هل يحكي الدمع حكايته بعد أن يلامس الهواء ، هل يسرد قصته للغرباء ؟
وهل يلتقي بمن جمعته بهم بحيرة العين ؟
إن كانت الدموع لا تلتقي بعد الفراق فكيف لنا أن نلتقي يا راين ؟
إن كان الطير يأبى البقاء في موسم الهجرة ، فهل سنبقى نحن يا راين ؟
...
.
حبن...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
• أتى اليوم الموعود ؛ اليوم الذي ستتغير فيه حياة أريا إلى الابد . إتصل بها رجل ريان و أقلها من مكان قريب من منزلها أما ريان فقد كان ينتظرها قرب المحكمة ، دخلت معه بخطوات متثاقلة لكنها مجبرة ؛ وافقت على الزواج و أنهوا كل شيء ثم خرجت و النفس قد حبس في قفصها الصدري لكنها كانت تحاول أن تبدو صامدة .. طلبت منه أن تذهب لوحدها لمقابلة ابيها في عيادته ؛ سمح لها ريان بذلك و أخبرها انه سيسافر الى بلده لانه مستعجل اما هي فستلحقه برفقة رجله اركان . عاد ريان الى بلده لاكمال أعماله ، ثم ذهب الى بيته الضخم .. نادى على الجميع و ماهي الا لحظات حتى وقفوا أمامه في صفوف متراصة .. تقدمت سيدة بلباس موحد و سالته بصوت منخفض - هل هناك تعليمات جديدة يا سيدي ؟ - نعم .. ستأتي خادمة جديدة لكنها لا تفقه شيء في أعمال المطبخ ٫ عليكم بتعليمها كل شيء و أن لا تتعاطفوا معها او أن تصادقوها .. اريدها منبوذة هل تفهمون و انت يا مدبرة المنزل اذا كنت تستطعين ان تكوني اقسى مما انت عليه فكوني .. - خادمة و لكن منبوذة ؟ - لا مزيد من الاسئلة .. افعلوا ما أمرتكم به و إن رأيت احدا منكم يعاملها بشكل جيد سيخسر عمله .مفهوم . - ° الكل بصوت واحد : مفهوم يا سيدي . - ااه امر أخر .. غير مسموح لها بخروج المنزل ؛ حتى الى الحديقة . - حسنا يا سيدي كما تأمر .. لكن أين ستنام ؟ هل نخصص لها فراشا في أحد غرف الفتيات او نأخذها الى المخزن . - ستنام في غرفتي . ° غادر ريان القاعة و ترك الخدم في ذهول و إستفهام .. قالت إحداهن : في غرفته ؟ لم أفهم شيئا . - و أنا أيضا لم أفهم . - دعكما من الفضول القاتل و هيا إلى عملكما بسرعة . - حسنا يا سيدتي . ___________ لا تحزن يا أبي وقف والد اريا مدهوشا من الصدمة لا يصدق ما تسمع أذناه .. هل فعلا إبنته جادة فيما تقول ؟ - أبي قل شيئا رجاء - هل تسمعين نفسك ماذا تقولين. ؟ - أنا فعلا أسفة يا أبي ..ارجوك لا تحزن .. أعرف انني قد إرتكبت خطأ ..و لكنني حقا عاشقة ؛ لا أعرف كيف عشقته ولكني لم اكن اعرف أنه هو ...و عندما صارحني بالحقيقة لم يكن هناك مجال للتراجع كنت قد غرقت فعلا بحبه ..رجاء سامحني يا أبي - سنوكل محامي الان و سنطلقك او نلغي الزواج .. لاباس . - ابي .. انا لا اريد الطلاق .. ساذهب معه الى بيته .. انا اسفة جدا ... سامحني رجاء . - ماذا تقولين ؟ - أتمنى ان تسامحني يوما يا أبي .. أنا أحبك و سأحبك دائما و أبدا .. أرجوك إغفر لي و لا تغضب مني .. لا تحزن يا أبي ... لا تذرف دموعك علي .. سأكون سعيدة أعدك بذلك . - لا يمكنك فعل هذا بي ... أريا ... كيف ؟ لا !!! لا . - سامحني يا أبي . - غادري ... غادري هيا اذهبي إليه ... تركت والدك من أحل منحط و مخادع ... لم أعهدك هكذا .. لم أربيك هكذا ... يا خسارة تربيتي فيكي ... ارحلي و لا تريني وجهك مجددا .. لم تعد لي إبنة إسمها أريا . - با...با.... - هيا غادري ... - أنا أسفة ... ° غادرت راكضة من العيادة و الدموع تنهمر من عينيها .. صعدت السيارة و طلبت منه المغادرة .. كتمت غيضها و حزنها و مسحت دموعها لكي لا تبدو ضعيفة امامه .. مباشرة ذهبت الى منزلها اخذت حقيبتها التي كانت قد جمعتها سلفا وسط ذهول مدبرة المنزل السيدة هالة ... عانقتها و رحلت بدون اي كلمة. بعد ساعات كانت في ايطاليا بمدينة نابولي .. كان التعب قد نال منها و تنتظر فقط اللحظة التي ستنفرد فيها بنفسها كي تبكي و تبكي و تبكي بدون ان يوقفها أحد لعلها تشعر براحة ولو صغيرة . إستمرت السيارة في طريقها حتى خرجت من مدينة نابولي الى طريق فرعية خالية لا يحيط بها الا الاشجار ثم تراءت لها بوابة حديدة ضخمة يعلوها سور حديدي كبير و به حراس مسلحين .. فتح الباب الكترونيا و استمروا في طريقهم ... طريق كانه غابة تحيط به الاشجار من كل جانب حتى وصلوا الى بوابة اخرى يقف بكل جانب منها رجلان مسلحان .. البوابة كانت ذات قضبان حديدية .. و يظهر خلفها قصر كبير .. فتحا الرجلان البوابة و استمرت السيارة في المسير الى ان توقفت قرب مدخل القصر .. خرجت من السيارة فاذ على يسارها نافورة كبيرة تحيط بها الازهار و على يمينها بضعة أدراج توصل الى مدخل المنزل باب خشبي منقوش يفتح على مصراعين .. وقفت مندهشة من كبر القصر ... ثم فتح الباب و خرجت سيدة هي مدبرة المنزل و سيدة الخادمات فيه .. نظرت اليها من اخمص قدميها الى اعلى راسها ثم قالت لها إتبعيني . قادتها السيدة الى المطبخ و قالت لها بتعال . - إغسلي تلك الاواني و إن كسرت منهم شيئا سأكسر رأسك . ° نظرت إليها أريا بتعجب و استغراب ثم قالت . - ماذا تقولين ؟ إجلاء أواني و مطبخ ؟ هل أنت مجنونة ؟ أين غرفتي ؟ أريد أن استحم و أرتاح فقد وصلت من رحلة سفر متعبة ... هيا أرشديني الى الحمام . - يا أنسة ؛ الى أين انت ذاهبة ؟ تعالي الى هنا .. - هل انت مجنونة ؟ - تحدثي باحترام يا هذه .. و الا ستعاقبين .. لاباس فانت لا تعرفين القوانين بعد .. اغسلي الاواني و بعدها سأعلمك القوانين جيدا حتى لا يكون لك عذر مرة أخرى . - عما تتحدثين انت ؟ أين هو ريان ؟ - متى أصبحت الخادمة تنادي سيدها بإسمه ؟ . - خادمة ؟ - نعم خادمة .. لقد أخبرنا السيد ان خادمة ستأتي الى القصر . - خادمة !!! ذلك الوغد ... أين هو ؟ أخبريني هيا - لا ترفعي صوتك أيتها الانسة . - سأرفع صوتي كما يحلو لي . من أنت لتخبريني بما يجب علي فعله .. ( بانفعال شديد و صراخ عال صرخت : " أين ذلك الوغد ؟ " . سمعتها الخادمات الاخريات و أتين بملئ الفضول و اذ بالواحدة تقول للاخرى : هل سمعت بماذا نادت السيد ؟ اه لا أستطيع حتى أن أقولها . - أصمتي و إلا لن نعيش للغد لنحكي الحكاية . استدارت نحوهن و قالت باعلى صوتها : أنتن ! أين هو ذلك الحقير المدعو ريان هاه .. خادمة ؟ هل جننتن .. أنا لست خادمة .. و لم أكن يوما خادمة ... أنا اريا إبنة دكتور مشهور بفرنسا قال خادمة قال ... هل تعتقدن نفسكن مثلي ؟ او قد تشبهنني في شيء ؟ لا و لا حتى باصبع قدمي الصغير . ° قالت الاخرى لرفيقتها : يالها من متعالية و متعجرفة و تحسب نفسها من درجة الملوك .. ثم تدخلت مدبرة المنزل : انتن عدن الى عملكن و انت ستقومين بما قلته لك و إلا فإنك ستندمين . ' نظرت إليها متحدية : لن أفعل .. أنا لم اتي الى هنا لاكون خادمة بل انتن خدم لدي .. لا اعرف ما اخبرك به سيدك و لكن لابد انه كان يمزح . - حسنا لا تريدين ان تفهمي .. نتاليا نادي الحراس حالا .. - حسنا سيدتي . • نظرت اليهم اريا باستغراب و قالت : حراس .. فجاة اتى رجلان و امسكاها من دراعيها و اخذوها الى غرفة اسفل الدرج و هي تصرخ اتركوني دعوني .. دفعها الحراس الى الداخل و اغلقوا الباب .. رفعت بصرها في ذهول فاذ بها تدرك انها بغرفة صغيرة به نافذة صغيرة اعلى الحائط لا تستطيع الوصول اليها يتسلل منها الضوء .. و ليس بها شيء سوى بعض الاكياس التي تبدو كانها اكياس طحين و سميد .. وقفت بعنادها و امسكت الاكياس الثقيلة و حاولت معها حتى سكبتها كلها ارضا .. ثم جلست في زاوية و احاطت ركبتيها بذراعيها و دفنت رأسها في حضنها باكية شاهقة .