الفصل الحادى عشر

533 14 0
                                    




حبكِ قاتلي

الفصل الحادي عشر

ومن خلفه وقف هو يطالعها ...تختبىء في احضان والدها وتبكي ...حبيبته ....

يتنحى والدها ... ويظهر من خلفه هو ... فتطالعه وتستعيد كلماتهاالاخيرة له ... فتتساقط الدموع ... فتتحرك شفتيه بدون صوت ..." لاتبكي ..." ينطقها من قلبه ... قلب عاشق تاه ماعد يعرف طريقاً لقب معشوقه هو فقط قلبٌ لايتحمل رؤية دموع محبوبه ...

كيف لا تبكي وكلها يبكيه ألقلب والروح والجسد ...؟

تنظر له وجهه الذي نحل ...لحيته التي طالت ... وحاله الذي لايقارن بحالها ...

" أوس اصر على أيصالي ..." ينطقها والدها وهو يرى دموعها تتساقط .... يعرفه ويعرف أبنته ... فيقسم قلبه ... ان بعدهم لم يزدهم الا عشقاً ... وان تظاهرت ابنته بالعكس ... فياويله من رب البشر ... كيف فعل ... كيف حطم سعادتهم بيده ... كان يجب ان يهرب بهم ان يبتعد ... ولكنه ضحى بهم ... ضحى بهم من اجل الجميع ...


تلمح نظرة الذنب المطلة من عيني والدها ... وارتجافة جسده ...

" أبي أنا بخير ..." وكلها يصرخ لستُ بخير ....

فيعيد أحتضنها مرة أخرى ... وهناك من يتمنى ان يموت بين ذراعيها ... يموت وهو يستنشق عبيرها ...

....

تجلس في صالة البيت بين والدتها و والدها ... وهو .. جالس أمامها ... ينظر لها ... يخزن كل ابتساماتها ... وهو يعرف ان هذه الابتسامات لاتنتمي لها ... يرى عيونها المتعبة ... يقسم انه يرى اشواقها تطل منها ... يختلس النظر لبطنها ... فيتخيل طفلاً ليس منه ينمو هناك ...

لا تريد العودة ... تريد ان تبقى هنا ... بين أم و أب ... وحبيب .... وياليتها تبقى ولا تذهب ... تناظره وهي تجيب على أسئلة أمها ... ونظرات ابيها تذبحها ... نادمٌ هو تعلم ذلك ...

فترى نظرات الجالس أمامها تتفحصها... فتعلم انه يرى ندوب روحها ... وصفعات الدنيا بوجهها ... ترى استقرار نظراته ...على بطنها ... فيتنافس القلب و العقل ...فالقلب يريد اخباره ... الا طفل من سواه ينمو بأحشائها ... والعقل يسارع لأسكاتها يصف أمامها أسباب وأسباب...

" هل يعاملوكِ جيداً ...؟" تسألها والدتها ... فيطالعها الاثنان ...

" نعم امي يعاملوني جيداً ... " تريد ان تطمئن والدتها ...وتخشى جرحه ...

" يبدو أن والدته تحبك جداً ..." فتنظر لعيونه المحمرة ....

" نعم أمي انها تعتني بي ..." وترى جسده كله مستنفرٌ من الغضب ...

" وزوجك كيف هو ...؟" فيقف أمامها ... وكلمة زوجها تذبحه ....يناظرها ... ان ارحميني ... يا عشق الفؤاد ... فتجيبه عيونها ... تعتذر ...

حبك قاتلى لكاتبة تالا تيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن