الفصل الرابع - القسم الثالث

617 25 13
                                    

بعد التسلل إلى المستوى الثالث والأدنى، حبس بوروتو أنفاسه وتفحص محيطه. كانت الأرضية الخشبية مغطاة بحاويات ضخمة يبلغ ارتفاع كل منها حوالي مترين، ما يعني وجود الكثير من الأماكن للاختباء فيها. بحسب سارادا، كان هناك رجل واحد فقط في المستوى الثالث. يبدو أنه كان يتجول بين الحاويات بمفرده، مما يعني أنه ربما كان يبحث عن شيء لسرقته أو ربما عن أماكن لوضع المزيد من المتفجرات.
اكتشف بوروتو ظل رجل رابض على الأرض أمام حاوية بالقرب من وسط الغرفة.  بدا وحيدا، تمامًا كما رأت سارادا بالشارينغان. خلف إحدى الحاويات، شحن بوروتو التشاكرا في راحة يده. في مواجهة عدو واحد فقط، كان أفضل خيار أمامه هو أن يجعله يفقد الوعي بضربة راسينغان. لكنه احتاج إلى ضبط الضربة بدقة بحيث لا يتسبب في شيء أكثر من الإطاحة بالرجل. المسار بين بوروتو وهدفه مليئ بالحاويات الثقيلة على كلا الجانبين، لذا سيتعين عليه تحديد مساره بدقة لتجنبها.
حدد هدفه على ظهر الرجل وانزلق بهدوء قبل أن يطلق راسينغان فائقة التحكم  للتأكد من أنه لن يقتل الرجل خطأ. كان من المفترض أن تتقدم الراسينغان في هدوء تام وتطيح بالرجل لكن بدلاً من ذلك، جعلت عشرات الحاويات تطير، ما أحدث ضوضاء عارمة. أصابت الضربة الرجل مباشرة في صدره  وأثناء انهياره، تساقطت عليه أجزاء من الحاويات المدمرة.
"هاه؟! لماذا؟!"
كان بوروتو حريصًا على تعديل مقدار القوة التي استخدمها، فلماذا طارت الحاويات؟ كان الأمر محيرًا للحظة لكنه سرعان ما اتضح. اعتقد أن الحاويات كانت ممتلئة لكنها كانت فارغة. مع عدم وجود شيء يثقلها، كان ضغط رياح الراسينغان كفيلا بتحريكها. أومأ برأسه، لقد فهم ذلك عندما سقطت قطعة حاوية كبيرة على الرجل.
آه، تبا! اندفع بوروتو نحو الرجل الملقى على الأرض ودفع قطع الحطام جانبًا. نزع القماش الأرجواني الذي كان يغطي النصف السفلي من وجه الرجل وقرب أذنه. تنفس الصعداء عندما سمع زفير الرجل.
"عظيم!"
"هلا أخبرتني ما العظيم فيما فعلته!" أطلت سارادا عبر ثقب كبير في السقف.
"آسف. كان خطأ. الراسنغان كانت قوية للغاية." ركل على الأرض وقفز من خلال الثقب إلى المستوى الثاني.
"خطأ؟!" صرخت سارادا. "انفجارك ساعد عدوي على الهروب!"
"مهلا، لم أقصد ذلك. كيف لي أن أعرف أن الحاويات كانت فارغة؟"
"هذا لأنك لا تفكر أبدًا قبل أن تتصرف..."
سمعا خشخشة وانطلق برق في الهواء بينهما. قفزا للاختباء خلف الحاويات.
"كم عددهم؟" سأل بوروتو.
"أربعة. مستخدم البرق خلف الباب."
التقت عيناهما لوهلة ثم قفز من خلف الحاوية نحو الدرج وركل الباب. انفجرت شظايا الخشب إلى الخارج وسرعان ما تبعها إطلاق أسلوب البرق على بوروتو. سقط في وضع دفاعي وأحاط نفسه على الفور بجدار من الماء. ولكن بما أن الماء لم يكن نقيًا، فقد كان ناقلاً للكهرباء، وبطبيعة الحال اخترقت تقنية البرق جداره.
شعر بألم حارق في ذراعه وترنّح إلى الوراء. تحرك مستخدم البرق لإغلاق المسافة بينهما.
تبا. ما كادت الكلمة تخطر بباله حتى دارت أعين الرجل إلى الوراء. خار على الأرض وسارادا تقف خلفه. يبدو أنها أعطت الرجل ضربة قوية على رأسه.
"ما الذي كنت تفكر فيه أيها الأحمق؟! بالطبع ستنتقل الكهرباء عبر الجدار المائي!"
"أعلم ذلك!"
كان يعرف ذلك بالفعل  لكنه كان يفكر في جدار الماء النقي لساسكي واستخدم أسلوب الماء دون تفكير. قبل أن يتاح له الوقت للتفكير في الأمر، ارتدت رصاصة عن الأرض عند قدميه. اكتشف موقع القناص من كيفية تحطيم الرصاصة للخشب على الأرض وتوجه إلى الجانب الأيمن من السلم.
فاجأ الرجل المختبئ خلف الجدار هناك فأطلق بندقيته بشكل انعكاسي دون أن يصوب. أطلقت الرصاصة في حاوية خلفه بعيدًا. شحن الرجل البندقية وخفضها مركزاً على بوروتو. انزلقت سارادا خلفه وركلته في ظهره. "خذ هذا!"
انحنى الرجل إلى الأمام في شكل هلالي وارتفع البرميل إلى الأعلى. في لحظة كان بوروتو عليه، لف معصمه نحو السقف وأخذ البندقية من قبضته. أطلق الرجل صرخة ألم. أمسكت سارادا عنقه من الخلف وشدت قبضتها ببطء فأغشي على الرجل، ألقته على الأرض وطاردت بوروتو الذي كان يركض.
"اثنان آخران، صحيح؟"
"على ما أعتقد." أومأت برأسها.
لقد سمع صوت محرك سابقا، مما يعني أن شخصًا ما استخدم الزلاجات النفاثة. لم يكن أعداؤهم أغبياء للركض إلى الطابق السفلي حيث لم يكن هناك وسيلة للهرب. لابد أنهم صعدوا الدرج وخرجوا إلى سطح السفينة.
"أين ذهبوا؟" أدار بوروتو رأسه من حوله. لم تكن هناك أضواء على سطح السفينة لكنه تمكن من رؤية المنطقة المحيطة به جيدًا. سمع حفيف قماش وقفز إلى الخلف في نفس الوقت الذي سمع فيه سارادا.
دوى طلق ناري لم يستطع معرفة من أين أتى لكن سارادا قامت على الفور بتفعيل الشارينغان الخاص بها.
"خلف قارب النجاة!"
ركز التشاكرا في باطن قدميه وقفز مباشرة إلى الأعلى. إن كان الهدف في حركة أفقية فمن شبه المستحيل بالنسبة لمسدس لا منظار له أن يصيبه. تذبذب السلاح ولم يتمكن مستخدمه من قياس المسافة بدقة من مكان اختبائه خلف القارب. سقط بوروتو بقوة على ماسورة البندقية جاعلا ثقله يدفعه إلى الأمام في وجه القناص، مما أدى إلى فقدان الرجل وعيه.
في اللحظة التالية، شعر بألم حار في كتفه. دماء حمراء تدفقت من جرح الرصاصة الجديدة. نظر إلى الوراء فاكتشف رجلاً يختبئ خلف الباب ويوجه مسدسًا باتجاهه مباشرة. دفع بوروتو بنفسه للخلف لكن سرعان ما تبين له أنه لا داعي من ذلك حيث ألقت سارادا بشوريكن فقسمت ماسورة المسدس إلى قسمين. "خذ هذا!" صرخت وأغلقت المسافة بينهما لتؤرجح قبضتها اليمنى مباشرة على وجه الرجل. طار على كومة من القوارب القابلة للنفخ ولم ينهض مرة أخرى.
أربعة. أصبناهم جميعا.
"بوروتو، كتفك تنزف!" ركضت سارادا نحوه، قال لها وهو يلامس كتفه بحذر: "إنه مجرد جرح سطحي."
"حسنًا، من الأفضل أن نوقف النزيف. سأمزق قميصك."
حملت سارادا كوناي. كان يشعر أن الجرح لم يكن خطيرًا لكنه هز رأسه وحرك ذراعه ليخلع سترته. فجأة سمع شيئًا بدا وكأنه مفرقعة تنفجر وتيبس جسده فجأة. مرة أخرى، استحوذ عليه شعور بأنه لا يتحكم في جسده، تمامًا كما حدث في الحفلة الموسيقية. قبل أن تتاح له الفرصة ليغضب مما كان يحدث كانت ذراعيه تتقدمان متجاهلتين الأوامر التي كان دماغه يرسلها لنزع الكوناي من يد سارادا.
"سارادا تراجعي!" بالكاد تمكن بوروتو من إخراج تلك الصرخة من حلقه المتجمد.
"بوروتو؟!" قفزت على الفور. "ماذا دهاك؟!"
"كما حدث من قبل... أنا..."
كان هذا كل ما استطاع أن يقوله حيث أن حتى عضلات وجهه لم تعد تفعل ما يريد. ركلت قدماه الأرض من تلقاء نفسها وقام ذراعه بطعن الكوناي في سارادا مرة واثنتين. تجنبت سارادا ببراعة الضربات، لكن يبدو أنها لن تستطيع الصمود لفترة طويلة. مع عدم وجود أي شيء تقريبًا على سطح السفينة لتختبئ وراءه، كانت في وضع حرج.
"سارادا! الكميني في وجهي! أفقديني الوعي!"
"سأكون سعيدة لو علمت أنه يمكنني تحريرك هكذا!" صاحت سارادا بصوت يائس. "لكن ربما ستستمر في القدوم إليّ وأنت فاقد للوعي! مثل الزومبي!"
ركلت حافظة نجاة في وجهه. شعر بدوار وتخدر وجهه لكن جسده ظل يتحرك رشيقًا كما كان دائمًا على الرغم من حقيقة أنه كان على وشك الموت. كان أنفه ينزف لكن بدون القدرة على التحكم في جسده لم يستطع حتى مسحه.
اللعنة. ماذا عساي أفعل؟ في المرة الأخيرة التي حدث فيها هذا، هرب بفضل تقنية المياه النقية لساسكي. كان عليه فقط أن يفعل نفس الشيء. إذا شكلت جدارًا من الماء النقي عندها يمكنني الخلاص من هذا.
"من الذي يتحكم فيه؟" صرخت سارادا وعيناها تتسابقان حول سطح السفينة. "أين أنت؟! أظهر نفسك!"
حاول بوروتو شحن التشاكرا حول جسده لكن آماله تبددت. جسده ما زال لا يقبل سيطرته. أخذ نفسا عميقا، كان عليه أن ينسى ما كان يحدث. سارادا، جسده الزومبي، الألم في كتفه، كل ذلك... وينغلق على نفسه في رأسه. شغل عقله بصورة الماء البارد. الهيدروجين والأكسجين فقط، هذان العنصران فحسب.
ارتطم الكوناي الذي كان يمسك به ليحدث شقا عميقاً في سطح السفينة، طارت قطع من الخشب في خديه. جمع بوروتو شتاته وحاول مرة أخرى التركيز على التشاكرا. هدأ أفكاره وركز على صورة الماء.
طعن جسده أفقيا بالكوناي. مع ردود أفعال رائعة، تفادت سارادا الضربة وفقد بوروتو توازنه ومع عدم وجود سيطرة على جسده، كان السقوط الرشيق غير وارد وهبط على وجهه. لكن حتى قبل أن يصيبه الألم، قفز جسده على قدميه مرة أخرى.
لا أستطيع التركيز. وعلى أي حال، لماذا قد أكون قادرًا على إنتاج مياه نقية الآن بينما لم أفعل ذلك من قبل؟
لاحظ يده الحرة تنقب في جيبه. "سارادا! شوريكن!"
في غضون خفقة قلب، عثرت يده على الشوريكن وألقاها على سارادا. تسابق الشوريكن في الهواء، وهو يدور بشراسة ومزق كتف سارادا. شدت سارادا وجهها حيث بدأ الدم ينزف من الجرح. ركل بوروتو على سطح السفينة متسابقًا للاستفادة من ضعف سارادا اللحظي رفعا الكوناي عالياً. "سارادا! اركضي!" صرخ منتحبا. لمعت الشفرة بشكل حاد، تراجعت سارادا لتفادي الضربة لكن طرف الكوناي انزلق من خلال خصلة الشعر أمام وجهها وضربت سطح السفينة. تعثرت وذعرت عندما اقترب بوروتو منها وهو لا يزال يلوح بالكوناي.
"اهربي! سارادا!" صاح بوروتو بقوة. ابتسمت سارادا. "لن أهرب يا بوروتو."
هاه؟ حدّق فيها محتارا. ضغطت سارادا على زر أداة النينجا العلمية على معصمها، برزت لفيفة ورفعتها عالياً فوق رأسها. اندلعت منها تقنية أسلوب المياه. تهاطلت المياه من حولهم.
"مذهل!"
غمر بوروتو في الماء الثقيل ونزل إلى الأمام على سطح السفينة. حاول الوقوف على قدميه وأدرك أنه تمكن أخيرًا من استعادة جسده ما يعني أن هذه المياه...
"إنه ماء نقي، صنعه أبي." ابتسمت سارادا مغمورة بالمياه أيضاً. كانت الأداة العلمية التي أعطاها والدها لها عندما كانوا في طريقهم مزودة بتقنية الماء النقي للتحرر من سيطرة الهجوم الكهربائي البيولوجي.
قفز بوروتو واقفا على قدميه وحدق بقوة في يده المبتلة. ماء نقي. اندماج محض الأكسجين والهيدروجين. كان بحاجة إلى أن يتذكر إحساسه على بشرته حتى يتمكن من صنعه بنفسه. لم أستطع توليد هذا بقوتي الآن لكنني سأفعل ذلك في المرة القادمة.
لابد أن العدو قد تمكن من رؤية سارادا وبوروتو للقيام بالهجوم بالتيار الكهربائي المباغت. من المحتمل جدًا أنه كان يُراقبهما من مكان قريب. وقف هو وسارادا جنبًا إلى جنب وتفحصا محيطهما. مرت عدة دقائق دون أي حركة من الخصم.
هل هرب يا ترى؟
سمع ضوضاء خافتة، عندما أدار رأسه في اتجاه الصوت انفجر المقعد هناك. تفادى بوروتو وسارادا قطع الخشب المتطايرة في الهواء وقفزوا للخلف، بوروتو إلى اليمين وسارادا إلى اليسار. لم يكن انفجارا كبيرا لكنه كان كافيا لخلع التوازن بينهما.
طلق! طلق!
أصابت الرصاصة الأولى فخذ بوروتو أما الضربة الثانية فاصطدمت بجانبه. دار حوله ليرى وجه الشخص الواقف هناك، فشحب وجهه.
"آسفة يا بوروتو." قالت ليلي. اهتز صوته "ما... أنتِ. إذن أنت أحد أولئك الأشرار؟!"
"أشرار؟ ربما بالنسبة لك."
كان وجه ليلي باردًا وعدائيًا وماسورة البندقية في يدها موجهة مباشرة إلى بوروتو. أثبت الزي الأرجواني الذي ارتدته، سواء أحب ذلك أم لا، عضويتها في الشيغتسوكيودان. وقف متجذرًا في مكانه، مذهولًا وغير قادر على تقبل ما يراه أمامه.
خطت سارادا خطوة إلى الأمام. "لقد وثق بوروتو بك. لن أدعك تفلتين بفعلتك هذه!" صرخت وألقت شوريكن. بدلاً من التنحي جانباً، رفعت ليلي يدها بسرعة أمام جسدها جامعة أصابعها وقامت بتقويم ظهرها. كان من المفترض أن يخترق شوريكن سارادا صدرها ولكن بدلاً من ذلك انحرفت الشفرة بعنف إلى جانب واحد مساره مستقيم بشكل غير طبيعي والشفرة طاعنة كف ليلي المفتوح.
"هاه؟!"
ألقت سارادا على الفور ثلاثة شوريكن أخرى لكن النتيجة كانت نفسها.
"لا يمكنني استهداف النقاط الحيوية؟" تمتمت سارادا.
طقطقت البلازما وفرقعت حول يد ليلي. كانت كفها مغطاة بالكهرباء مما يعني...
"هل ركزت التيار في يدها لإنشاء مجال مغناطيسي؟" تساءل بوروتو مذهولًا.
لقد قامت بتوليد مجال مغناطيسي في يدها باستخدام تيار كهربائي وتجنب أي ضربات حرجة عن طريق سحب معدن الشوريكن و الكوناي. لن يتمكن بوروتو وسارادا من إلحاق أي ضرر حقيقي بهجمات شوريكن بعيدة المدى. لقد كانت بالفعل طريقة يائسة للقتال.
"إنها معركة قريبة المدى!"
قفز بوروتو في وجه ليلي. سحبت الشوريكن الأربعة من يدها وأطلقتها نحوه. انهالت عليه من جميع الجهات، بما في ذلك النقطة العمياء، سيكون من المستحيل مراوغتها جميعًا لذا استعد لتلقي ضربة واحدة على الأقل وانحنى لحماية قلبه والأعضاء الحيوية الأخرى.
ارتدت الشوريكن إلى الوراء. ما أن همت سارادا لمساعدته، كانت ليلي على رأسه.
"إنغغغ!"
أمسك ماسورة بندقيتها ووجهها إلى الأعلى حيث أطلقت مرتين. تسبب الارتداد من الطلقات في ارتعاش عظام أصابعه. سحب بوروتو ذراعه للخلف بكل ما لديه استعدادًا لخطف البندقية من يديها لكن ليلي لم تقاوم  بدلاً من ذلك تركته ما جعله يفقد توازنه ويسقط للأمام. دفعت ليلي يدها للضغط على ذقنه وأقحمت ظفر إبهامها الطويل في فمه.
هذا سيء! عض بقوة على إبهامها. لم تتوانى ليلي بل ابتسمت، "إن كان جسمك مغطى بالمياه النقية فكل ما علي فعله هو إطلاق التيار بداخله."
أصابته صدمة نارية شديدة وانفجرت الألعاب النارية أمامه. انعطف جسده إلى الوراء وتوقفت كل عضلة في جسده واهتز بقوة. حاول يائسًا التمسك بوعيه المتلاشي، لا يمكنه فقدان الوعي الآن وترك سارادا تقاتل ليلي بمفردها. لا يمكن أن يخسر شينوبي أمام آيدول في قتال!
بفضل قوة الإرادة، رفع يده المرتجفة وأمسك بمعصم ليلي. في اليد الأخرى، شحن التشاكرا. راسنغان. لكن عضلاته كانت لا تزال ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه. لن يكون قادرًا على ضبط هذه الضربة، وإذا ضربها براسنغان كاملة القوة فلن تنجو ليلي.
تأوه بوروتو وانحنى إلى الوراء حتى في عموده الفقري أحس بصرير. لا وقت لدي للتردد، علي أن أفعل هذا...
"خذي هذا!" سددت سارادا ركلة تجاه ليلي انتزعت بها إصبعها من فم بوروتو. طار جسد نجمة البوب النحيل في الهواء وانقلب على سطح السفينة. تحرر بوروتو من الهجوم الكهربائي وجثا على ركبتيه يلهث ويمسح العرق. الراسنغان التي كان سيستخدمها اختفت.
"بوروتو، أأنت بخير؟!"
"نعم، يمكنني التحرك..."
سارادا هذه... لا رحمة. إنها لا تتراجع أمام امرأة أخرى.
كان ارتياحه عابرا، فبمجرد أن وقف على قدميه انتفخت سترته فجأة. مزق الكوناي الذي كان في جيبه نسيج سترته وطار لأعلى.
"آه، اللعنة!"
مد بوروتو يده لكن أصابعه جست على الكوناي دون جدوى. أطلق السلاح باتجاه يد ليلي الملطخة بالدماء وحفر منتصفها. علت ابتسامة وجهها وهي تخلعه وتحول رأسه الحاد ليس نحو بوروتو أو سارادا بل نحو حلقها. كانت ستقتل نفسها قبل أن تسمح بإلقاء القبض عليها. تمامًا كأعضاء الشيغتسوكيودان الآخرين.
"ليلي! توقفي!"
حتى عندما قفز نحوها، كان بوروتو يعلم أنه لا طائل من ذلك. خفقت عباءة سوداء خلفها.  كان هناك وميض خاطف قطع شيء ما على معصمها، فسقط الكوناي من يدها. ركل ساسكي النصل في المحيط.
"إذن فقد خرجت من الإقامة الجبرية."
تصلبت ليلي. كانت نبرة ساسكي حيادية للغاية ولكن شيئاً ما فيها جعل بوروتو يشعر بارتعاش في العمود الفقري. بالكاد تمكنت ليلي من الصمود أمام بوروتو وسارادا، والآن وقد ظهر ساسكي. سيكون هذا الاختلاف في القوة ساحقًا، فجوة لا يمكن اختراقها. بالرغم من ذلك، استدارت بشجاعة موجهة نظرة لساسكي.
"أفضل الموت على أن أكون سجينتك."
كانت نبرتها حادة، لكنها لم تعد تملك أي وسيلة للانتحار. لم تستخدم كل الأسلحة في ترسانتها فحسب، بل تم تقييدها من قبل ساسكي. لم تكن لديها فرصة للانتصار. ارتجف صوت بوروتو "ليلي... لماذا سـ...."
عبست ليلي ولم تقل شيئًا بل خفضت رأسها. شد بوروتو قبضتيه. لقد علمتني ليلي كل أنواع الأشياء التي تخص الآيدولز. حتى أنني بدأت أعتقد أنها رائعة نوعًا ما. ولكن هذا كله كان مجرد تمثيل؟! كل شيء حدث كان مبالغ فيه.
سمع صوت من مقدمة السفينة. استدار ليرى أن الرجل الذي كان ممدودًا على قوارب النجاة المطاطية قد استعاد وعيه وكان الآن يوجه مسدسًا مكسورًا نحوهم.
"هذا الرجل... لقد استفاق!"
قفز عليه بوروتو. بعد فشله في الحصول على تسديدة مفاجئة، أدرك الرجل أنه ليس لديه فرصة للفوز. ألقى البندقية جانبًا وجذب نفسه على قدميه قبل أن يفرد ذراعيه ويسقط إلى الخلف باتجاه البحر.
"ما... انتحار آخر؟!"
"بوروتو! لا!"
أمسك ساسكي بكتف بوروتو لمنعه من الركض إلى جانب السفينة. دوى انفجار وارتفع عمود من الماء هز القارب. "قنبلة انتحارية؟!" نظر بوروتو إلى معلمه.
"كان معه قنبلة؟!"
"كلا." هز ساسكي رأسه. "على الأرجح، أطلق تقنية بأسلوب البرق كاملة الطاقة في المحيط."
تكمن المشكلة الآن أن الانفجار كان بجوار القارب مباشرة وبناء السفينة كان أضعف على الجانب. وقع شق هائل في جسد السفينة. هزتها الموجات المتصاعدة ذهابًا وإيابًا ما ساعد على توسع الخرق. كانت السفينة تنشطر إلى نصفين أمام أعينهم.
"سنغرق!" صرخت سارادا. قال ساسكي بهدوء "لا داعي للذعر. بالحكم على حجم هذه السفينة، فلن تغرق إذا جمدنا المحيط."
"هاه؟! هل يمكنك حتى فعل ذلك يا أبي؟!"
عبر ظل أحمر مجال رؤية بوروتو. أدرك أنها ليلي لكنها كانت بعيدة المنال. دون تردد، قفزت في الشق بين الألواح في حطام السفينة. "ليلي!" دون تفكير، قفز بوروتو وراءها.

Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن