صديق ام عدو (الحوار) The Dialogue

269 28 11
                                    

"صديق ام عدو؟" اول ما فكرت فيه عندما سمعت سؤال نامجون ذلك، ماهي غايته؟ لماذا يستلطفني فجأة؟

"ولماذا تود فعل ذلك؟" نظرت اليه ثم صمت للبرهة كأنه لا يملك جوابا على سؤالي

"في الحقيقة لا يوجد سبب معين اردت فقط أن اشاركك الطعام" قال نامجون ثم وضع الكوب الخاص به على الطاولة

"شكرا لكنني لا أود ذلك" وقبل ان أغادر اوقفني صوت نامجون مجددا

"انتظري!" قال ثم التفت مجددا بضجر وكومت كلتا ذراعي إلى صدري

"منذ أن قدمتي إلى هنا ولم تتسنى لكِ فرصة ان تحظي بوجبة طبيعية وفكرت بما ان سيد لوكاس سوف يغيب عن المنزل اليوم وغد بسبب انه ذهب لزيارة والده، يجب ان تستغلي هذه الفرصة" لكن لما هو متوتر هكذا؟٠

"كيف لي أن احظى بوجبة طبيعية وأنت هنا؟" عقدت حاجبي

"ثقي بي لن تشعري بوجودي بالأساس! " قال وهو يحرك يداه في الهواء بالنفي

َ" امم حسنا لنرى" اجبت

-رائحة الطعام الشهي تملئ ارجاء المطبخ لم اكن اعلم ان نامجون يجيد الطبخ ، سحبت احد الكراسي وجلست على المنضدة فوضع نامجون امامي صحن الطعام وبه شريحة اللحم الدسمة تلك مع الخضر المطهو على الجانب انه يبدو شهيا فعلا !

"شهية طبية " قال نامجون

"ماذا عنك ؟" نظرت اليه

"سأخد حصتي إلى الخارج لقد وعدتك ان لا اضايقك" قال بنبرة لم أعدها منه من قبل

"يمكنك الجلوس معي لا احبذ تناول الطعام بمفردي" قلت بعد أن اخدت السكينة والشوكة وشارعت في الأكل

"هل انتِ متأكدة؟" أجاب فهززت رأسي بالايجاب لان فمي كان منشغلا بمضغ قطعة اللحم التي تذوب في الفم كالزبدة اكره انني معجبة بهذا الطعام! هذا مبالغ فيه؟ لا أظن أن طعمها لذيذ بهذه الطريقة انها فقط مختلفة، وجبة مختلفة لانه لا يوجد لوكاس الذي يعكر مزاجي، فكرة نامجون لم تكن سيئة على اي حال.

اخد نامجون الكرسي المقابل لي وجلس عليه بعد أن احضر الصحن الخاص به

"ما قصتك يا نامجون؟" نظرت اليه فرفع رأسه بسرعة كأنني ايقظته من شروده او قاطعة شيء كان يدور في رأسه

"المعذرة؟"

"ما قصتك من انت؟ مرة تكون اسوء شخص رأته عيناي ومرة تصبح الالطف رغم انني متأكدة انك لست بهذا سوء، ماذا جعل شخص مثلك يصبح تابعا للوكاس؟" سألت ولكن نامجون التزم صمت ولم تعبر ملامح وجهه عن شيء كانت ثابت وكأنه لا يملك جوابا على اسألتي

"لا أعلم حقا من انا " كان هذا ما تفوه به نامجون.

نعم انه نامجون شخص غير مفهوم ابدا لا يعبر عن فرح او عن حزن او حتى صدمة أشعر احيانا انه كالألة يتحرك فقط حين يطلب منه ذلك، لكن رغم هذا اشعر ان في أعماقه يوجد شخص آخر، شخص مختلفا تماما...

EVE | خلف القضبان ج ٢ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن