الفصل الرابع - القسم الثاني

641 26 16
                                    

تسلق ميتسكي الجدار الخارجي للسفينة وتفحص بنظره السطح. لم تكن هذه السفينة خاصة بالركاب لذا فقد كان سطحها صغيرًا. لم ير ما يدل على تحرك شخص ما لكنه سمع أصواتًا هامسة في محادثة. حطّ على الأرضية الخشبية وتنقل متخفيا حتى اكتشف عدة رجال خلف قوارب النجاة، مجموعهم أربعة. على ما يبدو، كانوا يفعلون شيئًا ما بالأجهزة المربعة المحيطة بهم. لابد أنها المتفجرات.
قرر أنه من الأفضل انتزاع المتفجرات منهم أولاً حتى لو كان ذلك سيسمح لبعضهم بالفرار. تسلل ميتسكي ببطء نحوهم. مد ذراعه وأطالها نحو الأجهزة التي احتشد حولها الرجال.
حين لاحظ أحد الرجال ذراعه وأصدر صوت إنذار، كان ميتسكي قد أمسك بالصندوق المربع وشد ذراعه باتجاه جسده ثم ألقى نظرة عليه.
"ماذا؟! أهذا كل شيء؟"
كان صندوق الأكريليك فارغًا، لم يتم ملؤه بالمواد المتفجرة بعد. ألقى به على سطح السفينة وركل الخشب تحت قدميه.
حمل اثنان من الرجال مسدسات بينما حاول الآخران الفرار إلى داخل السفينة. سمع ميتسكي طلقتان من الرصاص، لكن كلتاهما لم تصبه. أغلق المسافة بينهما في لحظة وأمسك الرجل على اليمين من رقبته ليضرب رأسه في وجه الرجل على اليسار. تسبب الاصطدام في إغماء أحد الرجلين. أما الآخر فكان لا يزال متأهبا للهجوم، أمسك بمعصم ميتسكي في محاولة لإبعاد يده عن رقبته فضرب ميتسكي رأسه على الحائط.
أطلق الرجل صرخة قصيرة بينما شدد ميتسكي قبضته على رقبته ضاغطا على شريانه. تحول وجهه إلى اللون الأزرق، انسكب اللعاب من إحدى زوايا فمه وسقطت يده وهي تتدلى جانبه. استغرقت العملية سبع ثوان. عندما أرخى ميتسكي قبضته، انزلق الرجل على الأرض فاقدًا للوعي.
جيد. بهذا أكون قد أبعدت اثنان منهم عن الطريق. تنفس ميتسكي الصعداء لكن لوهلة فحسب حتى تردد صدى المحرك المفاجئ عبر المحيط. تسابق ليرى ما كان يحدث عند مؤخرة السفينة. فوجد الرجلان اللذان فرّا آنفاً يهربان على متن زلاجات* نفاثة.
"هذا سيء!"
قفز ميتسكي فوق السور وهبط على سطح المحيط على عمق عشرين متراً. قبل أن يلمس الماء، ركل السفينة ليرسل نفسه إلى جانب واحد. وصل إلى الزلاجة النفاثة بكل ما لديه وتمسك بأطراف أصابعه بمؤخرة الماكينة الهاربة.
"اللعنة! أفلتها!" انحرف السائق بعنف من جانب إلى آخر محاولاً التخلص من ميتسكي. انطلقت نفاثات قوية من الماء من الفتحات مباشرة في وجهه لكنه حافظ على قبضته. عقد ذراعه لينزلق على طول سطح الماء ويقفز على مقعد الزلاجة.
"أنت!" نظر الرجل إلى الوراء ووجّه بندقيته نحوه لكنهما كانا قريبين جدًا من بعضهما فأمسك ميتسكي البندقية بيديه العاريتين وأدارها نحو السماء. أطلقت البندقية واستخدم ميتسكي الارتداد لسحب السلاح للأعلى وضربه على مؤخرة رأس الرجل. ترنح إلى الأمام وتابع ميتسكي بضربة في الركبة. دارت عينا الرجل وفقد وعيه.
"هذا واحد..." أثناء تحريك الرجل الفاقد للوعي على قدميه، أمسك ميتسكي بالمقود وضغط على دواسة الوقود. هدر المحرك وانطلق بأقصى سرعة، دفعت المضخة النفاثة أسفل المقعد الزلاجة إلى أقصى سرعة في رمشة عين. انطلق الرذاذ من حوله وتسابق خلف الرجل الذي هرب أمامه لكنه لم يتمكن من تقليص المسافة بينهما. كانت الزلاجات النفاثة بنفس الأداء وكلتاهما في سرعتها القصوى.
لن أجني شيئاً على هذا النحو، لو فقط يبطئ قليلاً...
محبطًا، لاحظ ميتسكي زرًا صغيرًا أسفل وعلى يمين المقاود مضاء بالبرتقالي وأسفله كلمة تشغيل، إنه الزر الذي يسمح بتشغيل المحرك وإيقافه. إن ضغط عليه، فستتباطأ الزلاجة على الفور. نظر إلى الرجل الذي كان يطارده. كان على زلاجته نفس الزر وكان يتقدمه بخمسة أمتار فقط، وهي مسافة يمكن أن يقطعها أسلوب الريح الخاص به بسهولة. إن أرسل نسيمًا للضغط على هذا المفتاح في زلاجة الرجل الآخر فسيتمكن حينها من اللحاق به.
أمسك ميتسكي بالمقود وفكّر في الأمر. بعد لحظة من التردد اتخذ قراره. أستطيع فعلها، الزر ليس هشًا كمكعب السكر.
في تلك اللحظة، ضربت موجة أكبر قليلاً وارتفعت الزلاجة في الهواء. أمسك ميتسكي بالمقعد بإحكام بين ساقيه ووطأ بقوة على صدر الرجل الممدد عند قدميه حتى لا يسقط. مدّ يده لشن هجوم بأسلوب الريح على الزر الذي بحجم مكعب السكر. انحرفت الريح متجهة نحو الضوء البرتقالي لكنه لم يستطع رؤية ما إذا كان قد أصاب المفتاح أم لا.
بعد لحظة، حطّت زلاجة ميتسكي على سطح الماء ثانية. على الفور، وطأ على دواسة الوقود مرة أخرى. قطع عمود الماء الذي خلقه هبوطه واندفع للأمام. كانت الزلاجة النفاثة في المقدمة تتقدم بنفس الشراسة لكن سرعتها تنخفض تدريجيا. لقد انطفأ الضوء البرتقالي للمفتاح بالفعل.
هل أصبته؟ لعق ميتسوكي شفتيه الجافة.
بدت الحيرة على الرجل الذي كان أمامه، فبالرغم من ضغطه على دواسة الوقود الخاصة به إلا أنه استمر في التباطؤ. كانت المسافة بينهما تتقلص مع كل نفس.
إنه في متناول يدي!
مد ميتسكي ذراعه بينما استدار الرجل. ظهرت نظرة صدمة على وجهه، وأدّى ذعره إلى عدم انتظام قيادته. في اللحظة التالية، انطلقت الزلاجة إلى الأمام بقوة لا تصدق. انطلق الرجل عاليا في الهواء.
استمرت الزلاجة في الانزلاق على سطح الماء ودارت ثلاث مرات. انبعث دخان أسود من المحرك وبعد ثانية انفجرت.
"آآآه، أمهلني لحظة!"
قفز ميتسكي من مقعده مؤرجحا ذراعه كالسوط، أمسك الرجل الذي تم قذفه للأعلى كدمية قماشية ثم دار في الهواء ليضرب بقبضة رأس الرجل لإبقائه هادئًا قبل أن ينزل مرة أخرى على الزلاجة. وضع الرجل الفاقد للوعي عند قدميه على الجانب الآخر من الرجل الأول وأمسك بالمقود.
أف... ها قد اكتملت مهمتي. أخذ نفسا وخفف ضغطه على دواسة الوقود لإبطاء الماكينة لكن سرعتها لم تظهر تتغير. "هاه؟"
حاول الضغط على مفتاح التشغيل. لم تتوقف الزلاجة فحسب بل لم تتباطأ أيضا. "أيعقل أنها تعطلت؟"
هل كان تأثير ارتطامها بالماء؟ كان من المفترض أن تسير الآلة بأسرع ما يمكن ولكن الآن يبدو أنّ سرعتها تتزايد تدريجياً. كانت مسألة وقت قبل أن يفقد توازنه وتنهار الزلاجة. أرسل كل ارتداد صدمة لاذعة في جسده. إن انقلبنا بهذه السرعة... كان بإمكانه أن ينقذ نفسه بعدّة طرق لو كان بمفرده لكن سيكون إنجازًا عظيما أن ينقذ معه رهينتيه الفاقدين للوعي.
من الأمام مباشرة، لاحظ موجة كبيرة قادمة نحوه. "هذا سيء..."
لم يكن لديه خيار. إذا تمكن من إبقاء هذين الاثنين على قيد الحياة، فسيقوم فريقه بالاعتناء بالباقي في أسوأ السيناريوهات. سحب ميتسكي الرجلين ووضعهما تحت ذراعيه. كانت الموجة على وشك أن تضربهم وتقلب الزلاجة المائية. في اللحظة التي يحدث فيها ذلك، سيقفز ويسقط إلى الوراء على الماء. كان يأمل أن يكون قادرًا على السباحة إلى السفينة وإعادة الرجلين معه. استعد ميتسكي للقفز.


فجأة، سمع تصدعا وتباطأت الزلاجة. "هاه؟"
بدا وكأنّ كل شيء يتبلور من حوله. تباطأت الزلاجة في رمشة عين وانزلقت فوق الموجة ثم توقفت أخيرًا. كان الهواء بارداً من حولهم وأنفاسه تنفث في نفث أبيض رغم أنهم كانوا في مياه مفتوحة. نظر ميتسكي في غير تصديق. "هذه..."
كان ماء المحيط حوله قد تجمد وكأنه يحتضن الزلاجة. نظر وراءه فرأى جسرًا جليديًا يمتد من مقدمة السفينة. "أهذا من فعل... ساسكي؟"
_______
زلاجة نفاثة: Jet Ski

Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن