مر اليوم هكذا ، لم تنزل أريا إلىالأسفل بقيت في غرفتها طوال اليوم و كذا راين لم يعد للبيت منذ أن غادر .
بينما أريا جالسة على السرير تستمع للموسيقى إذ بالباب يطرق ، لم تسمع الطرقات ، فدخلت تيسلا بدون إذن .
- أريا ألا تسمعين ؟
- اه تيسلا ؟ لم أسمعك تطرقين ، بسبب السماعات و إنغماسي في ما كنت أستمع له .. هيا تعالي لا تترددي و أغلقي الباب وراءك .
- اه حسنا .
- تعالي إجلسي بقربي .
- حسنا .. لماذا لم تنزلي لتتناولي الطعام .؟
- أحب تناوله بالغرفة ،، تعرفين أتفادى قدر الإمكان الإنشغال بأسينات و غيرها .. ليس لي مزاج لذلك .
- هل تريدين أن أحضر لك شيئا إذن ؟ هل تشعرين بالجوع ؟
- لا ، تعرفين لا أحب أن أكل شيئا بعد المغرب .
- أرى أن علاقتك مع السيد قد تغيرت ، أم أنني مخطئة ؟
- بالنسبة لي لم يتغير شيء .
- أخبريني ألا تشعرين بشيء إتجاهه ؟
- أجل ، أشعر بالكره و الحقد و الرغبة في الإنتقام لا غير .
- إنه شاب وسيم جدا كيف لك أن لا تشعري بشيء إتجاهه ؟
- هل ربما لأنه قد سجنني و عذبني !
- أسفة لم أقصد .
- أعرف ماتقصدينه يا تيسلا ، و قد أخبرتك من قبل نحن صديقتين فبإمكانك التصرف معي كصديقة ، قولي ما تشائين ولا تخجلي فلست بسيدتك .
- أعرف و أنا أعتبرك أختا أكثر من صديقة .
- جميل ، هذا ما أريده .
- أنا قلت ذلك فقط لأنه مليون إمرأة ستتمنى لو كانت مكانك ، ستقول فليعذبني كما يشاء المهم أن يكون لي و أكون له .
- هذا كلام اللواتي لا نفس لهم و لا كرامة ، ومن يعشقن السادية ، إنه مرض يا تيسلا مرض .
- ألم يجبرك أبدا على ...
- على ماذا ؟
- وأنت فتاة جميلة و فاتنة يا أريا ، الحق يقال ، و أرى أن السيد قد تعلق بك و بدأ حبك ينبض في قلبه .
- ايييه ماذا تقصدين بالإجبار .
- لقد فهمت قصدي .
- لا يا تيسلا ، نحن متزوجان على الورق و سنبقى كذلك إلى أن يفرقنا الموت أو الطلاق أو الهرب و لكني لن أسمح له بلمسي مطلقا .
- الهرب ؟ هل تفكرين في أمر كهذا حقا ؟
- نعم و لم لا ؟
- لكن لا توجد فرصة .
- أنا بإنتظار تلك الفرصة و لو بعد حين .
- لا تتعلقي بقشة يا أريا .
- تبقى قشة أمل .
- ألا يمكنك أن تنسي الماضي و تقبليه في حياتك كزوج و تستمري ...
- توقفي ماذا تقولين ؟ قلت لك لست ممن يسامحن يسهولة ، لست ممن لا يرد الإعتبار إلى نفسه ، لست ممن ينخدعن بالكلام المعسول ثم يقلن المسامح كريم .. هذه لست أنا .. ماذا تعتقدين ؟ أن يأتي إلي و يقول أنه يحبني فأرتمي في أحظانه و أنسى ما مررت فيه بسببه ؟ مستحيل ، حتى لو كنت أحبه ما كنت لأفعل ذلك .
- لكن ...
- عليه أن يدفع الثمن ، عليه أن يتعذب ، أن يعرف ما معنى الألم .
- وهل تعتقدين أنه لا يعرفه ، لقد عاش أكثر من مليون ألم لذلك قلبه أصبح قاس كالحجر حتى على أمه ... لربما أنت تنجحين في تليينه و تغييره .
- و لماذا أنا ؟
- متأكدة أنه يشعر بالندم القاتل لما فعله بك ولكنه يرفض الإعتراف متحججا بالرجولة و لكن ...
-فل يذهب إلى الجحيم هو و رجولته .
- أريا ...
- هل تحبينه يا تيسلا ؟
- ماذا تقولين ؟ لا إنه كأخ لي .
-طبعا لذلك تدافعين عنه .
- لأنه ليس كما تضنين ، أنت رأيت فقط فترات غضبه و الإنقياده إلى الإنتقام لكنه ليس كذلك .
- إنه مجنون ... ما شأني بإنتقامه ؟ إن كان أحد السبب في إنتحار أخته فيكون هو و ليس أنا ، الفتاة أصلا كانت مريضة نفسيا ومكتئبة لو لم يتجاهلوها ما أقدمت على الإنتحار ،، تنمري عليها كان مجرد شيء قد أشعل الفتيل الذي كان بالأصل قد إختلط مع الغاز القابل للإشتعال .. مع أنه شيء لا أفتخر به بل أندم عليه كثيرا و لكني كنت مراهقة ، جاهلة للعواقب ، لم أكن ناضجة عقليا أنذاك فكيف يلقي باللوم علي ؟
- حسنا لا تهتمي ،، إنسي الأمر لأن التحدث في هذا الأمر يحزنك وأنا لا أريد إحزانك .
- أشعر بالراحة في التحدث معك ، حقا .. فكما ترين لا يوجد أحد بجانبي لأشاركه همومي .
- أنا لك كلي أذان صاغية .
_______________
الساعة الحادية عشرة إلا ربع
كان راين برفقة جوليان بمنزله يلعبان البلياردو ، كان أدم و إفان معهما أيضا ..
- هيا ما بالك إلعب ..
- لقد هزمتك عدة مرات ، اللعبة أصبحت مملة .بما أنك لست بارعا فيها لماذا تقتني الطاولة في بيتك .
- لأتدرب .. هيا لنلعب لعبة فيديو .. سنرى من سيفوز الأن .
- تعرف أنه لا فرصة لك في ألعاب الأسلحة معي ..
- تعرف أن لكل شيء مرة أولى .. هيا بنا ..
- حسنا ،، لنراهن ، من يخسر يدفع الليلة .
- بينغو .
الساعةالحادية عشرة .
- إسمحوا لي سأعود فورا .
- إلى أين ؟
- إلى الحمام ! هل تريد مرافقتي ؟
- تصرف كأنني لم أسأل .
- و أنت تسأل أسئلة سخيفة يا أدم .( قال راين لأدم الذي كان يسأل جوليان ).
ذهب جوليان إلى حمام في الطابق العلوي ثم إتصل بالرقم ، كانت أريا تنتظر المكالمة بفارغ الصبر ، رن الهاتف على الصامت فأجابت .
- نعم .
- أريا ، إسمعيني جيدا ، هل أنت متأكدة من قرارك ؟
- نعم
- لماذا ؟
- لعدة أسباب قد أشرحها لك بعد أن تخرجني من هنا .
-حسنا .
- رجاء لن أنس معروفك هذا .
- لدي خطة ، سأتصل بك مجددا في نفس التوقيت ، سأعلمك بما عليك فعله حسنا ، بعد بضعة أيام سترحلين من ذلك القصر بصفة نهائية ، لكن ترقبي الإتصال كل ليلة حتى أتصل بك ..
- حسنا .
- طابت ليلتك .
ثم عاد إلى حيث الأصدقاء .سيلعبون قليلا و بعد منتصف الليل سيذهبون إلى نادي الفراشة للإستمتاع ،لكن راين كان يريد الذهاب لكي ينظر هل السيد كرار هناك أم لا لأنه لو وجده فسيتحول النادي إلى بركة دم .
![](https://img.wattpad.com/cover/236639397-288-k862327.jpg)
أنت تقرأ
ثمن الإنتقام بقلم ريانا Riyana
Любовные романыهل يحكي الدمع حكايته بعد أن يلامس الهواء ، هل يسرد قصته للغرباء ؟ وهل يلتقي بمن جمعته بهم بحيرة العين ؟ إن كانت الدموع لا تلتقي بعد الفراق فكيف لنا أن نلتقي يا راين ؟ إن كان الطير يأبى البقاء في موسم الهجرة ، فهل سنبقى نحن يا راين ؟ ... . حبن...