part 16

7.5K 265 36
                                    


" تأثِيرك بيّ يَجعلني أشعُر أننِي بِمتاهَة كبيرة لا مخرج مِنها."

بمنتصف الليل ها هو باسم يقف بشرفة تلك الصغيرة ، فقد اشتاق لها للغاية ولم يراها منذ أمس بسبب انشغاله بالعمل..نعم انه يراسلها كل خمس دقائق ويحادثها بالهاتف كل ساعة تقريبا ، ولكن كل هذا لا يرضي قلبه العاشق الذي يريد رؤية عينيها الساحرة السوداء و ملامحها الملائكية التي تأسره

كانت صبا جالسه بفراشها تضم جسدها المرتجف إليها بخوف ، والدموع تنساب على وجنتيها دون توقف وعيناها تشع خوف

شعرت بحركة بالشرفة ، ليزداد خوفها ظنا منها ان عزيز قد عاد...نهضت من الفراش بخوف وفزع وقلبها يعلو ويهبط

فتح باسم باب الشرفة الخشبي ودلف للداخل ليجد صبا تقف بجانب فراشها وتناظره وعيناها لا تكف عن البكاء وحالتها  يرثى لها ..لينتفض قلبه فزعا عليها.

وبدون تفكير ركضت صبا لباسم واندفعت لاحضانه بقوة ارتد جسد باسم للخلف من قوتها ، خبأت وجهها بعنقه وهي تبكي بنحيب وخوف

بادلها باسم العناق بقوة ولهفة وهو يستمع لصوت بكائها يُقطع نياط قلبه ، وما ذادة خوفا عليها..ارتجاف جسدها بقوة و والتصاقها به وكأنها تختبئ من شئ ما.

ربت على ظهرها بحنان متحدثا بالهفة :
_ اهدي يا روحي..اهدي يا صبا.

حاول  إبعادها قليلا ليرى وجهها ، ولكن تشبثت هي به أكثر مخبأ وجهها منه متهربه من النظر له..خائفة!!!..خائفة بشدة أن يكتشف سبب بكائها وما اوصلها ذلك العزيز من ذعر وخوف

سار بها باسم وهي مازالت متعلقه باحضانه..جلس على حافة فراشها وهي مازالت متشبثة به جالسه بحضنه.

ظلو وقت هكذا..باسم يربت علي ظهر صبا بحنان وصبر حتا تهدأ قليلا  بينما قلبه لا يستطيع الصبر ليعلم ما بها ملاكه الصغير وما سبب بكائها هكذا ، وصبا هدأت قليلا من بكائها ولكن لا تستطيع رفع رأسها والنظر له خائفة من أن تخبره عما حدث..لو علم بقدوم عزيز لها وما فعله.. لن يظل هادئا هكذا بل سيقتل عزيز لا محالا

ابعدها باسم قليلا عنه محتضن وجنتيها بين يديه مجبرها على النظر له..كان وجهها يشع احمرار وعيونها متورمة..كانت في حاله يرثي لها

ابتسم لها بحنان عندما نظرت له بعيناها السوداء البريئة التي تجعله يقع بعشقها  كل يوم أكثر

مشط على شعرها بحنان وهي تنظر له بخوف وبراءة كالطفلة الصغيرة ، تحدث بحنان قائلا :
_ الملاك بتاعي زعلان من ايه

لم تجيبه صبا ليسأل مرة اخرى بطريق اكثر لينًا:
_ صبا..متخوفنيش عليكي يا روحي عشان خطري..قوليلي مالك

خفضت صبا راسها وبكذب وارتباك تحدثت :
_ مفيش انا بس مخنوقة شوية

وضع أصابعه أسفل ذقنها ليرفع رأسها اليه..تهربت صبا تنظر لكل الاتجاهات حتي لا تتقابل عيناها مع عيناه مما زاد القلق بقلب باسم.
تحدث بحنان قائلا : لا انتي مش زعلانه انتي خايفة..النظرة دي نظرة خوف

توليبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن