ترى هل ستنجح الخطة ؟ إنه فعل متهور لا شك ، مخاطرة كبيرة ، أعرف جيدا انه إن إكتشف الأمر فحتما جوليان سيصبح بدون رأس و أنا ... حسنا دعني لا افكر في مصيري بعدها ... لماذا لم يمت هناك ؟ كان عليه الموت و عدم العودة ، هل هو بسبعة ارواح ؟
لكن لماذا عندما تخطر هذه الفكرة ببالي أحس كأنني لا أريدها أن تتحقق بالرغم من أن لساني يقول عكس ذلك ! أمر محير .
أريد دفتر تلوين ! مهلا ! هل قلت أنني أريد دفتر تلوين ؟ ماهذا السخف ؟ لكن لا ، مهلا ، أنا فعلا أشعر برغبة كبيرة في التلوين ، لا اعرف لماذا !
لاااا هذا لن يتوقف إن لم ألون بعض الرسومات . حسنا سأرى إن كنت سأحصل على دفتر تلوين و أقلام تلوين ، أفضلها أن تكون مائية .
خرجت أريا إلى الساحة لتنادي حارسا يقف هناك موجهة له الكلام
- هييه أنت أيها الحارس ! تعال إلى هنا .
نظر إليها و أشار إلى نفسه متعجبا بدون أن يقول شيئا
- إيه نعم أنت
- ماذا هناك ؟ هل حدث شيء ؟
- أريدك أن تذهب و تحضر لي كتاب تلوين و اقلام تلوين .. الأمر طارئ .
- أقلام و كتاب ؟ !!
- أجل
- أسف سيدتي ، و لكني لا أستطيع أن أترك موقعي .
- إذن أرسل أحدهم
- أسف سيدتي و لكن لا استطيع فعل ذلك .
- إذن فل يأخذني أحدهم و لأشتري بنفسي
- السيد أعطى أوامر قاطعة لمنعك من المغادرة .
قالت متأفئفة و هي تعود أدراجها إلى الداخل : ذلك الوغد العنيد ، الأن ماذا أفعل .. أنا بحاجة فعلا لأنفس عن مشاعري و لا يخطر على بالي إلا التلوين ... أحس بنفسي سخيفة لكن ما بيدي حيلة . اااه أدم ، إنه قادم .. لا يوجد غيره ليساعدني ..كان ادم قد وصل للتو ، و في طريقه لغرفة سيده فإذ بأريا تقطع طريقه فجأة
- ادم ، أدم .. يبدو أنك سمعت الخبر .
- الحمد لله أنه بخير
- اجل إنه بخير .. لكن هل تقدم لي خدمة ؟
- خدمة ماذا ؟
- أحتاج بضعة أشياء ملحة ، لعلك تستطيع إحضارهم او ان تطلب من احدهم ذلك .
- أخبريني بحاجتك بعد أن أعود من لقاء راين .
وضعت اريا ذراعها على الحائط قاطعة بذلك طريق اأدم ...
- مالذي لا تفهمه في " حاجات ملحة " .. راين في غرفته ، لن يهرب لاي مكان ، بالإضافة انني اشك انه سيقوم بإستقبالك ، فقد كان متعبا بحق .. و بحالة سيئة ، أقفل عليه الباب و طردني من الغرفة . عل كل حال لنعد الى " الحاجات الملحة " .
- ماذا تريدين ؟
- دفتر رسم و أقلام تلوين ... مائية .. أأكد على مائية .
- ماذا ؟
- لا تستغرب ، فأنا نفسي مازلت مستغربة من نفسي .
- هل تتوحمين ؟
- لا تهذي " قالت ، بعد ضحكة سخرية " .
- هل هذه هي الحاجات الملحة ؟
- لا تسأل .
- حسنا ، سأطلب من احدهم إحضار ما طلبت .
- شكرا .. اه و رجاء لا تحضر دفتر به رسومات حيوانات ، أريد رسومات لاميرات و امراء و قصور .
- هل من طلب اخر ؟
- هذا فقط .
- حسنا إذن .ذهب أدم للخارج ليطلب من أحدهم ذلك ، بينما جلست أريا في الصالون الصغير المطل على الردهة في إنتظار طلبيتها ، بعد برهة إقتربت منها اسينات موجهة لها السؤال : ماذا تفعلين هنا ؟
رفعت رأسها بتثاقل : هل ممنوع أن أجلس هنا أيضا ؟
- ألا يجب أن تكوني تهتمي بزوجك الجريح ؟
- و لماذا يجب أن أهتم به ؟ إهتمي به أنت والدته .
- ماهذه الوقاحة ؟
وقفت أريا ليوازن طولها السيدة أسينات : نحن أزواج على الورق ، هذا ليس خفيا على أحد . و أنت تعرفين أنني هنا ضد إرادتي ، إبنك المختل عقليا من لا يتركني أرحل .. أما لو كانت لي أجنحة لما وجدتني أنط أمامك . فل تكن هذه النقطة واضحة لنا نحن الإثنين .. لا تطلبي مني أن ألعب دور الزوجة بينما أنا لست كذلك ، و أنت تفهمي الوضع يا سيدة أسينات ، و حبذا لو إستطعت التاثير في إبنك ليتركني و شأني .
- هل تكرهينه لهذه الدرجة ؟
- لم أتحدث أبدا عن الكره .
- كنت تتمنين لو انه خسر حياته هذه المرة صحيح ؟ و لو انه لم يعد للبيت إلا جثة هامدة ؟ هذا كان مبتغاك .
- لا استطيع أن أكذب عليك و اقول انني لم افكر في ذلك ؛ لقد فكرت في ذلك بالفعل ، أردته ان لا يعود و لكني عدلت عن ذلك بعدها ، لا اعرف ماالذي جعلني أعدل عن تلك الفكرة و أعتبرها رهيبة و خارجة عن الإنسانية !! لكني فكرت فيك أيضا ، فاسوأ شيء يمكن أن يحدث لأم هو موت إبنها قبلها .. لم أتمنى ذلك لك يا سيدة أسينات . خصوصا أنك مررت بذلك من قبل .
- من قبل ؟
- أجل ، أعرف بشأن إيلا .. فقد حدثني راين عنها في لحظة كانت خارجة عن رغبته .
- حدثك عن إيلا ؟
- لا تندهشي ، لم يقل شيئا عنها .. و لم يحدثني بشكل عميق .. بل كانت لحظة تفوه فيها عن موت أخته عن سهو .. لم يقصد ذلك طبعا و إلا من أنا لحتى يتعاطى معي الكلام و يشاركني الهموم .
- لا اريد ان اسمعك تتحدثين عن إبنتي مرة أخرى
- ليس لي نية لذلك .
...
بعد وقت اتى الحارس بالطلبية التي طلبتها اريا فسلمها لها أدم
- شكرا لك ..
- تصبحين على خير انت و طلبيتك الغريبة .
- و أنت من أهله
ذهبت أريا للغرفة الإحتياطية لراين حيث ستمضي الليلة بما انه قد اقفل الغرفة الرئيسية .و قد أمضت ليلتها و هي تلون الصفحات بدقة و قد إستعادت ذكريات مراهقتها و طفولتها مع صديقاتها حيث كن يحببن التلوين و الرسم . .. كان مصدرا للهدوء بالنسبة لها ، شيء يشعرها بالسلام .

أنت تقرأ
ثمن الإنتقام بقلم ريانا Riyana
Romantizmهل يحكي الدمع حكايته بعد أن يلامس الهواء ، هل يسرد قصته للغرباء ؟ وهل يلتقي بمن جمعته بهم بحيرة العين ؟ إن كانت الدموع لا تلتقي بعد الفراق فكيف لنا أن نلتقي يا راين ؟ إن كان الطير يأبى البقاء في موسم الهجرة ، فهل سنبقى نحن يا راين ؟ ... . حبن...