.
أحنا ما تغيرنا،
كنا نايمين وصحانا الزمن
- عتيق
...
قبل ٢٠ سنة.
في يوم ١٤ يوليو ..
رفع حمدان راسه لأبوه الي كان باين عليه الخوف وتعابيره متغيره.
هو وحيده ، والكنز الثمين الي ما له نصيب بهالدنيا.
جميل ولطيف وذكي كانت هذي صفاته واكثر.!
لكن كل شي تحول لما سحبه ابوه للثلاجة الكبيرة الي فرغها من يومين، وفصلها من الكهرب.
فتحها وشافها فاضيه ومناسبه حيل لحجم حمدان الي ما كان فاهم شي، لكن كل شي تغير لما التفت له ابوه وقال
: انا ادري انك مولود ناقص، بس ابداً ابداً لا تخلي هالنقص يعيبك .. تذكر انك ولد عويض، تذكر انك كنت ولا زلت مميز عن هالعالم كلها تمام؟
هز حمدان راسه وهو يناظر في ابوه بهدوء، وبهاللحظة طلع ابوه جهاز ايبود وشبك فيه سماعة وشغل موسيقى هاديه
بعدها التفت لـ حمدان وقال: انتظر لين اليوم الثاني، لا تتحرك لا اطلع صوت لا تتكلم .. اوعدني انك بتسمع كلامي حمدان عشان مصلحتك وحياتك
هز حمدان راسه وبدأ ابوه يلبسه السماعة ويتأكد انها بالضبط على اذنه، بعدها شاله وحطاه داخل الثلاجة.
كان حاط له اكل واشياء كثير منها دفتر، مثل ما قال له ابوه هذا دفترنا .. نكتب فيه كلما حسينا ان العالم قاسي وضدنا.
تكلم ابوه معاه، لكن حمدان ما كان يسمعه وبعدها تسكر باب الثلاجة وقعد حمدان بالظلام.
تمسك بالأيبود الي تطلع منه اضاءة خفيفة وتلفت حوله بخوف لكنه اتبع كلام ابوه بالحرف الواحد.
كانت لحظات من الصمت الطويلة و مرت ساعتين من دخول حمدان بالثلاجة.
ما يتحرك لانه مطيع ومن اول ما انولد لين الحين وابوه يعلمه ان اي شي يقوله لازم يطبقه بالحرف الواحد.
عشان كذا ظل على هدوء طول هالساعات.
العزف الهادي كان يجربه يهدأ مهما فكر كثير.
وبالوقت الي سرح فيه مع الايبود سمع فجاءه صوت قزاز يتكسر، فتح عينه على وسعها وظل ثابت بمكانه قبل ما يفصخ السماعة ويبدأ يسمع العالم الي حوله.