المقدمة

1.2K 30 4
                                    


حتى في أصعب كوابيسها بشاعة لم تتخيل أن تعاني كل هذه المعاناة، وفي أكثر أحلامها سعادة لم تتخيل أن يظهر في حياتها بتلك الطريقة لينتشلها من كل مخاوفها، ويضعها على أول طريق محفوف بالورود من كل جانب، طريقٌ ينتظرها في نهايته متأهبًا ليحميها ويتلقفها بذراعيه، فهل ستكمن السعادة في عينيه الحنونة وبسمته المطمئنة؟ أم أنه سيكون مجرد باب جديد خلفه مزيد من الألم ولكنه مزين بالسعادة كطعم لجذب قلبها المتعب من ويلات المعاناة؟
نظرت إليه وهو يقف أمامها على شاطئ البحر، أغمضت عينيها تستشعر نبضات قلبها، ومازالت لا تصدق أنها تنبض من فرط السعادة، لو أخبرها أحدهم أنها بعد كل هذه المعاناة ستتخلص من لعنات حبٍ ظلت أسيرة له سنوات طوال لكانت أتهمته بالجنون، لم تكن تتوقع أنها قد تحبه هو شخصيًا بتلك الطريقة، أن حنانه ودفء عينيه سيغلبان تلك القسوة التي كانت تغلفه في البداية. التفت لها بابتسامة عاشقة وهو يحمل بعضًا من حلوى غزل البنات التي تعشقها، وهذا جانب آخر لا تصدقه، أنها قد تعود إلى شخصيتها الطفولية مرة أخرى بدلًا من تلك الجافة التي صارت عليها، وقف أمامها وقد احتضن يدها بكفه ووضع قبلة حنونة عليها، تألقت ابتسامتها وهي تسند رأسها على كتفه، لتكتمل لوحة هيامها، حيث تسير من مع تحب حيثما تحب، ثم همست لنفسها وقد تنهدت تنهيدة عميقة: أنا أتوب عن حبك أنا...
ابتسمت وضمت نفسها إليه أكثر وقلبها يحلق بين السحاب وقد تخلصت من علامة الاستفهام وكل تبعاتها التي كانت غارقة فيها..

رواية رغد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن