عينان صفراوتان | البارت الخامس

31 4 0
                                    

اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين ﷺ

--------مساحه لذكر الله-------

- بين تلك النجوم البعيدة خبأت حلمي 

■■□□□■■■□□□■■■□□□■■■□□□■■■□□□■■■

" إذًا، ما الذي تحاول قوله آريس؟ " سألت بعد أن أنهى قصته
" آبي أنتي هي تلك الأميرة " قال بينما عينيه لا تفارق خاصتَّي
" أي نوع من الحمقى تظننا لنصدق تلك القصة الخيالية " هذه المرة تدخل ميشيل عوضًا عني
" ألم تري ذلك بعينيك آبي، ذلك الخوف الذي شعرت به والدتك كان بسبب التمرد الذي حدث " لم أعلم بما أرد، هل أصدقه أم لا، قصته كانت أشبه بفيلم خيالي، و لكن من الناحية الأُخرى، أنا بالفعل قد رأيت ذكريات والدتي، هل يمكنني حقًا الوثوق به؟
" و كيف تعلم ما جرى داخل القصر في تلك الليلة إن كان لا يوجد خبر عن ما حدث ؟ " قاطع ميشيل شرودي، و لكنه محق، قصة آريس متناقضة، فكيف له أن يعلم هذا و قد قال أن أمر الإرسال هذا مخفي؟
"إنه محق آريس" أيدتُ ميشيل عندما تجاهل آريس سؤاله ناظرًا ليديه ، رفع آريس عينيه إلي ثم و قف، أنزل إحدى ركبتيه إلى الأرض و أخفض عينيه مجددًا " اسمي الحقيقي هو ستيلان أحد حراس جلالتك " تبادلت و ميشيل النظرات المصدومة قبل أن يفتح فمه "حقًا، و أنا أُدعى سيرجون إمبراطور ميزوبوتاميا " لم أتفاجأ بتعليقه الساخر في وقت كهذا بقدر تفاجوئي بامتلاكه لمثل هذه المعلومة، نظر له آريس بتململ ثم نهض و أعاد نظره إلي " آبي أرجوك عليك تصديقي أنت هي تلك الأميرة،  و عليك العودة معي إلى عالمنا، علينا استعادته من أيديهم، إن لم نسرع و نستعد المملكة من أيدي الزعماء فسيصبح كل ما قُدم لتوحيدها هباءً منثورًا " لم أستطع تصديقه أردت ذلك لكن لم أستطع، و يبدو أن هذا قد ارتسم على وجهي فقد ظل آريس ينظر لي بيأس " كيف يمكنني إثبات صدقي لك، لقد ظننت أن حصولك على الجوهرة و استعادتك لذكريات والدتك سيساعد و لو قليلًا و لكن يبدوا بأني كنت مخطئًا" استدار مغادرًا أو هذا ماظننته و لكنه توجه لحقيبته التي أخرج منها البلورة،  بدأت أمقت تلك الحقيبة، على أي حال هو قد أخرج كتابًا قديمًا منها و عاد إلي،  ثم وضعه بين يدي بصمت و غادر، يبدو أنه يئس من الحديث معي.

قلّبت الكتاب الذي بين يدي كان مزينًا بنقوش ذهبية قد حفرت على غلافه من الأمام و الخلف، و لكني لم أفهم شيءً مما كتب عليه فقد كانت كتاباته غريبه جميعها ماعدا اسمه لقد كتب باللغة الاغريقية على ما اعتقد ، فشكل حروفه يشبه الحروف الاغريقية، نقلت تلك الأشكال إلى كراستي بشكلٍ أوضح مما هي عليه في الكتاب ثم قمت بتصويرها للبحث عن معناها على الانترنت.

Βασίλισσα
" ما هذا؟ " سألني ميشيل حين رأني أبحث عنها " إنه عنوان الكتاب "
ظللت أبحث إلى أن وجدت معناها أخيرًا بدأت أقرأ بصوت عالي ليتمكن ميشيل من سماعي من فوق السرير " إنها كلمة اغريقية تنطق ڤاسيليسا و معناها *ملكة *"
نظر إلي من حانب عينه " لا تقولي لي بأنك تصدقين هراء ذاك الأحمق "
" أنا لا أعلم،  أعني أني قد رأيت ذكريات والدتي بالفعل، و لكن من الناحية المنطقية فالأمر مستحيل،  و لكن أيضًا ألم تقل بنفسك أن آريس يخفي شيءً ما، ماذا إذا كان هذا ما يخفيه، أنا أعني ربما يكون الأمر حقيقيًا حينها سيكون ذنبي ما سيحصل لأنني لم أصدقه، و لكنه يمكن أن يكون كاذبًا أيضًا و حينها لا ...."قاطعني ميشيل صارخًا " هذا يكفي آبي،  لقد فهمت أنتِ محتارة كان بإمكانك قول ذلك فقط " ظل يدلك رأسه بنفاذ صبر " أنا لا أصدق، كيف يمكنكِ أن تكوني محتارة في أمرٍ كهذا، الأمر واضح آبي إنها كذبة،  أعني هل تصدقين حقًا وجود بشر يمكنهم صنع النار و التحكم بها " لأول مرة كان ميشيل محقًا و منطقيًا أكثر مني لكن مع ذلك أنا لا يمكنني نسيان ما رأيته " و لكن في ذكريات والدتي.. " قاطعني مجددًا " اسمعي آبي أنت ِ مشوشة الآن و عليك أن ترتاحي،  انسي أمر هذا الكتاب " قال و أخذ الكتاب من بين يدي " وانسي أمر آريس و ذلك الحلم، فقط احضي ببعض النوم و حين تستيقظين سنفكر بذلك بشكل أكثر جدية، اتفقنا " ساعدني على النهوض و وضعني على السرير " اتفقنا " اعدت فابتسم لي ثم خرج، بقيت مستلقية على سريري أحاول النوم لكن تلك الأفكار لا تنفك عن عقلي.
.
.
فتحت عينّي ليقابلني سقف مخملي، اعتدلت في جلوسي لأرى أنه سقف ستائر السرير، نزلت من على السرير اتجول في أنحاء الغرفة قبل أن أستقر واقفةً أمام دُرج صغير يقع ما بين النافذة و ذلك السرير فتحت أول أدراجه و أخرجت كتابًا من داخله، ثم توجهت إلى مكتبٍ عتيق في داخل تلك الغرفة و أخذت ريشةً مغمورةً بالحبر ثم بدأت أخُط على ذلك الكتاب، رغم كوني من يكتب إلا أني لم أكن أفقه شيًء مما كتبته، بقيت ساعات و ساعات أملأُ أسطره، و بينما كنت أفعل ذلك،  صوت طرقاتٍ على الباب قاطعني، لذا تركت كل شيء على مكتبي و خطوت نحو الباب، و في كل خطوة أخطوها يزداد صوت الطرقات علوًا إلى أن تحولت إلى ضربات عنيفة.....

فاسيليسا | Vasilissaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن