هو ثقيف بالنسبه لبقايا الجارحى فهو معذور ... بعد وقت طويل أعيننا تتعلق بباب الغرفه خرج الطبيب أخيرآ وقفت بينما مراد لم يستطيع التحرك وكأنه ينتظر خبر هو متأكد من سوءه أقترب نائل وقال بجديه " كيف حاله يا دكتور " نظر إلى نائل ورد عليه بعمليه " جسمه ملئ بالرضوض لكن لم تكن هذه المشكله ... جرح رأسه الكبير مع كسر بالجمجمه خفيف وأجرينا له العمليه ولن أستطيع قول شئ إلا بعد بقاءه تحت الملاحظه " وقف مراد وتحرك خلف الدكتور وكأنه لم يكتفى بما عرفه ويريد تفاصيل التفاصيل وأنا أقف مكانى مصدوم .... هل كنا سنفقده فعلآ ؟؟ لقد تعرضنا هذا اليوم ل ' زلزال أخر '

يحكى أن في العناق حياة(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن