☀️ شغف الماضي | The Past Passion ☀️

42 9 0
                                    

°في ثامن من اكتوبر عام واحد وخمسين (1951/10/08)°

"هذه هي القاعدة لليوم، احفظوها للمرة القادمة"

بالقاعة الضخمة وعلى امتداد المدرجات الى اعلى عبر القاعة أغلق الطلاب دفاترهم بينما استعد جميعهم للخروج بعد انتهاء الحصة فتنهد الأستاذ وتوجه لمكتبه يرتب أدواته هو الآخر غير أن ظل هيئة قاطع عمله فرفع بصره

"أستاذ نامجون، أنا خجل قليلا من طلب هذا منك لكن أنا.... أريد... أيمكنك مساعدتي؟"

انزل الطالب رأسه فاستقام نامجون بجذعه أكثر ووضع يده على كتفه جاذبا لنظر المتردد امامه مع بسمة مريحة جعلت الطالب يرفع رأسه الى استاذه وينظر الى عينيه عبر تلك النظارات المستطيلة التي زادته مهابة

"بكل تأكيد يمكنني ذلك، ما الأمر؟ هيا اعتبرني صديقك"

"أريد القيام ببحث علمي وأحتاج قليلا من... المال.... لا تقلق انا أعمل وسأعيده حالـ..."

"كم ينقصك؟"

"عشر دولارات"

التفت نامجون وفتح حقيبته فنظر لمبلغ أمواله ولم يكن يتعدى السبع، فلبث مدة ثم سحبها بخفة ووضعها بكتاب ما ومده للطالب

"سأحضر لك غدا ثلاث دولارات الإضافية"

"لا لا داعي انا شاكر لك بالفـ...ـ"

"سأحضر لك غدا الثلاث دولارات الإضافية! ولو لم تكن أذكى طالب عندي لما فعلت"

اصر وأتبعها بنبرة جدية فخضع الطالب لارادة استاذه وانحنى كثيرا وشكره لكن نامجون ظل ينظر الى تلك العينان المليئتان بالشغف لطالما رآهما كثيرا بأشخاص يحبهم بالفعل وطوال الأشهر الكثيرة الماضية كانت فقط ذكراهم تتردد في جزء من عقله

غادر الطالب سعيدا وقد جعل نامجون يبتسم لا إراديا وهو يراقب فرحته، انه حتى راقب جيدا الجمع الذي كان ينتظر ذلك الفتى وصرخوا حينما علموا ان صديقهم فعلها

حالما صارت القاعة فارغة لم يقوى جسد نامجون على الوقوف وجلس بكرسيه يغطي وجهه حزن كبير فقد أعاد الشباب للتو ذكريات من الماضي

جونغكوك وهوسوك لابد أنهما صارا طبيبان ماهران بالفعل، هكذا فكر ثم تايهيونغ...

لحظته وقف منتشلا حقيبته ليغادر الا انه صدم بالشخص الواقف قبالته على ثغره بسمة واسعة ويميل رأسه ناطقا بصوته الهادئ

"أستاذ نامجون مضى زمن طويل، لقد أصبحت أستاذ بالفعل حقا أنا فخور بك"

"تايهيونغ؟ هذا مستحيل!"

"بشحمه الذي ضاع ولحمه المليء بالكدمات ووجهه اللطيف الذي سيبقى دائما"

تصنم نامجون محدقا به، أراد ان يفكر بشيء ما لكنه لم يفلح، باله فقط يستذكر منظر هوسوك وهو ينتحب أمامهم عندما ظنوا أنه رحل للأبد

فقط جونغكوك صرح له انه قد يكون مجنونا لكنه متمسك بأمل طفيف ويا للعجب لم يكن طفيفا بالنهاية كان ايمانه بالمعجزات في هذا العالم الصغير جعلها حقيقة

"أنا آسف، لم أدرس بمبنى أشرفت عليه"

طبيعة نامجون هكذا، ان داخله منفجر بالسعادة لكن هذه الكلمات هي ما نطق بها وكأنه لم ير تايهيونغ لأسابيع فقط

"لا بأس فأنا أيضا فلم أكمل دراستي لأشرف على أي مبنى"

ضحك تايهيونغ وأجاب بتهكم كان لازال يرى اتساع عيني نامجون المنصدم لم يتقبل حقيقة وقوفه الآن أمامه فرفع حاجب وأحاط عنقه مبتسما بجانبية

"صدمتك أكثر عقلانية من خاصة هوسوك، لازلت مملا كما عهدناك نامجوناه"

"هوسوك؟"

ازدادت صدمته واتساع عينيه ان حتى حقيبته سقطت من يده أرضا عند اقتراب تايهيونغ إليه جاعلة من كلامه مجرد همس سمعته الرياح فقط وآذان رفيق الروح

"أجل، يلقي السلام عليك"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
~~~~~~~~~~~~~~

يتبع....

|December Sun|. JK. JMWhere stories live. Discover now