الفصل الثالث - القسم الأول

690 26 24
                                    

بمجرد طرد الجمهور والموظفين خارجا، أصبحت القبة كالقوقعة. انظم بوروتو أخيرًا إلى سارادا وميتسكي في الغرفة الخضراء. أُجبرت ليلي على الجلوس على كرسي وسط الغرفة وكاحلاها مربوطان بحبل. حقيقة أن ساسكي قد ألقى القبض عليها يعني أنه اشتبه بها في جرم ما.
"ماذا يعني هذا؟! أنا لا أفهم! أريد الاتصال بالمحامي خاصتي على الفور!"
ذُهل بوروتو من منظر ليلي وهي تصرخ وتضرب. "ليلي... تبدين كشخص مختلف تمامًا."
"أنتم تحتجزونني بشكل غير قانوني! أيفترض بي أن أكون في أفضل حالاتي؟!" هزّت الكرسي بغضب.
"هذه نفس النبرة التي استعملتها عندما التقينا سابقاً." نظر إليها ساسكي بازدراء. "أهذا يعني أن هذه هي ماهيتك الحقيقية؟"
قال بوروتو بتردد "أيها العم ساسكي، هل تعرف ليلي؟"
"هم..." استمر ساسكي في التحديق في الآيدول التي أدارت وجهها عابسة. "التقينا مرة من قبل في قطار الرعد... عندما وقع الانفجار."
"هاه؟" ظهرت تجاعيد الارتياب على جبين سارادا.
"إذن... هل صادف أن كانت في القطار؟"
"لا. بل من المحتمل جداً أن تكون هذه المرأة حليفة زعيم العصابة."
أمسك ساسكي بشعر ليلي الذهبي وشده بقوة. تدلى فكّ بوروتو من الصدمة عندما قلع رأسها بالكامل وسقط على الأرض. بتدقيق النظر، أدرك أنها لم تكن سوى باروكة شعر مستعار انتزعها ساسكي. كان الشعر الحقيقي المختبئ تحت الخصلات الذهبية الطويلة قصيرًا ذا لون بني ضارب إلى الحمرة.
"لا يمكنك إنكار هذا." شد ساسكي على شحمة أذن ليلي حيث اصطفت خمسة ثقوب مثقوبة بدقة.
"إنها نفس تلك التي يحملها أفراد الفرقة التي هاجمت القطار،" تمتمت سارادا متفاجئة. عضت ليلي شفتها ولم تقل شيئًا.
"خمسة ثقوب. هذا دليل على عضويتك في الشيغتسوكيودان،" قال ساسكي.
"شيغتسوكيودان؟" رفع بوروتو حاجبه بفضول. لم يسمع هذه الكلمة من قبل.
"هناك جزيرة نائية في الجزء الغربي من شيغتسو في أرض الماء. المجتمع هناك لديه قدر هائل من السلطة،" أخذ ساسكي في الشرح. "هذه الجزيرة متوسطة الحجم، يبلغ عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة، احتقرت لفترة طويلة حكم الميزوكاغي وحافظت على عزلتها. ينتمي عشرة بالمائة من سكان الجزيرة في شيغتسو إلى الشيغتسوكيودان. تتحكم عقيدتهم في جزء كبير من حياتهم اليومية."
"عقيدة؟" سألت سارادا.
"عبادة الطبيعة. مصدر حكمهم ليس الميزوكاغي بل الطبيعة الأم. إنهم لا يطيعون الميزوكاغي، أو بالأحرى، كان هذا موقفهم لسنوات عديدة حتى مؤخرًا حيث لاقت سياسة المصالحة للميزوكاغي نجاحًا وبدأت العلاقات الدبلوماسية تدريجيًا في التطور. في العام الماضي تم الاعتراف بالجزيرة رسميًا كجزء من أرض الماء، لكن بعض أعضاء الشيغتسوكيودان المتشددين ما زالوا يعارضون بشدة سياسة انفتاح البلاد."
"إذن فهذه المعارضة هي أصل الهجمات المتطرفة؟" سرعان ما أدرك ميتسكي التناقض في استنتاجه. "لكن هذا غير منطقي. لمَ قد يستهدفون أرض النار بدلاً من أرض الماء؟"
"لأن جهود الهوكاغي لتطوير كونوها أحد أهم العوامل التي أدّت إلى انفتاح الجزيرة. الرغبة في العيش في مجتمع ثري هي التي أخرجت جزيرة شيغتسو من العزلة. هذه المجموعة من المتطرفين مستاءة من ذلك دون مبرر حقيقي. الجزء المزعج في هذا كله هو أن زعيم الشيغتسوكيودان، الذي يدعونه بالمعلم المقدس، يعطي شخصيا الأوامر للمتطرفين. و..." نظر ساسكي إلى ليلي مرة أخرى. "أنت الابنة الوحيدة للمعلم المقدس، أليس كذلك؟"
"ليلي ماذا؟!" أطلق بوروتو صرخة جامحة بينما تبادل سارادا وميتسكي النظرات.
واصل ساسكي كلامه "ليس هنالك شك. لقد ذهبت إلى شيغتسو للتأكد من ذلك. لم أتوقع أن ثلاثتكم ستقبلون مهمة منها... على أي حال، الثقوب الموجودة في هذه الأذن دليل قاطع على أن هذه الفتاة عضوة في الشيغتسوكيودان."
"وماذا في ذلك؟" صاحت ليلي بصوت قاسي. نظرت إلى ساسكي، "أنا بالفعل عضوة في الشيغتسوكيودان. وأقرّ أيضًا بأن والدي هو القائد المعروف بالمعلم المقدس. لكن هذا لا علاقة له بي. أنا أكره تلك الجزيرة الريفية المنغلقة. هربت إلى أرض النار لأنني أردت أن أكون مغنية في المدينة!"
ضاقت عيني ساسكي ببرود. "إذن فأنت تقولين أنك لم تسللي إلى أرض النار بنية التجسس؟"
"لم أفعل! أنا أكره والدي وجميع رفقائه المهووسين بهذه العقلية المتخلفة. أردت فقط أن أكون آيدول."
"إنها تقول الحقيقة." تدخل بوروتو. "لا يعقل أن تكون ليلي شخصاً سيئاً."
نظر ساسكي بصمت إلى بوروتو ثم أعاد بصره إلى ليلي، "سنكتفي بتحذير في الوقت الحالي. لقد حصلت بالفعل على قدر لا بأس به من المعلومات عنك، لذا سأعرف ما إذا كنت تكذبين. ستجيبين عن بعض الأسئلة الآن."
"لا يوجد سبب كي تعتقلني!" زمجرت ليلي.
"ستكونون في ورطة إن آذيتموني! لدي الكثير من رفقاء الروح الرائعين وكل تلك الذكريات التي عشناها معًا.  لا تقلل من شأن علاقة حبنا!"
كان من الواضح من التعبير على وجه ساسكي أنه لم يفهم ما كانت تتحدث عنه فوضّح له بوروتو بهدوء: "رفقاء الروح الرائعون هم معجبوها، والذكريات هي الأوقات التي تشاركتها معهم. علاقة الحب هي الرابطة التي تربطهم بها."
استغرق ساسكي لحظة لاستيعاب هذا. "على أي حال... ستكونين تحت مراقبة الشينوبي من الآن فصاعدًا."
"ماذا؟ ستعتقلني؟ أنا بريئة! معجبي لن يقفوا مكتوفي الأيدي كما تعلم. سوف يكونون لك بالمرصاد!"
"أتعتقدين أنني أهتم لذلك؟"
"ربما لا، ولكن ماذا عن الهوكاغي؟"
تغيرت النظرة على وجه ساسكي عند ذكر الهوكاغي. ابتسمت ليلي.
"الطريقة التي يعمل بها الهوكاغي، الجميع يراقبه دائمًا. شينوبي يعمل تحت أوامر الهوكاغي يقبض بشكل غير قانوني على آيدول بريئة، ألا تعتقد أن هذا سيسبب فضيحة؟ لدي الكثير من الناس يساندونني، كما تعلم" قالت بنبرة تحدي.
"لنبدأ بالأسئلة." لم يتشتت ساسكي من كلامها وواصل كلامه، "ما هو هدفك من القدوم إلى هذه البلدة؟"
طقطقت ليلي لسانها ثم ردت على مضض: "تركت مسقط رأسي لأنني أردت أن أصبح آيدول. يُمنع سكان الجزيرة من مغادرة شيغتسو، لذلك ركبت سفينة في الخفاء وهربت."
"متى كان هذا؟"
"منذ ثلاثة أعوام. في الوقت الذي كان فيه المزيد والمزيد من سكان الجزر يرغبون في الانفتاح على العالم الخارجي، وكان المتطرفون الشيغتسوكيودان قد بدأوا في القتال."
"ما هي علاقتك الحالية بالمتطرفين؟"
"لا تربطني علاقة بهم. لقد هجرتهم منذ وقت طويل. الاتصال الوحيد الذي أجريته معهم هو عندما حذروني بشأن محاولة الاغتيال."
قال ساسكي: "إذن فقد علمت أن الرسالة كانت من طرفهم."
"حسناً... توقعت أنهم سيكتشفون مكاني بعدما اشتهرت!" ردت ليلي بسلاسة. تفحص ساسكي وجهها، "ما سبب كرههم لك؟"
"على ما أعتقد... لأنني تركت المجموعة وقدمت إلى أرض النار لأصبح آيدول. إنهم يكرهون هذا المكان، ولا يغفرون للخونة أبدًا. أعلم أنهم سيأتون من أجلي مرة أخرى. لكن يمكننا استخدام ذلك ضدهم." نظرت ليلي إلى ساسكي بعيون كبيرة مستديرة. "سأكون الطعم. يكرهني متطرفو شيغتسوكيودان لأنني تركت الجزيرة وقدمت إلى أرض النار، سيحاولون بالتأكيد قتلي مرة أخرى. يمكنني أن أكون الطُعم الذي يغريهم بالقدوم."
"اقتراح مثير للإعجاب." قال ساسكي، "لكن لا يزال هناك سؤال مهم متبقي. أين والدك؟"
صار وجه ليلي شاحباً بشكل واضح، بدت مستاءة وخفضت عينيها.
"أنت هادئة للغاية فجأة. قلت أنه لا تربطك علاقة بهم. إذن لماذا لم تذهبي إلى الهوكاغي طلباً للحماية عندما تلقيت تحذيرًا بشأن محاولة الاغتيال... بدلاً من التواصل مع بوروتو وفريقه؟"
"هذا..." عضّت شفتها. "سيكون الأمر سيئا بخصوص سمعتي إن اكتشف الناس أن لي صلة بهذه المجموعة. كما أنني كرهت فكرة إلغاء الحفل."
"ألم تكن الرسالة مزيفة حقاً؟ ألم تكذبي على بوروتو وفريقه؟"
"كلا!" ارتد رأس ليلي واهتز صوتها. "ليست لدي علاقة بوالدي."
"إذن أخبريني بشيء عنه."
في مواجهة عينا ساسكي السوداء، ارتعدت ليلي وأبعدت عيناها.
"هل لديك فكرة عن مكان تواجده؟"
أطبقت ليلي شفتيها ونظرت إلى الأسفل.
"لماذا لا تخبرينني؟" سأل ساسكي بهدوء. "إن كنت لا تتوافقين مع والدك حقًا، فلماذا تتسترين عليه؟"
حل الصمت على الغرفة. أمسكت ليلي لسانها وابتلعت كلماتها.
"إن لم تخبريني طواعية... لا أريد فعل ذلك لكن خياري الوحيد هو إجبارك على التكلم." كان ساسكي على وشك تنشيط الشارينغان عندما مدت سارادا يدها للإمساك بمعصمه، "توقف يا أبي. ليلي لن تخبرك. مستحيل."
"والدها حاول قتلها لأنها تمردت عليه وغادرت جزيرتهم. لِمَ لا تخبرني بكل ما تعرفه عنه؟"
"لديها سبب وجيه. إنه أسرتها."
أسرة. كلمة غير متوقعة. رمش ساسكي، كيف غاب هذا عنه.
"بغض النظر عن كونه مجرمًا، لا يمكن أن تبيع ابنة والدها. إن كنت في موقع ليلي، فلن أخبر أحداً عنك يا أبي!" قالت ذلك كما لو كان الأمر الأكثر بديهية في العالم.
ومض وجه شقيق ساسكي في ذهنه. شقيقه الذي تركه على قيد الحياة على الرغم من أن دانزو قد أمره بالقضاء على العشيرة بأكملها. أخوه الذي جعله يقتله في النهاية. لقد ضحى إيتاتشي، أحن رجل عرفه ساسكي، بنفسه حتى يعيش أخاه. كان الاختيار يائسًا للغاية وقد واجه ساسكي صعوبة في الإيمان بأنّ شقيقه قد نجح في ذلك، مدى ذكائه وولائه للمهمة. لأنهما كانا أسرة، علمه شقيقه الأكبر هذا ذات مرة وابنته الآن تعزز ذاك الدرس.
نظر ساسكي إلى بوروتو. بدا وكأنه في حالة قلق شديد، قلقًا بينما يشاهد سارادا وساسكي. اعتاد ناروتو أن يبدو كذلك تجاه ساسكي. أطلق تنهيدة قصيرة وقال: "سأعترف بحقك في الصمت. لكن هذا لا يعني أن الشبهات قد سقطت عنك. إلى أن تتم تسوية هذا الأمر، ستكونين تحت إقامة جبرية."
طقطقت ليلي لسانها منزعجة. كان تصرفها الوقح هذا يتناقض تمامًا مع شخصيتها كآيدول.

Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن