رواية وقعت في غرام عمياء
الفصل 10
في حي راقي وتحديدا في فيلا فخمة تدل على مدى ثراء اصحابهة فتحت تلك الجميلة زرقويتاها بكسل لتتحرك نحية المرآة نظرا إلى ملامحها الجميلة الباهتة بشرتها البيضاء عينيها الزرقاء الواسعة رموشها الطويلة شفتيها الكرزية باعجاب هي حقا جميلة جدا ولكن ما فائدة الجمال والثراء مدامت تعيش وسط عائلة لا مكان للحب والحنان فيها.....بداية من والدها رجل الأعمال سليم الحديدي المشغول دائما الى زوجته شاهي هانم التي لا تهتم بها أساسا والتي لطالما عاملتها معاملة زوجة الأب الشريرة.... ابتسمت بسخرية نعم إنها غنية غناء فاحش إلا أنها لا ترى من مال والدها سوى القليل الذي لا يكفيها لشراء كتاب حتى....نعم إنه يكرهها يحقد عليها كل الحقد ....يراها هي السبب في موت والدتها لو لم تولد هي لا لم تمت والدتها....إنه أحمق لا يعلم أنها تتعذب لا يعلم مدى حزنها وكرهها لنفسها ....نعم ذاك الرجل ذو القلب المتحجر رسخ في ذهنها أنها السبب في موت والدتها ....فوالدتها توفيت يوم ولادتها لأنها مصابة بمرض في القلب والأطباء حذروها من الإنجاب إلا أنها أبت السماع لهم وقررت عدم قتل الطفل الذي تحمله في أحشائها حتى لو كان المقابل موتها......وقد كان حقا .فقد توفيت الأم يوم ولادة بنتها تاركة إياها لوحدها تتخبط بين طيات الحياة القاسية....مسحت دمعة سخنة تحررت من بين جفونها لتتجه إلى الحمام الملحق بغرفتها لأخذ حمام ساخن وارتداء ثياب الخروج للذهاب إلى عملها الجديد.....يا لا سخرية القدر هي رهف الحديدي بنت رجل الاعمال المشهور سليم الحديدي حيث الألاف من البنات تتمنى الحصول على مكانها إلا أنها تضطر للعمل لكي تصرف على نفسها......خرجت من الحمام بعد قليل لتؤدي فرضها من ثم ترتدي ثياب الخروج المكونة من بنطال أسود وتيشرت أبيض وكعب أبيض تاركة لي خصلاتها السوداء العنان لتغطي ضهرها بالكامل....ثم اتجهت إلى الأسفل من ثم إلى الخارج دون التحدث إلى أحد أو الإفطار حتى ....وصلت إلى فيلا الدمنهوري بعد عناء طويل في المواصلات العامة ....نعم ذاك الأب القاسي لم يتكلف حتى بشراءسيارة لابنته ..... وجدت نفسها أمام فيلا كبيرة جدا أكبر من فيلتهم بكثير وأمام البوابة العديد من الحراس ...دلفت إلى الداخل بعد تحقيق طويل عريض من الحراس عن هويتها وما الذي اتى بها إلى هنا ....طرقت على الباب لتفتح لها الخادمة بعد ثواني ...دلفت إلى الداخل ثم اتجهت إلى غرفة تسنيم مباشرة بصحبة الخادمة ...ابتسمت بإعجاب بمجرد رؤية تلك الصغيرة الجميلة ...لتبتسم تسنيم هي الاخرى فيبدو أنها أحبتها لتقترب منها بسرعة قائلة :ميس لهف ميس لهف انتي الميس لهف صح ؟؟؟؟ابتسمت رهف بحب ثم انحنت إلى مستوى الصغيرة مقبلة وجنتها المكتنزة بحب قائلة: ايوا يا قلب الميس رهف ونتي اسمك أيه ؟؟؟؟تسنيم اسمي تسنيم ثم أكملت باعجاب الله انتي قمولة اوي ..رهف :انتي الامورة اوي....
وعلى الناحية الأخرى ترجلت ياسمين من سيارتها بهدوء تلحقها جميع النظرات منها الحاقدة ومنها المعجبة ومنها الحالمة....ومن لا يعجب بياسمين الأنصاري بجمالها وثراها ....بينما هي أكملت سيرها ببرود لقد اعتدت على تلك النظرات واعتدت على تجاهلها أيضا...دلفت إلى الجامعة تسير بعقل شارد ...
لتشعر باصطدامها بأحدهم مما أدى إلى سقوط كتبها ومتعلقات الطرفين ....نزلت ارضا تلتقط كتبها قائلة دون أن تنظر إلى الذي اصطدمت به... ياسمين: آسفة مكانش قصدي ...ولا يهمك يا انسة ياسمين قالها بينما يبتسم بود..لتنظر له باستغراب لمعرفته اسمها ....مش فكراني ؟؟؟؟ياسمين لا مين حضرتك ...ريان الهلالي التقينا في الكفيتريا من أسبوع ..ياسمين بلا مبالاة اه اهلا بحضرتك عن اذنك ..... قالتها بسرعة ثم انصرفت متجهة ناحية قاعة المحاضرات ليتجه هو الآخر إلى عمله ....دلفت إلى المدرج بهدوء ثم جلست بآخر الصف ولازالت تفكر بما سيحدث وما الذي يريده منهم الجد ....لتستيقظ من شرودها على صوت الدكتور وهو يلقي تحية السلام ليقف جميع الطلاب احتراما له بينما تطالعه جميع الفتيات باعجاب .....بينما هي كانت تطلعه بصدمة إنه نفس الشخص الذي اصطدمت به منذو قليل ...ليشير لهم بالجلوس من ثم يعرفهم بنفسه ليشرع في الدرس وهو يتابعها بنظراته يشعر كأنه يعرفها منذ زمن يشعر أنه رآها من قبل ولكنه لا يعلم اين ومتى وهو متأكد أنه رآى تلك العيون الخضراء قبل لقاءهم في تلجامعة لكنه لا يتذكر أين .....وبعد ساعات خرجت أسيل ونرمين من المدرج وعلى ملامحهم التعب ... ليتجهاالى سيارة الشوفير الذي أرسلها الجد لاصطحاب أسيل إلى الفيلا ...أسيل وهي تفتح باب السيارة :بقلك إيه متجي نوصلوك البيت في طريقنا....نرمين:لا أنا عاوزة اتمشى شوية قبل مروح الشغل .اسيل بحزن على صديقتها :تمام يا قلبي خدي بالك من نفسك .نرمين بحب: ونتي كمان يا قلبي مع السلامة...ثم اتجهت في طريقها إلى المنزل لتلمح محل بيع الايسكريم بالشكولا....ابتسمت بسعادة وكأنهة طفلة صغيرة اشترت لباس العيد ثم اتجهت نحوها....بعد قليل كانت تسير وهي تتناول الايسكريم بطفولية مستمتعة بذوق الشكولاطة الذي تعشقه....غافلة عن ذاك الذي يتابعها بدقة فقد خرج من الشركة منذ قليل بناءا على طلب ياسين الذي خرج مبكرا هو الآخر لي يستعد إلى الذهاب إلى فيلة الجد....كان يسوق سيارته بهدوء وهو يتحدث في الهاتف مع أحد العملاء ..... لي لمحها أمامه يا الله إنها مجددا فتاة المطعم تسير بهدوء وهي تتناول الايسكريم بطفولية كما و قد تلطخ وجهها بالشوكولاطة....أخذ يسير خلفها بسيارته ويتابعها بدقة كأنها الشيء الوحيد في هذا العالم....لتتحول ملامحه إلى الغضب الشديد وهو يلمح أحد الشباب يقترب منها محدثا إياها بطريقة غير لائقة... ليتوقف بسيارته أمامها.....ثم ينزل منها مقتربا نحوهما وعلامات الغضب تعلو وجهه وخاصة حين رآى الخوف بعيونها...لم يشعر بنفسه إلى وهو يقترب منه طارحا إياه على الأرض بعنف يكيل له اللكمات دون توقف....لي يستيقظ من نوبة الغضب التي أصابته تلك على صوتها الباكي قائلة :سيبو بالله عليك حيموت في إيدك ليبتعد عنه رامقا إياه بقرف....ثم اقترب منها قائلا بصوت محاولا قدر الأمكان ان يجعله هادئ. وليد : انتي كويسة؟؟؟؟نظرت اليه لثواني وقد صدق حدسها أنه هو حقا الوسيم صاحب العيون الخضراء أمامها مجددا ....ياالله ماهته الحماقة التي تفكرين فيها يا نرمين إنه ليس الوقت المناسب لهته التفاهات حقا .....هزت رأسها بإيماء قائلة: أيوه شكرا لحضرتك .....ابتسم قائلا وهو يمد يده كاشارة على المصافحة ....أنا وليد الشافعي ...ابتسمت قائلة بحرج صوري مش بسلم على رجال....بس اسمي نرمين السيوفي ....ابتسم باعجاب قائلا: متشرفين يا انسة نرمين....نرمين:الشرف ليا عن اذن حضرتك ....وليد:تحبي اوصلك .نرمين:لا شكرا اصلا البيت قريب من هنا....قالت كلماتها الأخيرة ثم اتجهت في طريقها إلى المنزل ....كما اتجه هو الآخر إلى سيارته من ثم إلى البيت ......و في المساء ترجلت العائلة من سيارة ياسين امام فيلة الجد بمشاعر مختلفة ...
ياسين ينظر حوله بأعين حمراء من الغضب...
بينما السيدة نورهان ترمق المكان بشتياق و دموع ..
بينما ياسمين كانت تسير بخوف و توتر من القادم...
فماذا سيحدث ياترى...
و ما الذي يريده الجد من ياسين ..
وما السبب في الخلاف القائم بينهم؟؟
#حياة_شعباني ❤
أنت تقرأ
وقعت في غرام عمياء
Misterio / Suspensoهي جميلة ،رقيقة، بريئة و نقية كنقاء الثلج الابيض ، مرحة تعشق الحياة رغم قسوتها، نعم !! وأي قدر أكثر قساوة من أن يحرم الإنسان من حقه في الرؤية. عمياء...تلك الكلمة التي كانت بمثابة نصل حاد ينغرس في قلبها الضعيف كلما رددت على مسامعها، لكنها صبرت و و...