بقيت أمي منزعجة وغاضبة منذ أن قمنا بإستعراض مقارنات ديكنز ذاك ، قررت بذلك القيام بتنظيف شامل لغرفنا وهي لم تفعل ذلك منذ مدة .وبدأ كل شيء حينما وجدت قطعة برجر في غرفة فرانك ، ليس الورق والكيس بل البرجر فعلياً .
حيث قام بأخذ قضمتين منه وتركه هناك على الأرضية تحت كومة من ملابس الرياضة منذ اسابيع مضت ، الغريب ان البرجر لم يتعفن ولكن أصبح متحجراً ، ومقرفاً .بهذا قامت أمي بإلقاء محاضرة كبيرة حول الفئران والجردان والنظافة ، لكن فرانك لم يبقى ليستمع إنما لوح لها قائلاً ( علي الذهاب أمي - فلينوس على بعد دقيقة واحدة من أن يصل ، وأنتِ دائماً ما تقولين أننا يجب أن تكون مهذبين وأن نلقي التحية على ضيوفنا ) .
نزل مسرعاً للطابق السفلي وشعرت بقليل من الاضطراب في معدتي .لينوس مجدداً . لم أظن أننا سنلتقي كثيراً بلينوس بينما مازال فرانك معاقباً ولا يلعب بألعاب الفيديو .
يبدو أن أمي تفكر بنفس الشيء ، فهي اتبعته للدرج ونادت عليه
" لينوس يعلم أنك معاقب أليس كذلك ؟ "
رد فرانك " بالطبع هو يعلم " ثم أضاف وهو يتأرجع في نهاية الدرج " لكن يمكن للينوس أن يلعب أرض الغزاة من كمبيوتري أثناء تواجده هنا صحيح ؟ "
بدت أمي مرتبكة بعض الشيء ، فتحت فمها ولم يخرج شيء . ثم سارت متجهة لغرفة نومها قائلة " كريس ! كريس ، ما رأيك بهذا الأمر ؟ " .كان هذا منذ عشر دقائق ، أنا أعلم ان لينوس هنا وانه اتجه منذ حضوره لغرفة اللعب مع فرانك وأول شيء قاما به هو تشغيل أرض الغزاة . بينما أمي في غرفة نومها مع أبي وأنا استمع لها وهي تتجادل معه .
" انه القانون الذي وضعناه ، عليه أن يتعلم الدرس " بينما يرد عليها والدي
" انهما مجرد أطفال ، كل شي غير ضار الى حد ما " وهي ترد عليه
" الشاشات خطرة وشريرة انها تفسد ابني " ولم يصلا الى اتفاق بعد ، بينما أنا مللت من الاستماع لهذه المحادثة قررت النزول لغرفة التلفاز ، وها أنا انتظر .
كلا ، لا انتظر .
حسناً ، نوعا ما أنا فعلاً انتظر .
شغلت قرص إحدى الحلقات القديمة لإحدى المسلسلات لدي ، في محاولة عدم التفكير كم ستستغرق لعبة أرض الغزاة لتنتهي ، أو هل سيأتي لينوس لإلقاء التحية عندما يكملان .
مجرد التفكير في الأمر يجعلني أشعر ببعض الوخزات الصغيرة ، النوع الجيد من الوخز كما أظن .
أعني بأن الأمر ليس وكأنه يتوجب أن أنتظرك ليلقي التحية علي ، ربما هو آخر شيء قد يرغب بفعله . لم قد يرغب بذلك ؟
الأمر انه قال لي في اخر مرة " أراكِ لاحقاً " كيف يمكنه قول هذا إذا كان ينوي تجاهلي طوال حياتي ؟
أنت تقرأ
البحث عن أودري
Teen Fiction" نظارتي السوداء تحجب عيني ، ويداي مندستان في جيب كنزتي ذات القلنسوة ، والقلنسوة تحجب رأسي للمزيد من الحماية . لم ارفع نظري عن الرصيف لكن لابأس في ذلك ، فعلى اي حال معظم الناس يمشون وهم غارقون في عوالمهم الخاصة . عندما وصلت إلى مركز المدينة ، اصبحت...