part 18

102 9 0
                                    

بعد إنتهاء إجتماعهم و طرح أوراقهم على الطاولة غادر كل واحد فيهم إلى بيته ، وصل راين إلى المنزل في وقت متأخر ، رغم ذلك وجد أدم مازال في إنتظاره .
-ماذا هناك ؟ ألم تنم بعد .
- الفتاة في الغرفة ، لقد وجدتها في وضعية المنهارة و كانت الخدوش تغطي يديها و قدميها كما أنه ..
- أدم ! لم أطلب منك تقريرا ، لا يهمني كيف وجدتها و ماذا فعلت و كيف فعلت ، حسنا ، إذهب و أرح عينيك .
- سيدي ! ماذا عن الرهينة ؟
- دعه ينتظر ، ربما غذا .
هز أدم برأسه مطيعا و غادر إلى غرفته .
دخل راين مكتبه ، وضع سترته و هاتفه و مسدسه ثم خرج و أغلق الباب ليصعد مباشرة إلى غرفته ، فور دخوله يلمحها نائمة على سريره ، و الذي قد منعها من دخوله من قبل ، تأفأف و إقترب منها يتأملها قليلا ثم قال : حسنا لك ذلك .
ذهب إلى غرفة ملابسه ، غير سرواله ببنطلون للنوم ، و نزع قميصه و لم يلبس أي قميص تاني .
ذهب بإتجاه السرير و دخل السرير لتكون أول ليلة ينام بجانبها ، لم يقترب منها لكنه ضل يتأمل وجهها الذي أضيئ بالأشعة الساقطة من القمر المتسلسلة من النافذة.
اغلق عينيه لإحساسه بالنعاس لكن راحته لم تدم إذ إنقلبت أريا ليلتصق جسدها بجسده بحيث كادت الشفتان أن تلتقيا ، " لماذا أحس بهذا الإحساس ؟ لماذا تتسارع دقات قلبي ؟ كلما رأيتها أو سمعت إسمها أو إقتربت منها ، لماذا ؟ " كان عقله يدور و يدور بشتى أفكار غير مفهومة له او بالأحرى يرفض أن يفهمها أو يتقبلها . أراد أن يبعدها قليلا لكنها وضعت يدها فوق كتفه فجأة ، لم يدري ماذا يفعل , ضغط على أضراسه و تيبس جسده ، أحس بنفسه ينتصب ، خاف أن يقع في أمر لا يريده ، فنهض بسرعة من السرير و خرج من الغرفة لاعنا الوضعية .
إستدارت أريا نحو الباب و فتحت عينيها بإبتسامة قد يكون كيدها عظيم ، ثم جرت الغطاء إليها و تكورت فيه و نامت مع لذة الإحساس بالنصر .
بينما راين ذهب إلى المطبخ ليشرب كأس ماء ، ثم بإتجاه غرفة أخرى ذهب ليستلقي قليلا قبل أن يطلع الصبح .
___________________
في الصباح الباكر إستيقضت أريا بنشاط غير عادي ، قامت بروتينها الصباحي المعتاد ثم ذهبت إلى حقيبتها أخرجت منها سروال قصير ( شورت ) باللون السماوي كعينيها ، و قميص بفتحة صدر و بدون أكمام ، إرتدت ما إختارته ثم مشطت شعرها و ربطته كذيل الفرس و وضعت بعض مساحيق التجميل . ثم أحظرت مقصا و قصت كل الملابس في الحقيبة ثم تركتها منثورة في الغرفة بعدما كانت تنوي رميها من الشرفة لكنها أعدلت عن الأمر عندما رأت راين يستقبل شابا وسيما .
خرجت من الغرفة بسرعة بعد أن وضعت عطرا رائحته تصل إلى الصين .
وقفت أعلى الدرج بإنتظار دخولهما و فور أن رأتهما نزلت مسرعة منادية بإسمه الذي إستوقفهما ، رفع الشاب الذي برفقته عينيه نحوها ، و بالفعل حتى راين إستشعر إنجذابه لها ، كان راين يغلي من الداخل خصوصا بعد أن رأى ملابسها تلك التي لم تعتد ابدا على إرتدائها داخل بيته منذ وصولها .
- راين أهلا ( ثم وضعت قبلة على خده ، كانت أول قبلة لها لشاب ، لكنها لم تكن قبلة حب بل قبلة كره ، لم يعرف كيف أحس راين في تلك اللحظة , ثم إستدارت نحو الشاب و مدت يدها ) مرحبا أنا أريا ، صديقة راين .
- تشرفت بمعرفتك أنستي، ( تفاجأ راين لتعريفها بنفسها كصديقة و أحس بشيء يدعوه إلى الإنفجار بعدما رأى رفيقه يقبل اليد التي مدتها إليه ) أنا أدعى جوليان أتيري .
- إسم جميل ، لطالما أحببت إسم جوليان ، و طبعا هذا الإسم لا يليق إلا بشاب وسيم مثلك .
- شكرا لمجاملتك ،لسانك يقطر عسلا حقا .
) هنا تدخل راين (
- أرى أنكما تتغازلان و نسيتما وجودي .
- نحن لا نتغازل لكننا نتعرف .
- سنتعرف أكثر لابد من ذلك أنسة أريا ، أستسمح الأن .
- طبعا . ( ودعته بإبتسامة وديعة جعلت جوليان عيناه تلمع و راين قلبه يكاد ينفجر ، لكنه كضم غيضه و لم يظهر شيئا ، دخلا كلاهما إلى المكتب .
إقتربت منها أسينات و قالت بنبرة جدية :
- ما هذا الذي تلبسينه يا هذه ؟
إستدارت نحوها أريا و قالت بوقاحة :
- ما شأنك ؟ هل صدقت نفسك فعلا أنك حماتي ؟ لا و لن تكوني ، لذا لا تتدخلي بشؤوني .
غادرت أريا المكان بينما وقف شيء بحلق أسينات و لم تستطع أن تجيب بسبب صدمتها من الجواب ، إقتربت منها سناء بعدما كانت اريا قد إختفت عن الأنظار .
- خالتي مابك ؟
- لا شيء .
- إذن هل تحدثت إلى راين ؟
- لم يتسنى لي الوقت .
- متى ستتحدثين إليه ؟
- ( قالت بنبرة الغاضبة )لا أعلم ، لا أعلم ، ها أنا في بيته و أحتاج إلى موعد لأتحدث معه ، أتصدقين ؟
- لماذا أنت غاضبة ؟ أكيد سياتي وقت يكون متفرغا فيه .
- لست غاضبة منه بل من تلك الحقيرة المتشردة .
- ماذا فعلت ؟
- ياليتك رأيتها ، الوقحة . . أطلبي منهم أن يحظروا لي كوب قهوة سادة ، بدأ الصداع في رأسي .
______________________
في المكتب .
- هل أنت متأكد من هذا ؟
- بطبيعة الحال ، إسمع ما سنفعله واضح لكن لكي نسيطر على تلك المنطقة علينا الإهتمام براعيها .
- لكن أليس صاحب نفوذ ؟
- قليلا ..
- لا اريد أن يظهر إسمي في الساحة يا جوليان ، فعملي نظيف للعامة .
- لا تقلق ، لن يكون للأمر علاقة بك .. أنت إهتم بالأمر من بعيد .
- حسنا إذن .. حان الوقت ليكون لتلك المنطقة زعيم جديد .
- زعيمان .
- فعلا . أتدري تفاجأت بعدما رأيتك في عرين الأسد ، كنت مدركا أنه كان إجتماعا لإنظمام شخص جديد للمنظمة ، لكن لم يخطر ببالي أنه قد يكون أنت .
- هذا لأنك قد أزحتني من بالك بعد شجارنا الأخير .
- إنس ذلك الشجار ، لقد كان لعب أطفال .. كم مر من الوقت فعلا .
- خمس سنوات .
- لنفعل شيئا سويا إذن ، لنتغدى معا اليوم .
- لك ذلك و الحساب عليك .. لكن لك عندي سؤال .
- ماهو ؟
- أريا تلك ، هل هي مرتبطة ؟ أتسكن هنا في منزلك .
- ) ظهرت علامات الإنزعاج على وجهه : إنها مرتبطة .
- اااه ، فتاة جميلة و جذابة .
- حسنا ، هل ستغادر ؟
- نعم .
- لأوصلك إلى السيارة إذن .
( رافقه حيث كانت السيارة متوقفة ، قبل ركوبه تصافحا و أثناء ذلك حطت عيناه على أريا التي كانت في شرفتها ، لوحت له بيدها فبادلها التحية ، ركب سيارته و غادر ، بينما إلتفت راين نحوها محدقا في غضب .
سار نحو المدخل في غضب ، أوقفته أمه أمام الباب .
- إبني منذ البارحة و أنا اريد التحدث معك لكن لم تاتيني الفرصة ، تعال لنتحدث قليلا .
- أنا في عجلة من أمري يا أمي .
- لكن يا بني ،، .
- سنتحدث لاحقا .. حسنا .
ثم صعد مباشرة إلى غرفته ، و أغلق الباب ، نظر إليها بنظرات لا تفسر ، بينما نظراتها كانت تحدي و تمرد .
- ماذا تفعلين ؟
- ماذا برأيك افعل ؟
- أجيبيني .
- أجب نفسك .
- ماذا تحاولين أن تفعلي يا اريا ؟
- لا أحاول أن أفعل شيئا ، إنني أتصرف على عادتي .
- هل تحاولين معاقبتي لأنك أمضيت الليلة الماضية في الزنزانة ؟
- معاقبتك ؟
) لم ينتبه للكلمة التي خرجت من فمه ، معاقبة ، لا يدري لماذا قالها حقا و هل أحس بأفعالها كعقاب له ؟ ماذا يعني ذالك ؟
- ما هذه الملابس ؟
- أرتدي ما أشاء .
- ليس في بيتي .. كما مالذي حدث هنا ؟
- كما ترى كل ملابسي قد تمزقت ، أنا بالفعل أحتاج إلى خزانة جديدة .
- ماذا تضنين ؟ هاه ! هل تعتقدين أن الغرفة أصبحت غرفتك ؟
- لماذا أنا فيها إذن ؟
إقتربت منه حتى إمتزجت أنفاسهما معا ، رفعت رأسها إليه و حدقت بعينيه بدون أن يرف لها رمش ، لامست شفتيها شفتيه ثم قالت بتحدي : ألا تريد التذوق ؟
ثم إستدارت مبتعدة عنه لكنه جذبها إليه من ذراعها بقوة لتلتصق بصدره ، وضع يده على مؤخرة رأسها ثم بدأ بتقبيلها بعنف ، تجاوبت معه في التقبيل إلى أن أحست أنه قد غاص فعلا في طعم شفتيها ثم قاطعت متعته بعضة قوية على شفته السفلى حتى سالت دمائه .
أبعدها عنه في عنف و هو يلمس شفته، نظرت إليه في تمرد ، إقترب منها في عنف و في ثانية ألصقها في الجدار ممسكا عنقها بيد واحدة و كأنه يحاول خنقها بينما ضرب بباطن يده الاخرى الجدار .
- لقد أصبحت لا تدركين مكانتك ، لا تستفزيني يا أريا .
- و أنت خسرت قوتك ، لقد أصبحت ضعيفا ، لا تتحداني يا راين .
- صدقيني لا تريدين أن تتعرفي على وجهي الثاني ، إلزمي حدك و إلا ..
- و إلا ماذا ؟ سترميني إلى الجرذان و الصراصير في زنزانتك المفظلة ؟ أم أنك ستفرغ المشط في رأسي ؟ أم ستجلدني حتى الموت ؟
- هناك ماهو أسوأ من ذلك .
- هل ستغتصبني ؟ هاه .
- أهذا هو الأسوأ بالنسبة لك ؟
- أغرب عن وجهي ..
- هذه هي نقطة ضعف كل فتاة عذراء ، هي نقطة ضعفك أيضا صحيح .
•ترك عنقها و إبتعد قليلا عنها ثم قال : سأفعلها إن إستمررت في إستفزازي ، صبري له حدود .
غادر الغرفة نحو سيارته مباشرة ، رأته أمه التي كانت جالسة في الصالة المقابلة ، وقفت لتناديه ، أفزعها خروجه المرعب ، ثم عادت لتجلس مستسلمة .
تبعه أدم بالسيارة ، إلى نحو عشرين دقيقة إلى بيت ريفي حيث منطقة صيده ، توجه إلى الباحة الخلفية حيث كانت هناك زجاجات متراصة ، أخرج مسدسه و أفرغ مشطه في كل الزجاجات . وقف أمامه أدم متسائلا .
-ما سبب كل هذا الغضب يا سيدي .
- أدم اليوم أنا لست سيدك .. حسنا ..
- حسنا يا صديقي . ما بك ؟
- لا أدري ، أنا غاضب ، غاضب فعلا و لا أعرف لماذا ؟
قلبي يتأجج نارا ، أريد أن أحرق الأخظر و اليابس ، و لا أعرف لماذا يا أدم .
- هل هو بسبب أريا ؟
- لماذا ذكرتها الأن ؟
- إنها هي فعلا ، هل أنت مدرك يا صديقي أنك قد تغيرت تجاهها في الأونة الأخيرة ؟
- لقد كانت مجرد فتاة عادية يوم إلتقيتها و يوم أحضرتها إلى القصر ،، لكني الأن أحس بإحساس غريب تجاهها ، لا أستطيع أن أفسره .
- هل يمكن أن يكون ..... مثلا العشق.
- عن أي عشق تتحدث ؟ لا يمكن.
- أنا أقول أنه ممكن .
- إنها نزوة ، طبعا نزوة عابرة لا يمكن أن يكون حبا .
- لماذا ؟
- لأنني قد قلت هذا .
- ليس أنت من تقرر يا صديقي ، لكن قلبك من يفعل و ليس لك عليه سلطان .
- كف عن قول الخزعبلات يا أدم ، قال حب قال .. أنا لا يمكن أن أحب قاتلة أختي. .
- لكن هي فعلا من قتلتها ؟
- هي السبب الرئيسي . .
- إذن الأيام هي من ستخبرنا بشأن ذلك ، ما إن كان فعلا حبا أم نزوة.

ثمن الإنتقام             بقلم ريانا Riyanaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن