أو-تشان: لمخاطبة رجل بالغ بطريقة ودودة، (في المانغا والرواية والفيلم، بوروتو يستخدم هذه العبارة لمخاطبة ساسكي، بينما يخاطبه في الأنمي بساسكي-سان وهي أكثر أدباً واحتراماً)
____2.
سيعلمني العم ساسكي النينجوتسو!
لم يستطع بوروتو كبح حماسه. شقّ طريقه بحيوية إلى مكان من الغابة خارج القرية والذي يعتبر ميدان تدريبهم. أراد أن يصبح نينجا كساسكي يومًا ما، داعماً الهوكاغي. كان ساسكي يجسّد حلمه والآن سيكون مدرّب فريقه. فما من سبيل ليحافظ على هدوئه حيال هذا!
تلقّى بوروتو تدريبًا من قِبَل ساسكي من قَبل. كان ذلك لفترة قصيرة إلاّ أنه تعلّم فيها الكثير. تلك الفترة دفعته إلى إعادة النظر في علاقته بوالده. ببساطة، بوروتو يعتز بالوقت الذي أمضاه مع ساسكي.
لقد قمت بمهمّات عديدة منذ ذلك الحين، وقد كبرت قليلاً. سأُري العمّ ساسكي كم أصبحت قوياً!
يومه الأول من التدريب سيكون حتماً أشبه بأحلامه.خانت بوروتو الكلمات وهو يحدّق في كوناي ساسكي الذي انطلق للأمام قاطعاً أشجار الغابة قبل أن يصعد إلى أعلى الجرف ويرتد.
"أيمكن للكوناي أن يكون بهذا القدر من القوة؟" تمتم ميتسكي.
"أبي رائع!" قالت سارادا. "الأمر بهذه البساطة."
انزلقت واجهة الجرف عن بقية الصخرة محدثة سحابة من الغبار.
كل هذا بكوناي واحد؟! كيف يعقل ذلك؟ كان بوروتو في حيرة من أمره.
لم يرمِ ساسكي الكوناي فحسب، بل شحنه بالتشاكرا بإصبعه مطلقاً تيارًا كهربائيًا. لم يفهم بوروتو الآلية وراء ذلك، ففي رمشة عين كان الكوناي قد طار وحطم واجهة الجرف البعيد.
خفض ساسكي ذراعه محافظاً على هدوئه وتوازنه، ثم التفت نحو طلابه. "ربما لستم مستعدين بعد لتعلم هذه التقنية، لكن..."
ثار رد صامت في نفوسهم: لماذا عرضتها علينا إذن؟
بهدوء، سحب ساسكي حفنة من قطع النرد من حقيبته الجلدية وقام بتوزيعها على بوروتو ورفاقه، اثنين لكل منهم. "تمرينكم الأول هو استخدام النينجوتسو للحصول على وجهين متماثلين من كل قطعة دون أن تلمسوا النرد."
نظر كل منهم إلى الآخر في حيرة. "هناك طرق مختلفة لفعل ذلك." قال ساسكي وهو يقذف نردين في الهواء، أخرج زوجاً من الشوريكن من حقيبته وألقى بهما على القطعتين.
طارت الشوريكن واصطدمت بالنردين فسقطا على العشب، التفت شفراتها الدّوارة وعادت إلى يد ساسكي فرفع ذراعه لالتقاطها. تفحّص أعضاء الفريق السابع وجوه النردين: ستّتان.
"رائع!" قال بوروتو بعيون مستديرة. حدقّ ميتسكي في الثنائي المتطابق، بينما ابتسمت سارادا بفخر.
هذا ليس مفاجئاً... فكر بوروتو في نفسه. العم ساسكي رائع حقًا!حاول بوروتو وأعضاء الفريق السابع جاهدين محاذاة قطعتي النرد. وضعوا النّرد على جذوع الأشجار والصخور، واتّخذ كل منهم الطريقة الأنسب لتحريك تلك المكعبات الصغيرة على حسب قدراتهم وشخصياتهم.
"أنا سأقوم بها بالشوريكن." قرّرت سارادا. رمت الشوريكن بلطف نحو النرد على الجذع. ارتطم النصل بالجذع فتزحزح النردان بضع سنتيمترات بفعل تيّار الهواء الناتج عن الاصطدام. لكنهّ لم يكن قوياً كفاية لجعل أحدهما يتدحرج. كانت تستهدف نطاقاً واسعاً فقرّرت تضييقه. هذه المرة، ضرب الشوريكن النردين وقسمهما إلى نصفين.
ألقت نظرة فوجدت أنّ النرد كان في الواقع مكعب سكر عليه نقاط من الحلوى. هذا يعني أن وزنها خفيف للغاية وتتفتت عند أدنى ضربة. كان عليها إذن أن تحرّكهما بالقدر المناسب من القوة، لا بقدر كبير ولا بقدر صغير جدًا، وإلاّ فلن تكون قادرة على دحرجتهما.
قرّر ميتسكي استخدام أسلوب الريح وتحريك النرد بتيار خفيف. حاول دفع مكعبات السكر بنفخة لطيفة لكن بدلاً من ذلك انطلقت إلى الغابة.
"نقطة قوتي هي الراسنغان!"
قرّر بوروتو الاستفادة من تدفق تشاكرا الراسنغان لضبط نرده. شكّل راسنغان صغيرة في راحة يده لكن حتى ضغط طفيف كهذا جعل نرده يطير دون أن يلمسه حتى. "آآآه..."
لجعل النردين يتدحرجان في آن واحد محافظاً على الوجهين متطابقين، كان عليه أن يضرب كلا مكعبي السكر في نفس الوقت بقوة كافية لتحريكهما دون سحقهما أو إرسالهما بعيداً. بدا الأمر محبطاً ومملاً، لكنه يتطلب تحكمًا دقيقًا للغاية.
"غااااه!"
"هيااااه!"
"أوه لا، لقد انكسرا ثانية!"
"سحقاً! سأفعل هذا قطعاً!"
واصل النينجا الثلاثة تدريبهم وهم يشتكون بصوت عالٍ، بينما وقف ساسكي في الخلف وهو يراقبهم.
تذكّر تدريباته عندما كان لا يزال غنين*؛ تلك الأيام الطويلة جنبًا إلى جنب مع ناروتو وساكورا تحت وصاية كاكاشي. كان فرداً من الفريق السابع لفترة وجيزة وكان يريد أن يصبح نينجا لأسباب مختلفة عن الآخرين... ومع ذلك، فإن تلك الفترة قد أرست جذورًا عميقة داخل ساسكي، جذور ظلّت ثابتة حتى الآن. رُسمت ابتسامة خفية على وجهه، أدرك أنه كان يشعر بالحنين إلى الماضي، وهذا لا يشبهه.
في الوقت نفسه، لاحظ إلى أي مدى قد تغير العالم وتغير معه أسلوب قتال الشينوبي. لقد ولّت حقبة الحروب المضطربة وسفك الدماء هدراً. الوقت الذي تطلّب القوة الغاشمة من النينجا ولا شيء آخر. الحفاظ على السلام لم يعد يتطلب قوة عسكرية بل دبلوماسية بين مجتمع مستقر والدول الأخرى. لم يعد ضروريًا الآن أن يكون النينجا جاهزاً للقتال لطالما بإمكانه الرد بحنكة سياسية بما يتطلّبه الموقف.
من خلال جهود ناروتو، تغيّرت قرية كونوها أيضاً. انتهى عصر الحرب وازدهرت التجارة، وأخذت الدول المختلفة تشارك تقدمها واكتشافاتها مع بعضها البعض، مما أدى إلى تطور ملحوظ في أرض النار. فيمكن للمواطنين الآن عيش حياتهم دون القلق بشأن مستقبلهم.
عندما ابتهج قرويو كونوها بالسلام، تلاشت ذكرياتهم عن العالم في حالة الحرب تدريجيًا. ونسوا أنّ رجلًا واحدًا حمل لوحده عبء جريمة قتل عشيرته من أجل سلام القرية.
شعر ساسكي أن الأمر أفضل على هذا الحال. هو يتذكر أخاه، هذا كافٍ. لم تكن هناك حاجة للجيل الجديد أن يرتدي ملابس الحداد. وهو يشاهد سارادا، ميتسكي وبوروتو، شعر أنه ربما فهم ما كان يدور في ذهن أخيه حينما ضحّى بنفسه من أجل القرية.
تربى هذا الجيل الجديد من الأطفال على تعاليم كونوها. شعر ساسكي بسعادة غامرة من فكرة أنّ كل ما قاتل أخوه للحفاظ على سلامته، تمّ تناقله إلى الآن. هذا جعله يؤمن أن أيام وليالي الحرب الطويلة لم تذهب سدى.
التربية. هذا هو العنصر الأهم لحماية قريتهم ووطنهم.
"ساسكي أو-تشان! أنت المعلّم، أعطنا تلميحا!"
رفع ساسكي رأسه فقابلته عيون زرقاء خالية من الهموم، أكثر زرقة من تلك التي اعتاد عليها. "ماذا هناك، بوروتو؟"
"لقد جربنا الراسنغان والشوريكن وكل شيء... لكن لم تجدي نفعاً. يجب أن تخبرنا كيف فعلت ذلك بالشوريكن!"
"تلميح؟ همم... حسنًا،" أخذ ساسكي شوريكن في يده... لكنّه عجز عن التعبير. سابقاً قام بالحركة تلقائياً، مسترشداً بحواسه، تماماً كما لو كان يتنفس. كان من الصعب أن تصف كيف تقوم بذلك. "أمسكها هكذا... وارمها."
"هذا لا يخبرنا بشيء على الإطلاق!" ضرب بوروتو بقدميه محبطاً.
"كيف تضبط القوة؟ مصدرها الرسغ؟ أم أصابعك؟" سأل ميتسكي.
"ممم." حدّق ساسكي في راحة يده وفكر لدقيقة. ربما كان هناك تلميح ما يمكن أن يقدمه لهم، خدعة ما... لكنه فهمها بشكل حدسي، لذا وجد صعوبة في تعليمها. "طريقة التموضع..." انحنى إلى الأمام، "حدد هدفك... ثم ارميه هكذا." قال ذلك وهو على دراية أنه لم يطلعهم على شيء جديد على الإطلاق.
تنهد الأطفال في انسجام تام، فابتسم ساسكي ساخراً من نفسه. لستُ مؤهلاً للتعليم.
كان كاكاشي جيّداً في استخدام الكلمات. في حين تصرف ساسكي ببداهة تتحدى التفسير، نقل كاكاشي معارفه وخبراته إلى الجيل التالي بطريقة سهلة الفهم.
مازال أمامي طريق طويل لأقطعه كمعلم.
_____
*على حدّ علمي ساسكي مازال غينين 😏😂😂
القسم الثالث غداً إن شاء الله.
أنت تقرأ
Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم
Cerita Pendek🔹الترجمة العربية الكاملة لرواية: ساسكي شيندن المعلم والتلميذ النجم. 🔹كتابة: جون إيساكا (Jun Esaka) تحت إشراف ماساشي كيشيموتو عن المانغا الأصلية (ناروتو 1999-2015/بوروتو 2016). 🔹رسم الغلاف: ماساشي كيشيموتو (Masashi Kishimoto). 🔹تاريخ أول إصدار (...