part 34

49 4 2
                                    

كانت اريا متوترة و تنتظر إتصال جوليان بفارغ الصبر ، في تلك الليلة لم يتصل و لم يأتي للبيت لا راين و لا أدم . صباحا سمعت أدم يتحدث مع والدة راين و كان من الواضح ان الامور لا تبشر بخير .
- ماذا تقول أنت يا بني ؟ قالت اسينات بإنفعال
- هذا ما حدث يا خالتي ، لا ندري حتى الأن أين يمكن ان يكون .
- و جيش الرجال الذي تملكونه لماذا يصلح بالضبط ؟ كيف لا تعرفون شيئا ؟ ألم تسألوا ؟ ألم تتبعوا الاثار ؟ ألا يوجد كاميرات ؟
- حقا لا نعرف شيئا .. لكن أنت من أوصل لك الخبر ؟
- طبعا ، لم يكن أي منكم سيقول اي شيء .. كنت لتختلق كذبة كالعادة .
- نحن نحل الأمور بيننا يا خالتي ، تعرفين جيدا ان راين لا يحب ان يدخلكم في الأمر و حتى لو تعرض للخطر لن يريد أن تعرفوا لكي لا تصابوا بالهلع ..
- اها لأنه يخرج منها كالشعرة من العجينة في كل مرة صحيح ؟ و الأن ماذا هل هي ككل مرة يا أدم ؟
- سيكون كل شيء بخير . نحن نعمل ما بوسعنا ، وفي الطريق لمعرفة المقر الرئيسي لاولائك الأشخاص ، لا تقلقي .
- أعد إلي إبني يا أدم ، بدون أي خدش و إلا سأقلب هذا القصر على رؤوسكم جميعا .
هز ادم برأسه و لم يتفوه بكلمة ، أوقفته اريا بينما كان يهم المغادرة بعد ان دخلت السيدة اسينات الغرفة المجاورة .
- ادم ، أدم !
- نعم .
- مالذي يحدث ؟ مالذي حل براين ؟
- لا شيء
- لقد سمعت حديثك مع السيدة ، أخبرني مالذي حدث ؟
- لا شيء .. لا يوجد شيء .
- لماذا لا تريد إخباري بشيء و انا لدي الحق لاعرف .
- لماذا ؟ لكي تسعدي بالحدث ؟ اعرف انك تكرهنيه .
- هذا ليس حديثنا ، كما أنني لا أتمنى الشر لأحد .
- قلت لك لم يحدث شيء .. عودي لغرفتك و إرتاحي .
قالت بصوت عالي بينما كان يغادر ليركب السيارة :" ما انا في غرفتي ليلا و نهارا ! بالأساس ، و انا التي إعتقدتك مختلفا ، لكنكما معجونان من طينة واحدة للاسف " .
ركب ادم سيارته بدون ان يلتفت إليها ، في تلك الأثناء أتى بهاء ليسالها عن سبب إنفعالها .
- لا شيء ، ساصعد لغرفتي لأرتاح ، فانا ارتاح فقط في هذا القصر اللعين ، و أستمر في الراحة و الراحة .. لكن الراحة الجسدية و ليس النفسية .
- مهلا إنتظري ما الامر .؟ .
- إسأل خالتك .
ذهبت اريا لغرفتها و ركضت لرؤية الهاتف لكن لم يكن قد إتصل أحد بعد ..قالت بغضب : لماذا لا تتصل ؟ هاهي الفرصة امامنا ! راين غائب و لن يسبب لنا المشاكل ، على الأقل عند عودته ساكون قد غادرت نهائيا هذه المدينة و لن يعرف أبدا أين ذهبت ...
بصوت هادئ أردفت : و لكن طبعا أول مكان سيبحث فيه و سيراقبه هو منزل والدي ، لذلك يجب أن لا أذخب إلى مارسيليا أبدا ، لا يجب ان أخاطر .. سأجد طريقة للإتصال بوالدي ثم سنتفق على المكان الذي سنلتقي فيه .. و لن نفترق أبدا بعدها ..
................................
في ذلك القبو المليئ بالرطوبة و صوت قطرات المياه المزعجة كان راين يتدلى في تعب و الدماء تسيل من أنحاء جسده و وجهه .. كان لوحده .
بعد فترة جاء كرار ، إقترب منه و قال : يبدو انك قد أمضيت ليلة صعبة !
لم يجبه راين بشيء ... في تلك اللحظة جائت يارا و هي تجر كلبا اسود ضخم يضع كمامة على فمه ..
- ماهذا الأن ؟
- إنه روكي أتيت به ليلقي التحية على صديقنا الوسيم .
- أخرجيه من فضلك .
- لن يعضك ، اعرف انك تخاف الكلاب ، و اعرف أنه لا يوجد شخص لا يخاف الكلاب المفترسة حتى أنت ايها الوسيم ، هل ستصمد امام روكي هاه ؟ لنرى هل ستصمد ؟ ألن تصرخ هذه المرة ؟
- يارا توقفي ، حسنا فهمت يبدو أنك لم تستطعي كسره بالرغم من الأذية التي ألحقتها به  ..
- أعطني مهلة اخرى ، سأجعله يتسول صارخا و ...
- يارا ، إنتهى ، هيا إذهبي فلدي ما أتحدث به مع هذا الأحمق مادام واعيا .
- حسنا لكني سأعود و برفقة روكي ..
هنا تدخل راين و قال : إن كنت واثقة من قدراتك فعليك كسري بدون ان تدخلي حيوان في الأمر و إلا فأنت مجرد فاشلة .
- هاه فاشلة ؟ تعرف هذا الكلام بالضبط يعني أنك تموت رعبا من الكلب . .
- إنه حيوان لا يتكلم ، إن كان جائعا فهو يريد أن يأكل ، أعذره بالضبط ... لكن أنت ؟ لا . لأن الشخص الواثق بنفسه ينجز أعماله بيده .
- مثلك ؟
- يا ليتنا نقلب الصورة ، لم أكن سأدخل الكلب في الأمر بل كنت سأكون أنا الكلب ... خمس دقائق معك و سيسمع صراخك الناس من جينوفة .
- تستفزني إذن ..
ركضت نحوه و لكمته لكمة انزفت أنفه بحيث كانت تلبس قفازا به مثل الاحجار القاسية في اعلى كل أصبع .. تمايل وجهه للجهة الاخرى بعد نزيفه ثم إستدار نحوها و بصق الدم عليها مما زاد من حدة غضبها  ، بينما كرار يشاهد بمتعة المشهد امامه .
إستدارت نحوه يارا لتقول : و أنت لماذا لا تأتي بالفشار لتشاهد على هواك .؟
- لماذا وجهت غضبك إلي الأن ؟
- سأعود هل فهمت أيها الحقير .. و عندما أنتهي منك ساحرص على أن لا تبدو وسيما هكذا .. و ساحرص على أن لا تستطيع أن تعانق امك عند عودتك . و لا أن تقبل زوجتك و لا أن ...
قاطعها راين قائلا : عند عودتي ؟ إذن فلا نية لكم بقتلي ..
- لا ليس بعد .. لكن لي نية أن أجعلك تهلوس بإسمي في أسوأ كوابيسك .
- حسنا يارا ، إذهبي و دعينا نتكلم .. عند إنتهائنا ساترك لك الجولة الاخيرة .
- حسنا .. الملعب لك سيد كرار .

ثمن الإنتقام             بقلم ريانا Riyanaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن