كانَتْ (سانا) أَكثرُ بؤُسًا بَعدَ الْجَلسة، كَانَ الْجَّوُ حارًا جدًا كأَن الشَّمسَ قد انفَجَرَتْ، كانَت تَجُرُّ نَفْسَها بثِقلٍ واضحٍ، في وسطِ ضوضاءِ أفكارِها اصطَدَمَتْ بِشَخصٍ مُتَوسطِّ الطُّول، جَميل الْمَبسَم، حادِّ العينين، سوادِ شعره فاقَ سوادِ اللَّيلِ، مُتَجهِّمُ الوجهِ، خَشن الطباع، نَظَرَ لها بتعالي و شيئًا من التقزز، قال: أأنتِ عمياء؟ و كانا حاجِباه يعانِقا بعضِهما، (سانا): أعتَذر.
رَفَعَتْ ناظِرها لَهُ بِخِفَةٍ، لِتَبدَأ الحَفله الْمَلَكيَّه الرّاقِصه في خافِقِها، كانَت تستطيع أنْ ترى قلبَها و هو يقفز، كاد قَفَصُها الصَّدري أن يُخلع، ثُمَّ ابتَعدت بِسُرعَةٍ لم تُسجلها الفيزياءُ يومًا، وصولًا لمنزل صديقَتِها (مي يونغ) طَرَقَتْ الباب بشيءٍ من الغِلظَةِ، فُتِحَ الباب و هَرَعَتْ للدّاخل تَحتَ ذُهول (مي يونغ)، أمعَنت النَّظر ب(سانا) و قالت: ما خَطبُكِ سانا؟
رَدَّت بصوتٍ مُتَقطّعٍ: لقد لقد رَأيتُه رَأيتُه، كانَ قريبًا جدًا مني يُمكِنُكِ الإِحساس بِقَلبي يرقص، (مي يونغ): واللعنة هو مُجَدَدًا؟ أَفَعَلَ لكِ شيئًا؟ نظرت لها ببرود: لم يفْعَل، بلى فَعَلَ، لو رَأيتِ كَيفَ كانَ يُمسكُ يَدَها، لو ضَرَبني بِخِنجَر لَمَ كانَت مُؤلِمةٌ هكذا، شَعَرَت (مي يونغ) بالكلماتِ العالقاتِ في جوفِ صديقَتِها، و الغَصَّه التّي تَتَحدث بها، حاوَلَت أن تَجعَلُها تنسى ما حَدَثَ، و بدأت تَسأَلُها عن جَلستِها الأولى، ربما لَم تُفلِحَ في جَعلِها سعيدة، لإن إجابةِ (سانا) كانَت سيئَةٌ للغاية، صَعَدت للأعلى لكي ترتاح، تصرخ أو رُبما تبكِ، (مي يونغ): عزيزتي هَل تَوَدينَ الذَّهاب لِمَنزلك؟ رُبَّما والديكِ يَفتَقِدانِكِ، (سانا) لا لا أُريد، غدًا سَأَذْهَب، أريد النَّوم لا تُزعِجيني، بالفعل لم تُزعِجها (مي يونغ)و تَرَكَتها وَ شأنَها، لَكن لَم تُفلِحَ الوِسادةُ في إحتِضانُ كُل آلامِها، بُكائِها و دُموعِها، ربما استَطاعَتْ (مي يونغ) سماعِها لدَرَجةِ أنَّها شاطَرَتها البُكاء من خَلفِ الباب، انصَرَفَت (مي يونغ) حالما صَمَتت (سانا) إعتقادًا منها أنها نامت.
بالفِعل أيقَظَتها في الصَّباحِ بَعدَ سباتٍ دامَ 12 ساعةٍ، نَهَضَت و اغتَسَلت و ارتدت بنطال باللون الأبيضِ و قميصٍ واسعٍ جدًا باللونِ الأبيضِ كانت تضيعُ فيه، و حذاءٍ أبيضٍ أيضًا، يبدو أنَّ الجميلة تُفضِّلُ اللّون المَلائِكي عن سواه من الألوانِ و تَرَكَت شعرِها الحريري الأسود على حالِهِ، و خَرَجَت بعدما افْتَعَلَت المشاكل مع (مي يونغ) لأَنَّها لا تُريد تناولُ الطَّعامَ، في طريقِها للطبيبِ رأَتْهُ ثانيَةً، هذه المرّة أَقبَل عليها و كعادته علاماتِ التعالي لا تُفارِقُ وجهه، قال: لقَدْ سَقَطت منك قذارة تُدعى قلادة عِندَما اقْتَحَمتِني البارِحة، لا تَزال هناك على الأرضِ، بالفعل عندَما تفحّصت عُنُقَها، وجَدَت أنَّها فقدته فِعلًا، تَرَكَتْ السّيد مُتَعَجْرِف و ذَهبَت أَخَذَت القلادةَ و أكمَلَت طَريقَها نَحو الطبيب، وَصلَت بعدَ حَربِ الطُرُق الّتي استَمَرت لربعِ ساعةٍ و بضعٍ من الثّواني، طَرَقَتْ بابَه و دَخَلَتْ بوجهٍ لا يُفَسَّر، جلست بخفةٍ دونَ أَن تقولَ شيئًا عيناها تَجوبُ الغُرفَةَ.
كسَّرَت حاجز الصمت ناطقةً: رأَيتُه، لَقَد رَأَيت (جونهوي)، وَضَعَ قَلَمَهُ ببطئ و استَقامَ مُتَّجِهًا لها برجولةٍ فاضَت في المكان هذا هو (تشانيول) كما عَهِدناه، همس لها ماذا جرى ؟ ابتَلَعَت ما في جوفِها تحاولُ إِنكار تلكَ الإِهانة التي تَعَرَضَت لها من قبل
السيد (جونهوي)، قالت: لم يحدث شيئًا، لم أنْتَبه على ما قالَ.
(تشانيول) بعدم تصديق: ماذا كان يرتدي؟ (سانا): بِذلةٌ رسْميةٌ سوداءٌ أَسفَلها قميصٌ أسودٌ و ساعةٌ لماركةٍ عالميةٍ، (تشانيول): حسنًا ركزتِ في أَدَقِ تَفاصيلِه و لَم تُرَكِزي بِما قال؟ أَخبِريني (سانا) بالحقيقةِ، (سانا): بالواقع لقد لقد أَخبرَني أَنَّه سَقَطَ مني عِقدًا عِندَما اصْطَدمت به أَمس صمتت قليلًا ثُمَّ أَكْمَلَتْ نعتني بالقذاره أَيضًا، (تشانيول): إذًا العِقد لَم يأَخُذَهُ أَحد يَنتَظِرُك في الشارعِ أَمام عشراتِ المارَّه، (سانا) لا رد فَقَط تَستَمِعُ، (تشانيول) بِضَجَرٍ: ماذا يَعمَل هذا الكازانوفا (جونهوي)؟
(سانا): محامٍ يا سيّدي ماذا عنكِ؟ أنا رسّامه.
(تشانيول) إذًا خاليني هو و أَخبريني ما في قَلبُكِ، شَعَرَت بشيءٍ من الإِحراجِ و الخَجَلِ، أخذت نَفَسًا عَميقًا على أَثرِه ظَنَّ (تشانيول) أنّها اسْتَنزَفَت جميعَ ذَرّاتِ الأُكسجين، (سانا): لِمَ تُعامِلَني هٰكَذا؟ أَلا تَشْعُرُ بي؟ الجَميعُ يَعلَمونَ بِهَوَسي بِك، لِمَ تُصِر على أن تُحرِقَ لي قَلبي؟ كَفاكَ سَفكًا بدماءِ قلبي الذي ما نَبَضَ إلّا لَكَ، (تشانيول) قَلبُه قد آلَمهُ على وَجَعِها و تَأَثر أكثر عندما رَأَى دُموعَها حَقًا تُحِبُه، تحمحم ليُقاطِعَ شهقاتها المتفرقه، ألم تَكوني تَرغَبينَ بِرؤيَتِه؟ (سانا): نعم و لكن لكن لكن لَيس هَكذا، أَتَعلَمُ ماذا؟ لَيتَني لَمْ أُقابِلهُ.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أنت تقرأ
Philophobia || فيلوفوبيا
Lãng mạnكَأي فَتاةٍ لَطالَما حَلِمتُ بِقِصَّةِ حُبٍ تَملَؤها الرومانسيه وَ الإِهتِمامِ، كَقِصَصِ الأَميراتِ حَلِمتُ بِأَميري يَأخُذُني لِأَماكِنٍ خَياليَّةٍ عَلى حِصانِهِ الأَبيضِ، أَتَشَبَثُ بِحُبِّهِ خَوفًا مِنَ السقوطِ وَ الخِذلانِ.