الفصل 19

2.8K 103 7
                                    

#وقعت_في_غرام_عمياء 
#الفصل 19
في صباح اليوم التالي..
كان جالسا امام سريرها بالمستشفى ، يرمقها بنظرات تفيض بالعشق وهو يشعر بالسعادة العارمة كلما تذكر انها ستستيقظ بعد قليل.
واخيرا ستعود الى الحياة مجددا.
يا الله كم اشتاق لرؤيت سودويتيها والتي دائما ما تسحره.
تخلل خصلاتها السوداء بأنامله الخشنة بنعومة وحنان بالغ وهو لا زال يرمقها بتلك النظرات العاشقة لها حد النخاع...
ابتسم بشرود ولا زالت انامله تتخلل خصلاتها بحنان وهو يفكر..
مذا ستكون ردة فعلها حين تستيقظ  وتكتشف انه اصبح زوجها ؟
هل ستتقبله كزوج ؟؟
هل هي تحبه كما يفعل هو ؟؟
وماذا ان كانت تحب شخصا غيره ؟
شعر بالغضب يسري في اوردته ونار الغيرة تكاد تحرقه حيا...
لكنه سرعان ما ابعد كل هذا عن تفكيره وحلت محله السعادة  واللهفة حين لمح تململها وتحرك جفونها وقد ايقن انها على وشك الاستيقاظ.
تمسك بيدها سريعا ودقات قلبه تقرع كالطبول تكاد تقفز من صدره...
: انا فين؟
قالتها بإرهاق وهي تدور بعينيها في ارجاء المكان.
:اششش اهدي يا قلبي وانا هنادي الدكتور حالا.
نظرت له بإستغراب وكأن كلماته قد نبهت حواسها الى ما هي عليه، رمقته بصدمة ثم سحبت يدها من بين كفيه سريعا وهي تهمهم بإستغراب وارتباك:  ا ا انتا ! انتا بتعمل ايه هنا ؟!
وسرعان ما تقافزت تفاصيل ذاك الحادث المشؤوم الى مخيلتها ، لا تصدق انها كانت على وشك الموت.
تدفقت الدموع من عينيها كالشلالات متخذة سبيلا على وجنتيها ومخيلتها تعيد لها مشاهد اصطدام السيارة بجسدها،
تجمع الناس حولها، شعورها بالخوف واليأس، وأخيرا مجيئه الى مكان الحادث ونقلها الى المستشفى..كل شيء يعاد في مخيلتها وكأنه شريط سنيمائي.
شعر بالاسف على حالها وللمرة الاولى يشعر انه مكبل لا يدري ما يجب عليه فعله في هاته الحالة !!!
حسم أمره وقرر تنفيذه فهي الآن زوجته كما أن حالتها تلك جعلت انياط قلبه تتمزق من الألم عليها.
إزدادت حدة بكائها حتى تحولت إلى شهقات عالية وقد بدا جسدها في الإرتعاش بهستيرية ، احتواها سريعا بين اضلعه وهو يربت على شعرها مهدئا.
تمسكت في قميصه بلهفة غافلة على أي شيء آخر  وكأنها غريق قد وجد طوق نجاته ليتو ثم اجهش في بكاء مرير...
ظلا على نفس حالتهم تلك لدقائق حتى نجح بتهداتها اخيرا.
ابتعدت عنه سريعا ووجنتيها قد اشتعلت خجلا.
حمحم منظفا حلقه وهو ينهض من على السرير قائلا بإرتباك: حروح نادي الدكتور عشان يفحصك ويطمننا عليكي.
أومأت بالاجاب وهي تشعر بالخجل من ربها لما اقترفته من ذنب ثم اخذت تستغفره مرارا وتكرارا وهي تدعوه أن يغفر ذنبها ويسامحها عليه، نظرت حولها بضياع وكأنها تبحدث عن شيء ما  حتى عثرت عليه، حجابا وجدته موضوعا بإهمال فوق أحد المقاعد، تحركت من الفراش بتعب شديد وهي تحاول مقاومة ذاك الدوار الذي يعصف بها، وصلت إليه أخيرا ثم أسرعت بوضعه على رأسها حين وصل إلى مسامعها صوت خطوات أحدهم تقترب من الغرفة.
عادت إلى السرير سريعا تزامنا مع دخول وليد والطبيب إلى الغرفة...
الطبيب بإبتسامة: الحمد لله على سلامتك يا مدام..
نظرت له بإستغراب ثم قالت بإستنكار: الله يسلمك بس انا مش مدام.
اومأ الدكتور بالإيجاب ثم غير الموضوع سريعا ما أن رأى نظرات وليد المحذرة فهو يعلم بكل شيء لأنه هو من اتى لوليد ببصمتها يوم الحادث
: طب ممكن أفحصك .
قالها الطبيب بإبتسامة وهو يقترب من سريرها.
وليد بإستنكار:  انتا لي حتفحصها ؟!
الطبيب بإستغراب: ايوا ليه حضرتك في حاجة ؟!
وليد: لا بس يعني مفيش دكاترة ستات هنا ولا ايه؟
قال كلماته الأخيرة بغيرة واضحة جعلت الطبيب يبتسم بتفهم ثم قال: لا طبعا في ، طب انا هروح وابتعتلك دكتورة
وليد: تسلم يا دكتور.
الطبيب: ولا يهمك يا وليد بيه وسلامتك مرة تانية يا مدام قصدي يا أنسه.
قال كلماته الأخيرة ثم اسرع بالخروج.
نرمين بغضب: ممكن تفهمني ايه لي بيحصل هنا وليه البني ادم دا بيقولي مدام وانتا بتعمل ايه هنا ؟!
وليد: طب ارتاحي انتي دلوقتي وبعدين هبقا  فهمك كل حاجة.
نرمين: لا انا مش عاوزه ارتاح اتفضل فهمني كل حاجة دلوقتي.
شعر بتوتر الشديد والحيرة تسيطر عليه فهو لا يعلم كيف ستكون ردة فعلها.
حمحم بإرتباك ثم قال: تمام هشرحلك كل حاجة.
ثم شرع في القص عليها كل ما حدث من يوم الحادث إلى اليوم...
اتسعت عينيها بصدمة وهي تحدق  في تقاسيم وجهه الوسيم بعدم استعاب وكأنه كائن فضائي ثم قالت أخيرا بعد استماع دام طويلا: يعني انا بقيت مراتك ؟!
اومأ بالإيجاب وتلك الكلمة جعلته يشعر بالرضى فهي الآن زوجته ملكه تخصه هو فقط.
كما شعرت هي الأخرى بالسعادة فهو الآن زوجها لها وحدها.
أخفت سعادتها ببراعة خلف قناع الجمود قائلة: لازم نتطلق.
وليد بصدمة: نتطلق !!؟
ردد كلمتها تلك بعدم استعاب وهو يشعر أن عالمه ينهار من حوله فبعدما وصل إلى سابع سماء من فرط السعادة حينما أصبحت زوجته هاهي تلقي به إلى سابع ارض بطلبها ذاك.
شعرت هي الأخرى بالإحباط الشديد.
حينما طال صمته فهي قالت ذلك وهي تتمنى أن يرفض،
أن يخبرها أنه يحبها، وانه يرغب تكملت حياته معها ولكنه لم يفعل، قطع صمتهم ذلك صوت طرقات خفيفة على باب الغرفة يتبعها دلوف الطبيبة بإبتسامة جميلة.
بعد ساعة..
دلفت أسيل مسرعة إلى غرفة نرمين تحتضنها بلهفة وهي تبكي هامسة بصوت متقطع اثر البكاء: الحمد لله الحمد لله انك بقيتي كويسه خفت جداا عليكي...
نرمين وهي تبعدها عنها بتعب قائلة بمرح:ابعدي يا بت كتمتي نفسي...
أسيل بأسف ولا زالت الدموع تنسكب من  عينيها كالشلالات: أسفه أسفه واللهي  يا قلبي بس كنت خايفا عليكي جداا.
نرمين بحب وهي تمسح دموع صديقتها: اشش خلاص يا قلبي كفايا عياط انا بقيت كويسه دلوقتي.
ليكمل حديثهما في جو من المرح وهما يقصان على بعضهما كل ما جد في حياتهم..

وقعت في غرام عمياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن