الآن بت أعرف ماهو الشعور بأن تكون عجوزاً .
حسناً لافكرة لدي عن التجاعيد والشعر الأبيض ، لكن أعرف شعور المشي على حافة الطريق ببطء وترقب للمارة ، والفزع في كل مرة تضرب سيارة ببوقها والشعور بأن كل شيء يمشي بسرعة .في هذا الصباح خرج ابي وامي لأخذ فيليكس لحدث في الحديقة ، وفي اخر لحظة قررا اخذ فرانك معهما لتوسيع دائرة معارفه حسب قولهم . لذا ليس لدهم أي فكرة عن ما افعله الآن . لأني لست مستعدة لمواجهة أمي
و انفعالها حول الموضوع وكل الضجة التي سيحدثونها وكل التوتر . لذا انتظرتهم حتى غادرو حملتُ مفاتيحي وبعض المال وكاميرتي وخرجت للطريق .
حيث لم افعل هذا منذ .... منذ فترة طويلة جداً .
منزلنا يبعد عن ستاربكس عشرون دقيقة مشياً على الأرجل ، مع أن دماغ السحلية خاصتي ينصحني بالتجمد من الخوف لكني أحاول التحكم في خطواتي ، أضع قدماً بعد الأخرى . يسار يمين ، يسار يمين .عندما وصلت إلى مركز المدينة ، اصبحت الحشود أكثر كثافة والمحال ساطعة وصاخبة . ومع كل خطوة خطوتها انتابني شعور قوي حثني على الهرب . يبدو أنني لم افعل ذلك بل دفعت نفسي قُدما وأنا اقول لنفسي إن الأمر يشبه تسلق الجبال ، حيث لايريد جسدك فعل ذلك إلا انك تجبره عليه .
وأخيراً نجحت في الوصول إلى ستاربكس ومع اقترابي من الواجهة المألوفة ، شعرت بشئ من الإرهاق وبسعادة غامرة في آن واحد ، انا هنا أنا هنا !
لقد فعلتها ! لقد فعلتهادفعت الباب ودخلت فرأيت لينوس جالساً عند طاولة قريبة من المدخل ، يرتدي سروالاً من الجينز وتيشرت رمادي اللون . ويبدو جذاباً .
لاحظت هذا قبل أن أمنع نفسي ، ليس وكأن هذا موعد .
أعني أنه من الواضح ليس موعدً . لكن مع ذلك .... توقف وسط جملة ، اياً كان . فهمتم ما قصدته .انشرحت ملامح لينوس ما إن رآني ونهض عن كرسيه ناحيتي .
" لقد فعلتها ! "
" أجل "
" لم أصدق أنك قد تفعلينها "
" ولا أنا أيضاً " اعترف بهذا .مزاجيته المرحة مُعدية لقد قُمت بشبه رقصة و لوحت بيداي اعلى وتحت ولم اتوقف عن الابتسام .
" أنطلب القهوة ؟ "
" بالطبع " قُلت بنبرتي الواثقة الجديدة ، حيث كل شيء مسموح ." عظيم ".ما أن انضممنا للطابور أحسست بشعور غريب ، الموسيقى عالية وصوت الدردشات للمنتظرين من حولنا عالٍ يجعل اذني تهتز حتى ظننت اني سأثقب طبلتي ، لكنني اهتز معها وكأنها شيء عادي . كالشعور عند حضور حفلة روك صاخبة فتشعر بالذبذبات وهي تعبر أوتارك العصبية ولا تستطيع إلا الاستسلام لها . ما أود قوله هو : ( حاولوا مجارة العيش بدماغ كخاصتي للحظة ) .
يمكنني الشعور بنبضات قلبي ، لكن هل بسبب الضوضاء أم بسبب الناس أم بسبب اني أقف مع شاب وسيم ورائع . لا يمكنني الجزم .
أعطيت طلبي ( فرباتشينو بالكراميل ) وبالطبع الفتاة خلف منضدة الموظفين قالت ( الاسم ؟ ) . والشيء الوحيد الذي لا أرغب بحدوثه هو سماع اسمي يذاع على الجميع في مقهى ملئ بالناس .
" أكره موضوع الاسم " تمتمت للينوس .
" انا أيضاً " رد علي لينوس . " أعطيها اسماً مزيفاً أفعل هذا كثيراً "
" الاسم " عادت الفتاة تسأل بعدم صبر .
" اوه . اممم . رواند " هذا ما أجبته .
" راوند ؟؟ "
انه من السهل ان تُبقي وجها خال الملامح بارتداء نظارات سوداء وسترة تغطي رأسك وعيناك تركز في نقطة واحدة بعيداً عن عين أحدهم .
" أجل هذا اسمي . راوند "
" أنتِ اسمكِ راوند ؟؟ يُناديك الناس براوند ؟ "
تدخل لينوس " بالطبع هي تُدعى بذلك ، هييي - راو- ماذا تريدين أن تتناولي ؟ هل ترغبين ببعض الكعك ؟ يا راو . "
لم أستطع منع نفسي من الابتسام " كلا ، شكرا لا اريد "
" حسناً راو لا مشكلة "
" حسناً . سأكتب راوند . ماذا عنك ايها السيد ماهو طلبك "
" أرغب بكوب كابتشينو من فضلك "
" والاسم ؟ "
" سأهجئه من أجلك .. زين ، واو ، باء ، آلف ، ياء ، نون .. "
ظلت تحدق به ممسكة قلمها بالهواء " ماذا ؟ "
" انتظري لم أكمل ، حرفا تاء ، ثم جيم ، ياء ، وسين . انه اسم غير معروف" ثم أضاف " إنه هولندي " .
بدأت أطرافي تهتز وأحاول ألا أضحك .
أعطتنا الفتاة نظرة حادة شريرة . " أنت اسمك جون " قالت ثم كتبته على الكوب .
أنت تقرأ
البحث عن أودري
Teen Fiction" نظارتي السوداء تحجب عيني ، ويداي مندستان في جيب كنزتي ذات القلنسوة ، والقلنسوة تحجب رأسي للمزيد من الحماية . لم ارفع نظري عن الرصيف لكن لابأس في ذلك ، فعلى اي حال معظم الناس يمشون وهم غارقون في عوالمهم الخاصة . عندما وصلت إلى مركز المدينة ، اصبحت...