- هذا المساء ، ستنظم أعضائك الجميلة إلى مجموعتي ، و باقي جسمك سيقبع في قعر المحيط . أمك المسكينة لن تحد قبرا تنحب عليه ، هل لديك زوجة ؟؟ سلالة ؟؟ سأتحرى و أعرف و لكنك لن تكون موجودا لتشهد مالذي قد يحدث لهم ، من عادتي أن أكمل عملي كاملا و أن لا أترك أثرا ، سلالتك ستمحى من بعدك ، إن كان لديك أولاد سيموتون أما زوجتك ! حتما ستكون جميلة ، سأستمتع بها لبعض الوقت و عندما أمل منها ستنظم إليك في قعر المحيط .
كان راين يستمع بحنق و يضغط بأضراسه حتى يخيل له أنه سيكسر فكه ، لو كانت النظرات تقتل لكان قد سقط ميتا ، مع محاولته التحرر ببطىء و ألم جراحه و نفاذ صبره و إنتظاره المساعدة التي تأخرت أكثر من اللازم ، كان يعرف أنه في ورطة و أن الوقت يسابقه .
- كم من مرّة قد وقعت في الأسر ؟
- كم من مرة نجوت من الأسر ؟
- ههههههه لكنك لن تنجوا من أسري .
- ما أمرك أيها الجوكر ؟ ألا يحق لي المعرفة قبل أن ترسلني لقعر المحيط ؟
- لست جوكر .
- إذن مهرج ! لقب يليق بك .
- لقد نفذ صبري ، سأبدأ بإخراج أعضائك واحدا تلوى الأخر الأن ، و ببطئ شديد ، بدون أي مخدر . ستموت على هذا الكرسي بينما أشقك شقا ، و أفتحك فتحا .لكن هل أبدأ بالعينين ؟ اللسان ؟ القلب ؟ الكبد ؟ أم العضو الذكري ؟ أم الكلية ؟ سأقرر بعد أن أختار أدواتي .
توجه المجنون إلى الطاولة فأخذ منها سكين عمليات جراحية و بينما كان يرتدي مأزرا جلديا كان راين يسرع عملية قطع الحبل ، عاد إليه المجنون و إبتسامة الجوكر على وجهه ، إنحنى ليقابله وجها لوجه ثم قال : سأشقك بطنك طوليا من هنا إلى هنا ( يمرر السكين من أعلى الصدر لأسفل البطن ) و بهذا سيتسنى لنا رؤية جميع الأعضاء ، حسنا لكن لا تصرخ ، كن مهذبا . بالرغم أنه لا مانع لدي فالصراخ بالنسبة لي موسيقى بيتهوفن .و بتركيز شديد عزم على تنفيذ خطته ، وضع السكين أعلى الصدر ليغرسه بحرص شديد ليتمكن من فتح الجسم بدون أذية أيا من الأعضاء ، لكن قبل أن يتمكن من أن يحرك السكين ، حرر راين يديه و بضربة خاطفة إنتزع السكين من يديه و دفعه أرضا ، قبل أن يدرك المجنون مالذي حدث ، شرع راين في قطع حبل قدميه ليستطيع التحرر نهائيا ، أمسك المجنون بسكين أخر كان على الطاولة و هجم عليه ، تفادى راين الضربة لكنه فقد توازنه بتعثره بالكرسي و سقط أرضا ، ليقفز عليه المجنون و يغرس السكين في فخده ، ضربه راين ضربة بقدمه الأخرى لوجهه ليكسر أنفه و ضربة أخرى أفقدته توازنه ليسقط على الطاولة بحيث أسقط كل الأدوات الحادة عليه لتنغرس في مختلف أنحاء جسده . إقترب منه راين زاحفا و نزع سكينا من صدره ، رفع يده ليقتله به فقال له المهرج : سنموت معا ، فنحن في وسط الصحراء . لن تستطيع النجاة و ذلك الجرح في فخذك ، نصيحة مني إنزع السكين و دع الدم ينزف لتموت بسرعة .
- أخبرني من الخائن الذي وشى بي ؟
- أنا أموت فلماذا سأخبرك ؟
- لتكفر عن ذنوبك !
إبتسم بخبث و قال : أنا لا أخون إخوتي .
وضع راين السكين على عنقه و قال له : كنت لأريك التعذيب الحقيقي ، لكني لست في حالة يسمح لي بذلك . و لا يمكنني أن أتركك حيا لأن أمثالك قد يكون لهم سبعة أرواح .
- سنموت معا ههههه
- لكنك لن ترى ذلك .
ثم ذبحه من الوريد إلى الوريد ، و ترك دمائه تسيل هناك تحت تلك الطاولة الملعونة ، حاول راين أن يقف ، لكنه لم يستطع ، زحف إلى الجدار و أسند ظهره عليه ، كان الدم يسيل ببطء من فخذه ، و السكين منغرسة فيه . كان يعرف أنه إذا إنتزعها سينزف بشدة و يموت بعد عشر دقائق لأن السكين قد أصاب الشريان الحساس . كانت ضربة قاتلة ، عرف ذلك و سلم نفسه للأمر الواقع . إنه وحيد في غرفة منعزلة أسفل صحراء قاحلة ، مصاب و موجوع ، كيف له أن ينجوا ؟في البيت كانت أريا تدردش مع نيليا و تيسلا ، كانت تشعر بالقليل من الحرية وراين غير موجود لكنها كانت قلقة ، شعور لم تكن تريد أن تعترف به. إقتربت منها السيدة أسينات و قالت لها بهدوء بعدما جلست بقربها و أمرت الخادمتين بالمغادرة :
- هل حدثك راين هذه الأيام ! ألا تعرفين أين هو ؟
- و كيف لي أن أعرف !
- أنت زوجته .
- و أنت أمه .
- أنا قلقة عليه ، أدم أخبرني أنه في رحلة عمل ، لكن قلبي ليس بمطمئن من هذه الرحلة ، قلبي منقبض ، أشعر أنه قد حدث له شيء لا سمح الله .
- هل إتصل به أدم !
- أدم لم يأتي منذ ذلك اليوم ، إتصلت به البارحة قال لي كل شيء بخير لكنني لست مطمئنة ، قلب الأم يعرف ، قلب الأم يشعر.
- لا أدري فأنا لست أما .
- ستكونين . ألن تكوني ! ألا تريدين ؟
- لا أريد ، لست مستعدة لأكون أما .
- هل تحبين إبني يا أريا ؟
- تعرفين أنني لا أريده .
- أنا لم أسألك إن كنت تريدينه بل إن كنت تحبينه .
- لا .
- لماذا ؟
- تعرفين لماذا ! ما هذا السؤال ؟
- أنا أريد لإبني أن يكون سعيدا . زوجه والده و هو صغير السن بإبنة أختي ، كنت فرحة لذلك ، لكنني لم ألاحظ أنه كان تعيسا . ضننت أنه سيعتاد إليها مع الوقت و أنه سيحبها ، لكنه لم يلمسها حتى . قال لي : أمي ، كيف لي أن ألمس أختي ؟ إبنة خالتي تربيت معها و هي و أختي سواء لا أستطيع أن أنظر إليها كإمرأة و لا أستطيع أن أظلمها بلمسي لها و أنا أعرف أني لن أستمر معها . لم أفهم ذلك حينها ، عاتبته و صرخت عليه ووالده فعل المثل لكنه إستمر في عناده ، ضننته عنادا لكنها في الحقيقة كانت مبادئ. أدركت أنني قد أخطأت مؤخرا و أنني ضغطت عليه كثيرا حتى خسرته . لا أريد أن أرتكب هذا الخطأ مجددا . لذلك أقول لك أنا لست عدوة لك في هذا البيت ، إن كنت تريدين إبني سأدعمك ، و إن كنت لا تريدينه فلن أقف ضدك .ربتت على يديها ثم نهضت و غادرت تاركة أريا في ذهول من تصرفها اللبق معها لأول مرة و من كلماتها التي لم تتخيل يوما أنها قد تسمعهم منها .

أنت تقرأ
ثمن الإنتقام بقلم ريانا Riyana
عاطفيةهل يحكي الدمع حكايته بعد أن يلامس الهواء ، هل يسرد قصته للغرباء ؟ وهل يلتقي بمن جمعته بهم بحيرة العين ؟ إن كانت الدموع لا تلتقي بعد الفراق فكيف لنا أن نلتقي يا راين ؟ إن كان الطير يأبى البقاء في موسم الهجرة ، فهل سنبقى نحن يا راين ؟ ... . حبن...