بينما أريا في غرفتها تسمع صوت سيارة عند الباب .. إعتقدت أن ريان قد عاد .. أزاحت الستارة قليلا لكنها لم تكن سيارة راين ..بل كانت سيارة رئيس الامن .فتح ادم الباب . أطلت قدم واضح انها لامراة .. تساءلت من تكون ؟ بعد وهلة خرجت إمرأة كبيرة في السن تلبس ملابس سوداء و تغطي شعرها بغطاء أسود خفيف .. قالت في نفسها لابد أنها والدته ... ثم خرجت من الجهة الاخرى شابة في الثلاثينات ذات شعر قصير مصبوغ بالاشقر و بشرة قمحية لامعة كانت تضع بعض المكياج الخفيف و أحمر شفاه لامع تلبس ملابس أنيقة و حذاء كعب انيق. رفعت راسها الى الاعلى لتلتقي عيناهما .. لاحظت اريا انها تنظر اليها بحنق .. تساءلت من تكون هذه ؟
نزلت الى الاسفل و وقفت في اسفل الدرج .. رأت ان الخدم يقدمون التحية لهما و ياخذون حقائبهم الى الاعلى .
إقتربت منها السيدة أسينات و مدت لها يدها لتقبلها .. قبلتها اريا لتظهر إحترامها ..ثم نظرت اليها نظرة قوية و قالت : أنا السيدة أسينات .. والدة راين .. هل أنت هي زوجته التي تزوجها بدون حتى ان يعلمني .
-لم يعلمني أنا أيضا .. فقد تزوجني غصبا .. لم ارد الزواج به و لا زلت لا اريد .. أنا لست زوجته بل خادمة في هذا القصر .. خادمة تشغل غرفته و لا يأخذك بالك الى بعيد .. ما زال زواجنا على الورق و سيبقى كذلك .
- أمممم ولماذا تزوجك إن كان مازال زواجكما على الورق ؟
- إسأليه ..
*إلتفتت فوجدت سناء تتفحصها و تتمعنها من أسفل إلى أعلى ، بعيون تنطق بسخرية مصطنعة ، فسألتها أريا ? " و من أنت ؟
- أنا سناء . إبنة أخت السيدة أسينات ، و زوجة راين السابقة .
- زوجة سابقة ؟
- لم يخبرك ؟
- لا يهمني .. لا أعرف عنه شيئا ولا أهتم .. إن إستطعتم أن تجعلوه يطلقني و يتركني أعود إلى منزلي سأكون ممتنة لكم .
- مهلا ماذا تقولين " قالت أسينات بتعجب " .
- أنا سجينة هنا .. هذا ما يجب أن تعرفيه يا سيدتي ..لا أحب إبنك ولا أريد البقاء هنا .
إلتفتت إلى الوراء و نادت بأعلى صوتها : أنت ..تعال إلى هنا.
أشارت بيدها لحارس كان قرب الباب ..
- إتصل بسيدك و أخبره بوصولي .. ايييه أبلغه أنني بحاجة للتحدث معه في عجل .
- السيد راين لديه عمل مهم و أكد علينا بعدم إزعاجه يا سيدتي .. أعتذر .
- إذن أبلغ أدم ليبلغه رسالتي عند إنتهائه من عمله .
- فورا يا سيدتي .
إلتفتت إلى أريا و قالت لها بنبرة جدية : ما كان إسمك ؟
- أريا .
- أريا .. إذهبي إلى غرفتك سنتحدث مجددا بعد أن أرتاح .. تعالي يا سناء .. إتبعيني .
صعدت السيدة أسينات إلى غرفتها و تبعتها سناء بينما أريا ذهبت مباشرة إلى المطبخ ، أطلت من الباب و رأت نيسلا منهمكة في تحضير الفطائر مع والدتها .. رفعت نيسلا عينيها لتراها هناك خلف الباب تشير لها لتخرج إليها .. إعتذرت نيسلا من أمها متحججة بالذهاب إلى المرحاض و العودة فورا .. خرجت مسرعة ، فأمسكتها أريا من ذراعها و جرتها إلى غرفتها الصغيرة ..
- ماذا هناك يا أريا ؟
- أخبريني عن السيدة أسينات و السيدة سناء .
- اااه ، حسنا تعلمين أن السيدة أسينات هي والدة السيد راين ، كانت تعيش بالقصر قبلا لكن عندما تزوجت إبنتها هي كذلك غادرت إلى القصر الريفي .
- ماذا عن الشابة التي ترافقها ؟
- إنها زوجته فعلا ، أي كانت زوجته . لقد زوجتهما والدته و غضبت كثيرا لطلاقهما .
- ما كان سبب الطلاق ؟
- لا أدري لكن كل ما أعرفه أن ما كان بينهما كان حبا من طرف واحد ..
-من طرفها صحيح ؟
- فعلا .. أريا ، إحذري منها ، إنها إمرأة حقودة و صعبة المزاج كما أنها متلاعبة ..و مازالت تأمل بالعودة إلى راين . إفهمي أنك في هذا القصر تكونين عدوتها اللذوذة .
- و ماهمي أنا بعداوتها ؟ إن أرادت أن تعود إليه فلتعد ، هل تراني ملتصقة به ؟ هو من تزوجتي رغما عن أنفي و يرفض تركي ..
- عزيزتي علي الذهاب لنكمل حديثنا لاحقا ..أمي تنتظر و إن تأخرت أكثر ستأتي للبحث عني .
- حسنا ..نلتقي لاحقا .
.............
في جناح السيدة أسينات
السيدة أسينات جالسة على طرف السرير بينما سناء تتحرك جيئة و ذهابا حتى إستقرت على نقطة واحدة و إلتفت إلى خالتها قائلة بحنق : هل سمعت ماقالته يا خالتي ؟ ليس بينهما أية علاقة .. لماذا تزوجها إذن ؟ و بدون خطوبة أو عرس أو حتى إعلامنا بذلك ؟
- عندما أحدثه سنفهم الأمر .. ما أدراني أنا يا بنيتي ، حتى لم يكلف نفسه بإخباري .. أسمع الخبر من الخادمة هل هذا يليق بالسيدة أسينات ؟
تجاهلت سناء كلامها و كأنها كانت تفكر في اشياء اخرى و لم تسمع ما قالته حتى لو كانت هي من سألتها : " هل لاحظت أن شخصيتها ضعيفة ، مهزوزة و مثيرة للشفقة ، كيف له أن ينظر لفتاة مثلها ؟
سمعت طرقا على الباب فأشارت لسناء ان تفتح ، فور فتحها الباب إلتقت عيناها بعيني راين ، إبتسمت براحة و رحبت بع لكنه لم يبادلها الإبتسام و لم يلقي التحية حتى ، أحست بالخيبة خصوصا بعدما إستدار نحو أمه متجاهلا سناء .
- أهلا بك في بيتك يا أمي .
- أهلا في بيتي ؟ هل بيت تأتي بعروسة إليه بدون أن تخبرني حتى ؟ إبني يتزوج و أنا أسمع من الخدم ؟ .
أشار إلى سناء بالخروج و إغلاق الباب ، إمتثلت لأمره في تردد و بعد إغلاقها الباب لم تغادر بل ألصقت أذنها على الباب لعلها تسمع شيئا مما يدور بينهما. .
- لقد حدث الأمر بسرعة .
- كيف يحدث الأمر بسرعة ؟ هل هذا زواج أم لعبة ؟ كما إشرح لي كيف تكون زوجتك و أنت لم تلمسها حتى الأن ؟
-جميل ، شكت إليك فور مجيئك .
- نعم لقد قالت أنها كانت مرغمة على الزواج بك و أنها سجينة في هذا القصر و ترغب بأن تتحرر و ترحل .
- حقا ؟!!
- ماذا ؟ هل ما قالته كذبا.
- أمي .. لا تتدخلي في هذه المسألة رجاء .. إبقي بعيدة عن الموضوع .
- لقد طلقت زوجة كالقمر و فوق هذا أتيت بفتاة مجهولة إلى القصر و جعلتها زوجتك ؟ أنا أعرف أنك لا تفعل أي شيء بعشوائية فماهذا يا راين إشرح لي .
- ليس هناك شيء لأشرحه ..لقد أخبرتك أن تبقي بعيدة عن أموري يا أمي .. أنت على عيني و رأسي و لك مكانة عظيمة في هذا القصر و لكن رجاء لا تملي علي ما أفعله ..
كانت ستتكلم ثم أقفلت فمها لانها تعلم أن الجدال معه بدون جدوى ، إستدار ليغادر لكن بعد خطوه بضع خطوات إستدار نحوها مجددا و قال معاتبا : - لماذا أتت معك سناء ؟
- رأيت أن ترافقني ،، لم أرد المجيء وحدي و قد إعتدت على رفقتها في القصر الريفي .
- تعرفينها مثيرة للمشاكل ، لم يكن عليك أن تحضريها . كما ما معنى أن تكون طليقتي معي تحت سقف واحد ؟ و بوجود زوجتي ؟ لا أحبذ هذا أمي .
- قبل أن تكون طليقتك هي إبنة أختي و بمثابة إبنتي ، لن أتخلى عنها لمجرد أنك طلقتها .
- لم أطلب منك التخلي عنها لكن لا تأتي بها إلى منزلي ..
- لا تقلق سنعود قبل أن تدرك ذلك .
- الى أين ستعودين أنت ؟
- إلى بيتي .. لا أرتاح إلا فيه .. لقد أتيت للزيارة فقط و سنعود بعد أسبوع إلى حد أقصى .
- كما ترغبين .
أجابها ببرود و فتح الباب لتسقط سناء على الأرض ، وقفت بسرعة في إرتباك و قالت بصوت خافت.
- أنا أسفة .
- قال بضحكة إستهزاء خفيفة : أكنت تتنصتين علينا ؟
) إستدار نحو أمه مصفقا بيديه : برااافو برااافو ها هي إبنة أختك العزيزة التي تتنصت خلف الأبواب .. ( ثم إستدار نحو سناء بوجه جدي و إقترب منها قليلا : أتيت كضيفة تصرفي كضيفة و لا تجعليني أتصرف معك تصرفا غير مقبول ..
غادر المكان بسرعة بدون أن يلتفت وراءه ، أقفلت سناء الباب و هي تحدق في وجه خالتها الذي جمع الخيبة و العتاب .
عند نزول راين من الدرج إلتقى بأريا التي كانت تصعد إلى غرفته .رفعت عينيها ليلتقيا بعينيه و بصمت أكملت صعودها ، بدون أن يشعر أمسكها من ذراعها بدون أن يلتفت إليها و بصوت بارد قال : إتبعيني . إلتفت إليه و قالت : إلى أين . جرها من ذراعها قائلا : بدون أي أسئلة.
![](https://img.wattpad.com/cover/236639397-288-k862327.jpg)
أنت تقرأ
ثمن الإنتقام بقلم ريانا Riyana
Lãng mạnهل يحكي الدمع حكايته بعد أن يلامس الهواء ، هل يسرد قصته للغرباء ؟ وهل يلتقي بمن جمعته بهم بحيرة العين ؟ إن كانت الدموع لا تلتقي بعد الفراق فكيف لنا أن نلتقي يا راين ؟ إن كان الطير يأبى البقاء في موسم الهجرة ، فهل سنبقى نحن يا راين ؟ ... . حبن...