بعد مدة وجيزة أتت إمرأة أخرى في مقتبل العمر تلبس ملابس النادلات ، طلبت من ريان و إريك و عذراء أن يتبعوها ، قبل أن يتبعهم راين نظر إلى ساعته فظهرت عليه علامات الشخص الذي يبدو أنه قد تذكر شيئا قد نساه ، أومأ برأسه إلى أدم و تبع البقية .. أخذ أدم الأمر و عاد إلى المنزل بينما بقي باقي الحراس عند باب القصر بإنتظار راين .
وقفت النادلة عند مدخل ببابين و طلبت منهم الدخول بينما إنسحبت هي .. دخل ثلاثتهم و إذ به مصعد أتوماتيكي ، تحرك المصعد بدون أن يضغط أي واحد فيهم على زر من الأزرار ، بعد ثواني توقف المصعد و فتح الباب على قاعة مربعة صغيرة بها كنبة زرقاء راقية و كرسي أزرق ملكي و طاولة زجاج تتوسطهم و صورة للسماء معلقة على الجدار .. و لا شيء غير ذلك . نظر إريك إليهما بمعنى ماذا يعني هذا ، لكن راين لم يعطي أي ردة فعل .
بعد لحظات فتح باب في الحائط لن تستطيع تمييزه إن
لم تكن خبيرا في ذلك . و ظهر منه رجل ذو بدلة رسمية طلب منهم الدخول ،،. فور دخولهم أغلق الجدار .
__________________________
هناك في تلك الزنزانة اللعينة مازالت أريا تقبع ، للنوم عيناها لم تخضع ، و قلبها للخوف لم يسمع ، و جسمها للجذران لم يجزع ، هناك مازالت ضامة ركبتيها إليها و عيناها في الظلام لم تغلق و إلى الجدار إنزوت و على الباب الذي لم تكن تراه ركزت ، منذ تلك الليلة أقول لكم أن أريا لم تعد أريا الذي عرفها الجميع ، تلك الفتاة الحساسة البريئة الخائفة ، التي تخاف من البرق و الرعد و القطط و لديها فوبيا الجرذان و الحشرات ، أريا تلك دفنتها في تلك الزنزانة إلى الأبد .
سمعت صوت فتح الباب لكنها لم تهتم له ، فتحت أنوار الغرفة من الخارج ، ظهر لها أدم واقفا شامخا ، لم تدري هل أتى لإخراجها أم لقتلها ، لكنها لن تتوسل بعد الأن ، أريا التي كانت تتوسل و تترجى من أجل حياتها و من أجل العودة إلى والدها ماتت بداخلها .
إقترب منها أدم و حاول لمسها ليساعدها على النهوظ لكنها أبعدت يده ، لاحظ أن بيديها و قدميها خدوش ، عرف فورا أنها خدوش الجرذان بينما كانت تحاول إبعادهم ، تنهد بصوت هامس و كأنه قد أشفق على حالها . عاد ليساعدها على النهوظ لكنها قالت له بنبرة باردة : سأنهض بنفسي .
رفع يديه مستسلما بينما هي قد حاولت النهوض لكنها شعرت بالدوار و كادت تسقط ، حاول أدم مساعدتها لكنها رفضت و بدات بالمسير فقد كانت تعرف الطريق لأنها قد زارت ذلك المكان من قبل .
تبعها أدم بخطوات بطيئة ، وصلت إلى الدرج فإستندت على الحائط لتساعد قدميها على المشي ، كانت واهنة ، جسمها ضعيف تحس به قد يسقط في أي لحظة ، لكنها تأبى الإستسلام و ترفض الشفقة .
خرجت من الإسطبل ثم إستدارت نحو أدم و قالت بصوت واهن : - ماذا ستفعل الأن ؟ أأذهب إلى غرفتي أم ستأخذني إلى مكان ما ؟
- يمكنك الذهاب إلى غرفتك لترتاحي .
ضحكت ضحكة خفيفة لا تكاد تسمع معلقة : رااحة ؟!!
لم تنظر نحوه مجددا و إستمرت في مسيرها ، فتح الحراس لها الباب و دخلت ، كان المكان خاليا إلا من الحراس ، صعدت الدرج بتثاقل و ذهبت إلى غرفته حيث تنام ، دخلت الحمام و خلعت ملابسها ووقفت أمام المرآة تتمعن في وجهها و يديها المخدوشتين ، كان وجهها خالي من أي تعابير ، جامد من أي إبتسامة ، إستحمت و غيرت ملابسها ثم إتكئت على السرير ، لم تذهب إلى الكنبة حيث تنام بل أرادت أن تتحدى ، و بعد لحظات غلبها النعاس .
____________________________
طاولة مستديرة تضم إثني عشرة مقعدا ولكن لم يكن هناك سوى عشرة أشخاص في القاعة و كرسيان خاليان، يتزعمها رجل في الستينات ، ساد الصمت قليلا ثم قال الرجل .
- أهلا بكم في عرين الأسد ، سررت بحظوركم جميعا ، سعيد أنكم قد لبيتم الدعوة ... الأن سنبدأ موضوعنا بدون أي إطالة أو مماطلة ، كما تعلمون فإن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك .
الأعمال ستستمر ، لكنني أردت إعلامكم بظهور خط أخر ، و إنظمام ضيف جديد إلى عائلتنا الكبيرة .
تدخل أحدهم : ضيف جديد ؟ من يكون ؟
- ستعرفونه ، سيشرف بحظوره بعد قليل .ها قد شرف بحضوره السيد جوليان أتيري .
إستدار نحوه الجميع ، بعضهم عرفه و البعض الأخر لا ، أما راين فلم يستدر لقد عرفه فقط من إسمه ، جلس جوليان و مرافقه نيل .
- مرحبا بك سيد جوليان ، دعني أعرفكم على بعض ، هذا السيد إريك سالفيني ، السيدة عذراء مكيافيلي ، السيد راين فارس نمر نابولي ، السيد أرمين نورداي ، السيد فرانسواز سويس ، السيدة جوزيان بولين ، السيد ميلان روشيه ، السيد داميان فولتر ، السيد أردا أزديمير .السيد ناصر جلال .
سيداتي سادتي هذا هو السيد جوليان أتيري و مرافقه نيل مونتير . إنهما العضوان الجديدان في منظمتنا ، و مساهمان بقيمة مضاعفة ، كما أنها صاحبا الخط الجديد ، الخط السويسري .. هكذا ستتسع منظمتنا أكثر في مناطق الالب و في جميع أروبا و خارج أروبا .
إنها بداية جديدة وملهمة لمنظمة القبعة الحمراء . ( The red hat ).
أنت تقرأ
ثمن الإنتقام بقلم ريانا Riyana
Romanceهل يحكي الدمع حكايته بعد أن يلامس الهواء ، هل يسرد قصته للغرباء ؟ وهل يلتقي بمن جمعته بهم بحيرة العين ؟ إن كانت الدموع لا تلتقي بعد الفراق فكيف لنا أن نلتقي يا راين ؟ إن كان الطير يأبى البقاء في موسم الهجرة ، فهل سنبقى نحن يا راين ؟ ... . حبن...