8

16 3 2
                                    


في موعدي التالي مع الدكتورة سارة ، ها هي تشاهد فيلمي الوثائقي حتى الآن ، وتسجل ملاحظاتها .

جاءت أمي معي إلى المقابلة ، كما تفعل بين الحين والآخر ، وهي لاتكف عن التعليق على اللقطات  " لاأعلم ماذا كنتُ أرتدي في ذلك اليوم ... دكتورة سارة ، رجاءاً لاتظني أن مطبخنا فوضوي في العادة ... أودري لما صورتِ كومة السماد العضوي ، ياإلهي " إلى أن تطلب منها الدكتورة سارة بتهذيب أن تصمت . وفي النهاية هاهي تسند ظهرها على كرسيها وتبتسم لي . " لقد استمتعتُ بذلك . كنت ذبابة جيدة على الجدار يا أودري . أريد من تلك الذبابة الآن أن تطير وتئز حول الغرفة قليلاً . أجرِ مقابلات مع عائلتك . ربما بعض الغرباء أيضاً . اضغطي على نفسك قليلاً ".
أنقبض عند سماع كلمة غرباء .
وأسألها : " أي نوع من الغرباء ؟ "
" أي شخص . بائع الحليب . أو أحد أصدقائك القدامى من المدرسة " مسألة تسبب الإزعاج . وفي كل الأحوال ، أي أصدقاء قدامي من المدرسة ؟ لم يكونوا كُثراً في الأساس ولم أرَ أياً منهم منذ تركتُ مدرسة ستوكلاند .
كانت نتالي صديقتي المفضلة . كتبتْ لي رسالة بعد مغادرتي وأرسلت والدتها الزهور وأنا أعلم أنها تتصل على أمي بين الحين والآخر . أنا فقط لا يمكنني أن أرُد عليها . لا أستطيع رؤيتها . أو مواجهتها . ولا يساعدني أن امي تلومها على ما حصل لي . او على الأقل هي تعتقد أنه توجب على نتالي التصرف باكراً ، وهو امر غير منصف . لم يكن أي من ذلك ذنب نتالي .
أعني ، أجل توجب على نتالي قول شيء ما ، لربما استطاع الأساتذة تصديقي في وقتٍ أبكر حينها . لكن اتعرفون ماذا ! كانت نتالي تتجمد في حالة التوتر ، وأنا يمكنني تفهم ذلك الآن .

" اذا هل ستفعلين هذا ، أودري ؟ " من صفات الدكتورة سارة أنها تملك هذه القدرة لتدفعك على الموافقة لفعل شيء ما ، وتكتبه في ورقتها وكأنه واجب منزلي فلا يمكن إدعاء عدم وجوده .
" سأحاول "

" جيد ! أنتي بحاجة لتوسعة محيطك . عندما نعاني من التوتر المستمر ، فنحن نميل لنصبح مهووسين بأنفسنا . وأنا لاأعني هذا بطريقة مجازية ، انه ببساطة حقيقة علمية . أنتِ تعتقدين أن العالم بأكمله يُفكر بكِ باستمرار . وأن كل من في الكون يطلق عليكِ الأحكام ويفكر بك ."

البحث عن أودريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن