الفصل الرابع عشر

489 15 0
                                    

حُبكِ قاتلي

الفصل الرابع عشر

تستيقظ في سريرٍ تكرهه ... على رائحة تكرهها .... رأسها يدور و الغرفة ُ تدور ... وهدوءٌ يصرخ بها ...
أسمعتم عن هدوءٍ صارخ .... هدوءٌ تهاجمه افكارنا ... آلامنا جميعها ...تصرخُ بِنَا ...

وذكرى موته تطعنها ... كخنجرٍ مثلوم يتغلغل بين الضلوع ... يستل الروح ... فيثور القلب رافضاً موتاً يقترن بأسمه ... رافضاً هكذا وجع ... فيتعطل العقل ... وتجن الأفكار ...

تشتاق طيفاً له ... لم يعد يزرها ... حتى في المنام ...

تبحث حولها عن ذكرى له ... تسرع لدولابها تفتحه ... فتفلت الابرة المغروسة في ذراعها ... وأي شعورٍ بالالم لم يعد يؤثر بها ...
ترى تلك العبائة السوداء ... تسحبها ... الى صدرها ... تستنشق عبيرها ... لكنها عبثاً فعلت ... فلا اثر لأنفاسه بين نسيجها ... لأثر لذرات عطره ...كأنه ماكان وما كانت ....
تغمض عينيها تبحث عنه ... تستذكر شيأً من ذكرى لهم .... فتخونها الذاكرة ... وتستنجد بالجسد ... تذكر ... فيضحك منها ... لم يمسكِ يوما ... حتى يداك لم تمس يداه ... فتتنكر ... وذكرى للمسه ... لمسه ارتجفت لها هي وهو ... لمسه واحدة لم تُزل موشومة على راحتيها ... لمسةٌ واحدة ... هي حصيلتها ... لمسةٌ فقط ....

تجلس ارضاً ... تحتضن عبائةً جائت بها ... يقطر الدم من يدها ... لاتعي من حولها ...

" ياربي ... ما الذي يحدث ُ لك ...انهضي ابنتي ...انهضي ..."

" لاتلمسيني .... لا تفعلي ... " صرخت بها ...

" انهضي ابنتي ... سأساعدكِ ..."

" اتركوني ... اتركوني لوحدي ..." تنهض من مكانها ... تتكأ على باب الدولاب ...

خرجت والدته ... تنادي على امرأة اخرى ... وما ان خرجت حتى أقفلت الباب من خلفها ....

تسمع صوت المطر ... قادمٌ من الشرفة ... فتخطو اليها ... تفتح الباب وتقف في الشرفة ... تقترب من سُوَر الشرفة ... فيطالها المطر .... ترفع رأسها للأعلى .... تستقبل قطراته ... فتختلط الدموع بالمطر ... فيحن عليها الزمان ... ويهديها ذكرى ... ذكرى له ... من قاموسِ الذكريات ...

( يتساقط المطر ... فتركض على طول الدرج ...

" ميس لاتخرجي ...ستمرضين ..."

" امي انه المطر ..."

" ميس ..." تسمعها ... لكنها تركض نحو الحديقة ....

تستنشق رائحة المطر .... وتسرع بفستانها الأبيض ... تقف تحته ... فيتساقط على وجهها شعرها ...ثيابها .... فتسعد هي .... وتستقبله بالدوران ... فتدور وتدور ضاحكة له ...

" وأنا أقول لماذا يقف حارث على سطح منزله ...."

" أوس ... ! أفزعتني ...."

" ماذا تفعلين ... هل يجب ان اركض الى منزلك في كل مرة يتساقط بها المطر ..."

" أحبُ المطر ..." تقولها ببرأة ...

حبك قاتلى لكاتبة تالا تيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن