وقعت في غرام عمياء
بقلم : حياة شعباني
الفصل 18:
بعد قليل في المستشفى:
وصل ياسين الى المستشفى بصحبة شقيقته ياسمين والتي قص عليها كل شيء في السيارة، توجهو الى غرفة اسيل بعد ان استدلو عليها من موظفة الاستقبال،طرق ياسين بخفة على الباب ودقات قلبه تقرع كالطبول،...من خلفه تقف شقيقته ياسمين وهي تفرك يديها في توتر لتزداد حدة ضغطها على يديها بأصابعها الصغيرة حين اتاهم صوت ريان من الداخل يأذن لهم بالدخول، دلف ياسين إلى الداخل بخطوات متزنة عكس قلبه الذي ازدادت حدة نبضاته مطالبا بالاطمئنان على معشوقته، والتي ما ان رآها في حالتها تلك حتى غزت معالم الحزن والاسف ملامحه واخذ القلق ينهش في قلبه دون رحمة، اخذ يدقق في ملامح وجهها الشاحبة وعينيها المغمضة الدالة على فقدانها الوعي وغرقها في ملكوتها الخاص، لكنه سرعان ما غض بصره وهو يستغفر ربه مؤنبا نفسه على ما اقترف من ذنب حين ادرك انه نظر لها كثيرا وحين تذكر ان هذا حرام فهي حتى ان كانت خطيبته فهذا لا يحلل له فكرة النظر لها او ان يرى خصلاتها البنية تلك التي تمردت من اسفل حجابها الاسود الملائم على بشرتها البيضاء والتي رغم شحوبها الا انها لم تفقد جمالها نهايا...خرج من تأمله ذاك وهو يستغفر الله مرارا وتكرارا ثم تبع ذلك بخروجه من الغرفة يتبعه ريان المبتسم بسعادة فهو لم يغفل على حالة ياسين تلك وهذا ان دل على شيء فلا يدل سوى على عشق ياسين لأسيل وانه سيحميها وسيحافظ عليها من نفسه قبل ان يحافظ عليها من البشر.
: هي عامله ايه دلوقتي.
اردف بهته الكلمات ياسين وهو في حالة القلق تلك لم تفارقه بعد بل ظلت ظاهرة على صوته.
ريان محاولا طمانته: متخافش هي بقات تمام دلوقتي وهتصحا بعد شويا ان شاء الله.
ياسين وهو يزفر برتياح: طب الحمد لله
ليكمل بتلعثم وهو يحاول ايجاد الكلمات المناسبة: طب يعني يعني
ريان: اخلص يا بني في ايه
ياسين بسرعة: عدل ليها حجابها عشان شعرها باين وممكن حد من الدكاترة يدخل لعندها ويشوفها كدا..
قال كلماته الاخيرة بغضب مكتوم وغيرة واضحة في نبرة صوته.
ريان بضحكة: ههه حاضر يا ياسين هعدلو.
ياسين: تمام انا حستنى في العربية ولما تصحا كلمني عشان اجي اطمن عليها...
اوما ريان بالاجاب ثم دلف الى الغرفة مجددا تاركا الباب مفتوح لان ياسمين بالداخل.
ثم اقترب من اسيل يعدل حجابها وهو يبتسم فمن الواضح ان جدهم قد احسن الاختيار وأن ياسين هو فعلا الشخص الذي يستحق الزواج من اسيل حقا.
ابتعد عن السرير وهو يسير ببطء نحو ياسمين الواقفة امام الناذفة الكبيرة التي تعكس منظر المارة بالاسفل تتابعهم بشرود ومن الواضح انها لم تنتبه لدخوله الى الغرفة من الاساس.
وقف بالقرب منها متعمدا ترك مسافة لا بأس بها بينهم ، ثم اخذ يتابع شرودها بهدوء ليشرد رغما عنه في ملامحها الهادئة الجميلة بداية من عينيها الواسعة التي اتخذت لون العشب الاخضر لونا لهما الى رموشها السوداء الكثيفة الطويلة الى خدودها الوردية الممتلئة وما جعله يشرد بها اكثر هي تلك الخصلات الفحمية وكأنها سماء ليلة معتمة غابت في النجوم والقمر تحركها نسمات الهواء العليل ببطء.
استيقظ من شروده ذلك وهو يعنف نفسه بشدة اخذ يستغفر الله بداخله هو الاخر وأمرات الندم تعلو وجهه ثم اردف قائلا بهدوء: انتي كويسه يا انسه ياسمين؟
انتشلها صوته ذاك من شرودها والذي لم يكن سوى به فهي كانت تتجاهله لكن لا تدري ما الذي جعلها تفكر فيه دائما في الآونة الاخيرة كما انه اصبح يزور احلامها مرارا وتكرارا.
ابتسمت برقة وهي تزيح خصلاتها من وجهها واضعا اياه خلف اذنها في حركة تدل على توترها ثم قالت : اه تمام الحمد لله اخبار حضرتك ايه يا دكتور...
ريان ببتسامة رجولية زادته جاذبية: الحمد لله حرتي تمام.
ثم اكمل وتلك الابتسامة التي سلبت عقلها لازالت تزين وجهه: بس بلاش يا دكتور وحضرتك هنا احنا مش ب الجامعة.
عاودت الابتسام برقة كاشفة على عقد اللؤلؤ الابيض خلف شفتيها وهي تتحدف بتوتر واضح في حركة يدها والتي كانت تعبث بذلك السوار الملتف حول معصمها في حركات سريعة تدل على مدى توترها: حاضر يا دكتور...
ريان بضحكة رجولية: انا ايه لي طلبتو منك دلوقتي يا مجنونة ما انا لسه قايلك بلاش دكتور..
ياسمين بحرج وقد تلونت وجنتيها بلون الفراولة: ههه معليش مخدتش بالي.
ريان: ولا يهمك...
ياسمين: احم هو ابيه ياسين فين.
ريان ببتسامة: نزل العربية وقالي لما تصحى اسيل أناديلو عشان يطمن عليها.
ياسمين بإيماء وهي تحول نظراتها نحو اسيل بقلق: طب هي هتصحا امتى ؟
ريان: عملولها مهدئ من اربع ساعات وبعد شويا هتصحي.
ياسمين : طب ازاي حصل كدا.
ريان وقد قص عليها كل شيء بخصوص نرمين وما حدث معها.
ياسمين بحزن وتعاطف على تلكا الفتات: طب هي عامله ايه دلوقتي؟
ريان: تمام الحمد لله وهتصحى من الغيبوبة بكرا على حسب ما قال الدكتور.
أنت تقرأ
وقعت في غرام عمياء
Детектив / Триллерهي جميلة ،رقيقة، بريئة و نقية كنقاء الثلج الابيض ، مرحة تعشق الحياة رغم قسوتها، نعم !! وأي قدر أكثر قساوة من أن يحرم الإنسان من حقه في الرؤية. عمياء...تلك الكلمة التي كانت بمثابة نصل حاد ينغرس في قلبها الضعيف كلما رددت على مسامعها، لكنها صبرت و و...