°في الثلاثون من نوفمبر عام اثنان وخمسين (1952/11/30)°
رفضت قطعا ان يعتني به أحد غيرها نامت واستيقظت جانبه وقلبها ينفطر، يتألم ويتوجع ولم يرد أحد أن يخبرها ما به رغم ان حمى كهذه لا تبشر بخير وهلوسته الدائمة تجعلها تشفق عليه
"هي..نا"
ردد اسمها فهبت إليه احتضنت كفه تحاول أن تدفئها وهو يتعرق بشدة دثرته لكنه لازال ضعيفا، اهلكه برد ديسمبر قبل اول ايامه
"انا هنا جيميني، أنا هنا بجانبك"
"عديني..... انك ستبقين معي.... حتى... آخر نفس لي"
"لا تقل هذا جيميني لن يحدث شيء وسأبقى جنبك ارتاح قليلا فقط"
صوتها خرج مهتزا، لكن البكاء لن تفعله امامه، رغم أن كل هذا المنظر أمامها يجرحها إلا أن على احدهما أن يبقى قويا بوضع كهذا وهي ستفعل الآن
ربت السيد بريتشوف - والده- على كتفها وقد كان قد حضر ولم ينظر لابنه، أشاح وجهه عنه وعصر كف يده
نظرت له فهمس لها ان يتركاه قليلا ليحادثها فقبلت جبين زوجها تمسح على خصلاته قليلا واحكمت غطاءه ثم خرجت معه
"أبي ارجوك اخبره انه سيتحسن، لما لا تخبروني لما حالته سيئة هكذا؟!"
".... نزيف داخلي...."
توقفت اضلاعها هربت شهقة منها ووضعت كفها على ثغرها عندما انهمرت دموعها
والده كان يعلم وهو كان يعلم فعلا، اخبرها انه كان مصابا به منذ زمن وان موعد موته يقترب يوما بعد يوم لهذا احضر له صديقا مثل تايهيونغ ولهذا زوجه اياها دون اعتراض وممتلكات والدته منحها تبرعا
كان يعلم من زيادة شدة أعراضه ان موعده يقترب، لم يخبرها جيمين واكتفى بحبها، اكتفى بتجرع دوائه منها اكتفى بعيش عمره قربها اكتفى بها وسكن لها وأحب انه عاش حبا جميلا قبل وفاته
'ليس لدي وقت لأضيعه بالغضب' كان عليها معرفة ذلك
"طلبت طبيبا ماهرا من مستشفى مرموقة صحيح انه امريكي لكنهم أكدوا لي أنه معروف بنزاهته ارسلوه وسيصل غدا، اعلم انه قد لا يغير شيء لكني لازلت اريد..."
توقف وبحة استولت حلقه، بعد برودة اظهرها لكنه ابنه ولا يتحمل حقيقة فقدانه
استندت هي بظهرها على الباب فلم تقوى قدماها على حملها فعلا ومر شريط ايامها القليلة معه وادركت ان يدا عليا انتشلتها من الملجأ بين من تحب ووضعها بمكان لم تعرف مطلقا انها قد تصل اليه فقط لتسعد روحا يائسة سترحل عاجلا أم آجلا
المدبر وما يفعل وحكمة بالغة بسير حياتها
طمست شهقاتها وفتحت الباب فوجدته يجلس ويرفع رأسه لأعلى يتنهد بقوة كان شاحب الوجه ذابل العينين بوسامة متعبة
عضت شفتيها تقتل دموعا تريد التمرد وتوجهت صوبه فابتسم لها بتعب وها هو لازال يسعد برؤيتها جنبه
وضعت كلا كفيها على رأسه وأحطته وهنا اعلنت ضعفها وسالت أول دمعة ثم احتضنته بقوة
كانت تعلم، انه يوما ما سيختفي حتما
"أنا هنا جيميني"
هذا ما ظلت تردده بصوتها المحشرج، لم تكن أعينها قوية كفاية لتمنع قطرات دمع لكن حضنها له سيكون بلا شك
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
~~~~~~~~~~~~~~يتبع....
YOU ARE READING
|December Sun|. JK. JM
Fanfictionطبيب في زمن الحرب فقد الرفيق ونذر نفسه لخدمة دار لاجئين كشمسهم الدافئة، وجد هناك روحا رقيقة ولدت بديسمبر وقررت ان تحتكر برودته في قلبها، حينها أشرقت شمس ديسمبر _______________________________________________________ كَمَا تَخَطَّيْتِ حُدُودُ بِلَادِ...