لَن أَتطفلْ عَليك

12 4 2
                                    


تلامَسَت أيدينا لِأَوَلِ مَرَّةٍ بتاريخِ 5/11/2019 في تمامِ السَّاعَةِ الرابِعَةِ وَ النّصف صَباحًا.


قُدُسِيَّةُ هَذا الوقتِ بالنِّسبَةِ لَها رَهيبَةٌ، لا تَخَفْ أَنا لا زِلتُ أُحِبُّكَ وَ لٰكِنْ شَيئًا ما دَاخِلي يُخبرني أَنَّ هَذا خاطِىءٌ جِدًا.


ها أَنا أُحاوِلُ الإشاحَةِ بِوَجهي المُنتَفِخِ مِنَ البُكاءِ لِكَي لا يَراني، أَنا لَستُ مُستَعِدَةٌ لِسَماعِ شيء منهُ، مَهما سَيقول أَشعُرُ أَنَّهُ سَيَقومُ بِكَسري، يا لَيتَهُ يَعلَمُ أَني لا أذكُرُهُ، الرَّب يَعلَمُ أَني لا اَنساهُ، وَهَمتُ نَفسي أَني لا اذكُرُه، لَكِن ساكِنَ الرُّوحَ كَيفَ القَلب سَينساهُ.



المُمَرِضَةُ تُسقيهِ خافِضًا لِلحَرارَةِ، وَ أَنا أَخبَرتُها أَن تُحضِرَ لي الكُحولَ الطِبي لأُخفِضَ حَرارَتَهُ، حَكَمتُ عَلى نَفسي بالمؤَبَّدِ اللَّيلَة، وَضَعتُ القُطنَ المليء بالكُحولِ على جَبهَتِهِ، أَشعُرُ بِشيءٍ عالِقٍ في جوفي، |جونهي| بِصَوتٍ مُتَفَرِقٍ: لِمَ فَعَلتِ هذا؟ لَمْ يَلقَ الرَّد مِنها، اُقسِمُ أَنَني لَو تَكَلَمت سَأُفرِطُ في البُكاءِ لذا تَمَنَيتُ أَلا تَتَكَلَّمُ، كَرَرها ثانِيَة حَتَّى أَخبَرتُه أنَني سأَفعَلُها مَع أَي شَخصٍ آخر لَو كَان مَكانِكِ |جونهي|.

انخَفَصَت حَرارَتُهُ على الأَغلَب لإِن (سانا) في المَمَر تهاتِفُ أَحدَهم، حَسَنًا (تشانيول) لا تَخفْ أَنا بِخير اسمَعْ أتت الشرطَّة، يبدو أَنَّهم سَيأخُذونَ شَهادَتي، إلى اللِقاءِ (تشان)، بَدَأَت التحقيقاتِ وَ (سانا) أَخبَرَتهم أَنَّها رَأَت تِلكَ الفَتاةِ وَ بَدَأت بِوَصفِها لهم، وَ أَخبَروها أنه سَيَتم إحضارُ رسامٍ مُتَخَصِصٍ وَ سَيَتم البَحثْ عَنها، و ها هُم يُحَقِقونَ مع (جونهي) الّذي يُنكِرَ مَعرِفَتَها.

(سانا) تَدخُل إِلى (جونهي) لِتَنفِثَ تِلكَ الكَلِماتِ: اسمَعْ، أَنا لَستُ مُقتَنِعَه بِأَنَّكَ لا تَعرِفُها، هي ليسَتْ بِمَخبولَةٍ لِتَقتُلَ شَخصًا قابَلَتهُ لِلَيلَه، مِنْ مَتَى تَعرِفُها؟ (جونهي): أُقسمُ أَنَني رَأَيتُها لِمَرَّتي الأُولى، (سانا) تَضُمُ حاجِبَيها، إذَنَ كُنتَ عَلى وَشكِ تَقبيلِها وَ أَنتَ لا تَعرِفُها، أَتَخالَني بَلهاء لِهذِهِ الدَّرَجَة؟ نَكَسَ ناظِرَهُ خَجَلًا مِن سُؤالِها، نَعَم أَولُ مَرَّةٍ أَراها وَ الآن سَأَنامُ إنّي مُتعَبٌ جِدًّا، ما بَرَحَ حَتّى غَطَّ في النَّومِ العَميقِ.


اغتَنَمتُ الوَقتَ الذي تَرَدى مِن مـَعرَكَتِنا لِأُخرِج ما بِجَوفي، (جونهي) يا مَن أَسَرتَ قَلبي بِحُبِك، كَم كُنتَ أَمَلي حَتى تَشَبَّثتُ بِكَ، أَحبَبتُك كَثيرًا، أَحبَبتُكَ حُبًّا جَمًّا، جَعَلتُكَ أَولَويَتي وَ ماذا في المُقابِل؟ لا شيء، أُعاهِدُ نَفسي و أُعاهِدُك عندَما تَستَيقِظُ لَنْ تَراني، لَنْ أَتَطَفَل عَليك (جونهي).

الثامِنَة صَباحًا (جونهي) يَستيقِظ بَعدَما تَسَلَلت أَشعَّة الشَمس إِلى عيناه، تَدْخُل المُمَرِضَة تُنادي: آنِسَة (سانا) الطَّبيبُ أوه آسِفَة اعتَقَدتُ أَنَّها هُنا، (جوني): لقدْ رَحَلَت، كَان يَستَغفِلَها لَقَدْ سَمعَ حَديثَها في اللّيلة الماضِيَةِ



كَزَهرَةٍ تَتوقُ إِلى الرعايَةِ وَ الحُبِ، زَهرَةٍ جافَّةٍ مُرَهَقَةٍ تَحْتَ المَطَرِ الغزيرِ تَسيرُ وَحيدَةٌ باكِيَةٌ، لَمْ يُميزُ أَحَدًا أَنها تَبكِ بِسبب المطرِ، وَ مَنْ يُبالي بي إذ كُنتُ أبكِ؟
(سانا) حَكَمت عَلى نَفسِها بالمُؤَبَدِ في الكَآبَةِ و الفِراق، تَرفَعُ هاتِفَها لِترسِلَ رسالةٍ ل (مي يونغ) مَضمونها: "أَشعُرُ بِالموتِ يَقتَرِبُ مِني، لَقّد وَدَّعتُ روحي رُغمًا عَني، قَريبًا مِني كَما حَلُمت وَ لٰكِنَني جَازيتُ نَفسي بالجَفاء"



في مَتاهَتِها اتَصالٌ مِن المستَشفى يقَطعُ شهقَتَها، حَسَنًا سيأتيكم صَديقهُ، لا يا آنِسة السيد (جونهي) مُصِرٌّ عَلى قدومِكِ أَنت، ارجوكِ.


عَادَت ادراجُها إليه بِصورَةٍ فوضَوية، بروحٍ عَمَّ بها الخَراب، هَذا ليسَ عَدلًا أَن أعود لأَجلِك، ليسَ عَدلًا أَن أُحِبُّكَ، وَكَّلتُ قَضيتي لِمُحامٍ وَقَفَ ضِدي، وَ قاضٍ لا يَعرِفُ العَدلَ إِلا كَمُسَمى، اُحارِبُهُما مِن جَبهَةٍ وَ مِن أخرى أُحاربُ الظروفَ لقد سَئِمْتُ مِمّا حَدَث و ما يَحدُث وَ ما سَيَحدُث، أَنا فَقَط أَنتَظِرُ إِعلانَ النِّهاية فما مِنْ عَدالَةٍ هُنا، يا مُؤمِنًا بِالعَدالَةِ أَخبِرْ قُضاتُكَ عَني.

في أَحلامي أَنتَ تَُحقِقُ أَكبرَ قَدرٍ مِنَ الظُّهور


.
.
.
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

Philophobia || فيلوفوبيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن