part 9 الجزء الثاني

5.1K 230 9
                                    

توليب"

رأت ما لم يراه احد ، مضت حياتها بعد موت والدها في جحيم انتشلها ماهر منه بصعوبه ، لكن مذال هذا الجحيم يطاردها بأحلامها و مترسخ بعقلها الباطن ، يمنعها من أن تنعم بحياة طبيعية ، مرت بما يجعلها تقضي الباقي من حياتها  بأحد المستشفيات العقلية ولكن أراد الله أن تصمد للنهاية بروح خائفة متشتته راسلا لها طوق نجاة علي هيئة رجل بما تحمل الكلمة من معنى ولكن ،عنيد ، عنيف، بارد ذات قلب من جليد ، لتكون تلك التوليب هي الزهرة الوحيدة التي تنمو بين ثلوج قلبه ، صامدة حتى يأتي فصل الصيف على قلب ذلك البارد لتعلن انتصارها بقلبه..

__________

توقف أسر أمام أحد الفنادق الراقية ، التفت لتلك النائمة بجواره متأملا هيئتها تلك وهي نائمة للمرة التي لا يعلم عددها ، كل ما يعلمه أنه توقف أكثر من سبع مرات جالسا متأملا إياها دون ملل ، عاد برأسه متكئا على المقعد وهو يتفرس ملامحها الملائكية الساكنة بحيرة ومشاعر أخرى لا يريد الاعتراف ، تلمس وجنتيها الملتهبه بالون الأحمر أثر النوم .

تنهد بحيرة من أمره ثم هبط من السيارة ، ملتف لتوليب يفتح بابها بهدوء، فكر قليلا هل يوقظها ام يحملها للداخل لا يطاوعه قلبه على إيقاظها ، أخذ قراره  ليوكزها بخفة بكتفها مناديا اسمها بصوته القوي  ، لتهمهم توليب بنعاس..فتحت عيونها الناعسه ببطء لتجد أسر مائل عليها قليلا... لتعتدل سريعا بفزع ، فركت عيناها وهي تناظر اسر 

تحدث أسر بابتسامة جذابة :

_ ايه كل دا نوم يلا يا كسولة وصلنا أسوان

تلفتت توليب حولها لتجد انهم أمام أحد الفنادق ، تحدثت بصوت مبحوح من أثر النوم :

_ انا اسفة معرفش نمت ازاي كدا 

أسر بحنان وهو يرتب لها خصلات شعرها التي تبعثر بسبب النوم :

_ عادي ولا يهمك ، يلا بينا

حمحمت توليب بخجل من فعلت الآخر، شعرت بجسدها يرتعش من مجرد لمسه لخصلاتها وما زاد خجلها ورعشتها ، التقاط أسر ليدها يساعدها علي الهبوط من السيارة ، لم يترك يدها بعدها لا بل ظل متمسك بها بقوة حتي وهم يعبرون من ذلك الباب الدوار كان مذال محتضن يدها الصغيرة.

ما ان دلفا للداخل حتى ضغطت توليب على يد أسر ببعض الخوف عندما رأت الكثير من الناس ب بهو الفندق ، نظر لها أسر ليجدها تنكمش عليه بتوتر وارتباك وتلتفت بعيناها هنا وهناك ، رغم شعوره بالغضب من خوفها الغريب هذا والذي هو لغز بالنسبة له إلا أن تقربها هذا منه وضغطها علي يده  بذلك الشكل جعل قلبه يخفق بقوة .

توقف أسر أمام موظفة الاستقبال للتحدث موظفة الاستقبال التي تراقبهم منذ دلوفهم باعجاب :

_ اهلا وسهلا يا فندم ..اؤمرني.

تحدث أسر بصوته الجذاب القوي :

توليبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن