الفصل الرابع

637 17 0
                                    



#حُبكِ قاتلي

الفصل الرابع

... ها هي اول ليلة بدونها ... أول صباح يمر عليهم بدونِ وجهها ... بدون ابتسامتها ...

منزلٌ خلى من ابنتهم الوحيدة ...من اول فرحتهم ... يبحثُ عن والدته ... فالمطبخ خالي ... ام أن المنزل كله قد خلى من الحياة ....


يبحث في أنحاء المنزل ...و لم تبقى سوا غرفتها ... تلك التي سيحملُ ذنبها ما حيّا ...

فتح باب الغرفة ... ليلمح والدته ... تجلسُ بين ثياب اخته ... تشمها وتبكي بصمت ٍ ...بصمتٍ موجع ... تتمسك بصورة لها ... تناظرها وتبكي ... فهي المرأةُ المغلوبةُ على أمرها ...

فأما ان يفارق ولدها الحياة ... او تتزوج ابنتها لتمنع الثأر .... وهي فعلت ماتربت عليه ... ضحت بالأنثى ... واستبقت على الذكر ... فهل تعصي حكم الرجال وتتحدى التقاليد ... واذا فعلت هل سيسمع لها رأي ....

" كيف حالك ابنتي ؟؟..هل نمتي ؟؟ هل أكلتي ؟؟ هل تألمتِي ؟؟؟بنيتي ...اه يافرحتي التي لم تكتمل ..."

جلس بجانبها ... لترفع وجهها المغطى بالدموع ...فيحتضنها لتبكي على كتفه ...
" أمي ...أرجوكِ ..." يتوسلها ان تتوقف ... علها ترحمه فالذنب يخنقه ...حتى اصبح التنفس صعب ...

" لم يكن هناك حل بني ... لم يكن هناك حل سوا ان نزوجها منه ..." تسكت قليلاً ثم تعاود الكلام بنبرة السؤال ..." أليس كذلك ... ؟!"

فيسكت ...ويتعالى صوتُ الضمير ...يذبحه ....

وعند باب الغرفة يقف هو ينظر لمشهدٍ من صنع عاداته ...لدموعٍ ذرفت لتقاليدٍ غبية وأعرافٍ متخلفة ... ينظر لسريرها الخالي ... وغصةٌ تعتصر صدره ... هل سيراها يوماً ...هل ستكون قوية ...ام انها قناع قوتها سيسقط ....

اغلق الباب و أنسحب للحديقة ...عله يجدها هناك ...تسقي الورود كما اعتادت ...نعم هي هناك سيجدها واقفة تحمل المرشة بيدها ... وعلى تحيته ستستدير ...نعم ستستدير ...وضحكةً مشرقة تعلو وجهها ...

وهاهي الحديقة ... خالية ... فلاهي هنا ...ولاضحكاتها ... فيهز الشوق قلبه ... ويزداد الالم ... فيتمسك بعصاه اكثر ... ويرجو من الله لقاءٌ اخير ...يضمها فيه ...

......

" هي انتي ... أستيقضي ... أم انكِ صدقتي انكِ عروس .."

أستيقظت ... على صوته الذي تكرهه ...و على ألمٍ في كلِ انحاءِ جسدها ... لتجدهُ واقفٌ يراقبها ... نظرت نحوه بكل الكره الذي في قلبها ... ودفعت الغطاء عنها ...

" تناولي طَعَامِك ..." يشير للشرفة الخارجية ...

نهضت من سريرها ...تتجاهله ... تمر بجانبه ... ليمسك بذراعها يجرها لتقف أمامه ...فيزداد الالم ...وتكتم اهةً اخرى...

حبك قاتلى لكاتبة تالا تيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن