الفصل الثالث - القسم الأخير

742 29 35
                                    

مر أسبوع...
استيقظ بوروتو على صوت طرق على النافذة على الساعة الثالثة والنصف صباحًا. رأى صقراً ينقر على الزجاج وقد بدا غاضبًا للغاية. عندما فتح بوروتو النافذة أسقط الطائر ورقة على الأرض وحلّق.
الرابعة صباحا أمام المستودع رقم 3 المدينة القديمة.
"الرابعة؟!" توجه بوروتو إلى الخزانة ليغير ملابس النوم في حالة من الذعر. من غير ساسكي قد يستخدم صقرًا لإرسال الرسائل في مثل هذا العصر؟ لم تكن لديه سوى نصف ساعة حتى الرابعة. "ذاك الطائر كان يضيع وقته في مكان ما!" اشتكى بوروتو أثناء خروجه من المنزل تاركًا وراءه أفراد عائلته نائمون. كان الظلام لايزال قائما والبدر متربع في السماء، منخفض نوعاً ما وكأنه قد يغرق في قاع الليل في أي لحظة.
عندما وصل إلى المكان المنشود، كان ميتسكي وسارادا هناك بالفعل. إن كانت هيأة سارادا تشير إلى شيء ما فهو أنها استيقظت بشكل مفاجئ أيضًا. بدا ميتسكي كما هو دائمًا.
"أين العم ساسكي؟" سأل بوروتو.
"جميعكم هنا إذن؟" ظهر ساسكي من وراءهم.
"وقت المهمة. متطرفو الشيغتسوكيودان على متن سفينة شحن ستغادر إلى أرض الماء في غضون ساعة. من المحتمل جدًا أن يكون والد ليلي، المعلم المقدس، معهم. ربما يخططون للاجتماع مع رفقائهم في أرض الماء. لن نحصل على فرصة كهذه مرة أخرى لذا سنعتقل المجموعة بأكملها الليلة." أدار كعبه ليعلن عن انطلاقهم الفوري.
"مهلاً لحظة!" ناداه بوروتو على عجل. "ساسكي أوتشان، أأنت بخير؟"
"ماذا تقصد؟"
"كل شيء... التلفزيون، الجمهور، بسببنا..." عصر بوروتو قبضته ورفع وجهه. "آسف. الأمر برمته خطؤنا، لقد أفسدنا كل شيء."
"لا تعتذر. لا شيء يستحق."
احتاج بوروتو إلى أن يستجمع شجاعته للاعتذار لكن ساسكي تجاوز الأمر في جزء من الثانية، فأصرّ: "لكن الجميع يلقبونك بأسماء... وينتقدونك."
"هذا أفضل من أن تنشر أسماءكم. هيا تعال، علينا أن نسرع إلى الميناء."
التعبير الكئيب لم يترك وجه بوروتو فأطلق ساسكي تنهيدة. "بوروتو. أن أكون مكروهًا يعد جزء من عملي. لا داعي لأن تنزعج من ذلك."
"ألا تكره ذلك؟ أنت تعمل في مهمات لحماية القرية وبعد ذلك... هؤلاء الناس يقولون ما يريدون عنك."
"أفهم شعورك. شُوِّهت سمعة أحد أقاربي ظلما من قبل وكنت غاضبًا حيال ذلك. ولكن عندما حان دوري... لم أعد أهتم. إنه لأمر غريب. كما أنني... لا أشعر حقًا أنني أعمل لحماية القرية. هدفي هو مساعدة والدك." مسد ساسكي على شعر بوروتو الأشقر. "لذا لا تقلق بشأن ذلك."
أنت تقول هذا لكن... حدّق بوروتو في معلمه بمزيج معقد من المشاعر. كان وجه ساسكي الوسيم خاليًا من التعابير كالعادة. "حسناً."
لم يكن مقتنعًا بكلمات ساسكي لكنه تقبل الموقف في الوقت الحالي. فبعد كل شيء، سيكون من الغريب أن يظل قلقًا بينما لا يبالي الرجل المعني كثيرًا بالأمر. قفز ساسكي على سطح منزل. خطط أن يسلك طريق الأسطح مستفيدًا من عدم وجود أحد في الأرجاء لرؤيتهم ولحقه بوروتو وزملاؤه. قفز الأربعة من منزل إلى منزل في خط مباشر نحو الميناء.
قال ساسكي: "بوروتو، هناك شيء يشغلني. لقد هاجمك العدو على المسرح."
"هاه؟"
"عندما أحطتك بجدار الماء."
صحيح. حدثت ضجة كبيرة لدرجة أنه نسي ذلك، فقبل ظهور ساسكي مباشرة كان قد فقد السيطرة على جسده فجأة وتحركت يداه بمفردهما ولسبب ما أطلق تقنية التحول.
شرح بوروتو ما حدث، تمتم ساسكي "القدرة على سلب حرية الحركة... لابد أن يكون أسلوب البرق."
"كيف علمت ذلك؟" نظر ميتسكي إلى الوراء بفضول.
"أنت تعلم أنه عندما يحرك الشخص جسمه، فإن الأوامر تأتي من الدماغ على شكل إشارات كهربائية وتتسبب في تحريك العضلات، أليس كذلك؟" سأل ساسكي. أومأ سارادا وميتسكي وبوروتو.
"إنها مجرد فرضية" تابع معلمهم. "لكن العدو على الأرجح قادر على خلق تيار يشبه الإشارة الكهربائية من الدماغ. عن طريق إرسال هذا التيار إلى جسم الهدف يمكنه التحكم بالدماغ والسيطرة على الجسم. حرك ذراعيك، ألغي تقنية التحول، وأشياء من هذا القبيل."
"تقصد أنهم يستطيعون إنتاج تيار كهربائي حيوي؟ هل هذا ممكن؟" سألت سارادا غير قادرة على تصديق ذلك.
"مم." أومأ ساسكي. "سوف يتطلب الأمر تحكمًا دقيقاً جداً، لكن نظرياً، هذا ممكن."
"إذن، إذن..." نظر بوروتو إلى جسده "التيار الذي خلقه العدو كان يتدفق من خلالي؟"
"حقيقة أنه تم تحرير التحكم في اللحظة التي كنت محاطًا بجدار الماء دليل على ذلك. كان العدو يرسل إشارات كهربائية ويسيطر عليك من مكان ما في الأنحاء. انقطعت الإشارة عندما أحاط بك جدار الماء تمامًا."
أمال بوروتو رأسه، "لكن أليس الماء ناقلا جيداً للكهرباء؟"
أجاب ساسكي: "في العادة، يحتوي الماء على الكثير من الشوائب. المياه توصل الكهرباء بشكل جيد لأن تلك الشوائب تعمل كجسور. لكن نمط الماء الخاص بي لا يحتوي على أي شوائب. إنه ماء نقي يتكون فقط من الأكسجين والهيدروجين."
صحيح. يتكون الماء من الأكسجين والهيدروجين. تذكر بوروتو هذا من أحد دروس شينو في الأكاديمية.
قال ميتسكي بعدما فُكّت الأحجية "بعدم وجود شوائب فإن المياه النقية لا تنقل الكهرباء."
"لكن... القدرة على استعمال أسلوب برق يحاكي التيار الكهربائي الحيوي،" تمتمت سارادا مضطربة، "هذا تهديد حقيقي."
وافقها الرأي ساسكي: "هذا صحيح. لتحقيق ذلك ستحتاجين إلى توليد تيار كهربائي ضعيف بحيث لا يمكن للهدف أن يشعر به عندما يدخل الجسم. ربما يكون الحفاظ على هذا النوع من التحكم الدقيق في استخدام الرايتون أكثر صعوبة من إنشاء صواعق البرق."
تكلفة التحكم في الطاقة. واجه بوروتو صعوبة في ذلك عندما تدربوا على دحرجة زوجي نرد مكعبات السكر.
"أيعني استخدام أعدائنا لأسلوب الرايتون أنهم من النينجا؟ فقد كان الرجال في الحفلة الموسيقية يحملون بنادقا." تساءلت سارادا.
"يبدو أن عددًا محدودًا منهم يستخدمون النينجوتسو." أجاب ساسكي. "المقاتلون الآخرون ليسوا شينوبي بالمعنى الدقيق للكلمة. يقال أن الشيغتسوكيودان نشأت عندما جاء فصيل من النينجا للعيش في تلك المنطقة النائية. من المحتمل أن يكون لمقاتلي الشيغتسوكيودان قدرات جسدية تضاهي قدرات الغينين وحتى التشونين. لكنهم يختلفون عن النينجا في كون أن غالبيتهم يعتمدون على التكنولوجيا بدلاً من التشاكرا."
انتقل الفريق من المنطقة الحضرية إلى ضواحي القرية. أصبحت المنازل المتناثرة قليلة ومتباعدة، فغيروا موطئ أقدامهم من قرميد الأسقف إلى أغصان الأشجار. طارت الطيور من على الأغصان إلى السماء.
"مثلما يستخدم النينجا التشاكرا، هم يتأملون الطبيعة ويبحثون عن حقيقتها من أجل الحصول على قوتها. هذا علم. كما أن متفجراتهم وبنادقهم عالية الأداء هي أيضًا نواتج ثانوية للتطور التكنولوجي. علم، نينجوتسو، شيغتسوكيودان، يمكنك القول أن لكل هذه الأشياء نفس الجذور."
العلم والنينجوتسو لهما نفس الجذور؟ عصر بوروتو قبضته وهو يركض. كان يعتقد أن العلم يتعارض مع النينجوتسو وأنه كان غير مهم وغير عادل. لا يزال يعتقد ذلك إلى حد ما حتى الآن. لكنه يعي أيضاً أن ساسكي قد وسع نطاق قدراته كنينجا من خلال دمج حقائق هذا العالم التي كشفها العلم في النينجوتسو. أراد أن يفعل ذلك أيضًا. أراد أن يكون نينجا قويًا مثل ساسكي.
"استطيع رؤيته." قال ساسكي وهو يركض في الصدارة. "القارب هناك."
انفتحت الغابة لتكشف عن المحيط المنتشر أمامهم. كان القارب الراسي في المرفأ الصغير ضخمًا لدرجة أنه جعل الميناء يبدو صغيراً، وكان مطليا باللونين البحري والبني، كما طفا بجواره ظل القمر. توارد صوت الأمواج الخافت وهي تخدش السطح إلى سمع بوروتو. كان العدو في قلب تلك السفينة... ركضوا أسرع.

Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن