{•*كاتي*•}

243 7 0
                                    

كاتي☝🏻☝🏻☝🏻
- كفاك سكب الدموع حزنًا على شقاء الآخرين، احتفظ بدموعك ليوم تتعذب فيه وحدك، ليوم لا يكون معك فيه أحد..

- دوستويفسكي 📃 .

اجتمع الاصدقاء وأبي وأخي ، الكل بات قريب اليوم مني ، الجميع يرسم على وجهه ابتسامة خفيفة وجميلة ، يقتربون مني ويهنئوني بعيد ميلادي الثالث والعشرين ، اجتمعنا على طاولة الجاتوه الموضوعةأمامي علىـ المنضده التف الجميع بجواري كالدائرةوهم ينظرون إلَّي في ابتسامة جعلتني في غاية السعادة ما أجمل الحياة حين لا تكون وحيداً ، أشارت لي صديقتي المقربة أن أطفيء الشمع فانحنيت عليه برفقة وأنا أنفخ فيه فانطفى إلا شمعة واحدة ظلت منيرة تقاوم الانطفاء فعدت عليها ثانية فانطفأت ، حينها بدأ الجميع في الرحيل ثم دنى مني أخي (مارك ) وأعطاني هدية وتمنى لي طول العمر ثم رحل ، وبقى أخيراً أبي ولتهنئته مكانة خاصة في قلبي فلا يكون عامي
عام حتى أبدأه وأختتمه معه هو كل حياتي بعد وفاة أمي من خمس سنوات .. كان أبي  (ألكسندر موراي)
يساعد الجمعيات الخيرية ويواظب على فعل الخير ومساعدة الآخرين
، أما أنا فكنت أبعد ما يكون عنه .. دنا مني وأمسك بيدي وهو يبتسم بأريحية كبيرة ثم أعطاني هديته وكانت مفتاح لسيارة جديدة كنت قد طلبتها منه من قبل فرفض بحجة خوفه علّي
ـــ كل عام وأنِت بخير
ــ سأكون بخير وأنت بجانبي دوماً
سكت أبي قليلا ثم اختفت البسمة من على وجهه ، فنبهته فاستفاق وأعاد بسمته قائلاً : ـــ لا أحد يخلد في هذه الدنيا ، عليِك أن تعلمي ذلك ، فكلنا لا محالة سن..
قاطعته قبل أن يكمل هذه الكلمة البشعة ، ما بيني وبينها إلا الخراب فقد أخذت مني أمي وأنا أولى بها وبحنانها ، فقلت بحزن يختلج قلبي ـــ لا تقولها ، قد أخذت مني أمي قبل ذلك سأموت إن أخذتك مني
سحب رأسي على صدره وجعلها وسادة وأخذ يمسح على أرسي بعطف ويقول ـــ يابنتي لا تكوني من الجاهلين .. إن كان الأمر بيدي لبقيت معك الى الأبد ولكن هي الحياه لا تبقى لأحد
رفعت رأسي تعجبا غاضبة مما قاله وقلت متسائلة ــــ ما بك تذكر هذه الكلمة اليوم كثيراً ، هل هناك شئ تخبئه عني ؟!
سار ببطء ناحية الكنبة ثم جلس يقول : ـــ ليس هناك شئ ، هو العمر فقد لم يبقى منه سوى القليل ..
جلست بجواره واحتضنته...
***
مرت الأيام سريعاً فما بين الليل والنهار سوى لحظات خاطفة ، ليالي عابرة ونهار لا يكاد ينير حتي ُيظلِم .. اخبروني بأن هكذا الأيام الجميلة تنتهي سريعاً فكنت لا أصدق ذلك فأنا أحسبها أياماً عادية تسير على طبيعتها كما قدر لها  أن تسير منذ بدء الخلق حتى يومنا هذا .. لم أكن أعلم ..
جلست مع رفقة من صديقاتي  في كافيه نلتقي به دائماً كلما شئنا ذلك ، اللقاء ُفكاهي ومرح لا يخلوا من النكات، تارأست الجلسة كعادتها (بيلا ) ملكة التنمر لم تترك أحداً إلا وتنمرت عليه حتى نفسها ! رن هاتفي لم أرد أول مرة والثانية ثم الثالثة إلى أن جاءت ال اربعة ففعلت ، كانت الخادمة أخبرتني بنبرة َحْزن عن إعياء والدي وطلبه مقابلتي في أسرع وقت ..
لم يأخذ الطريق مني سوى دقائق حتى وصلت إلى البيت وقلبي يرتجف ارتجافا لم أعهد له بمثيل .. دخلت الفيلا اركض ، قابلتني الخادمة على الباب بوجه عابس .. سألتها أين هو فاشارت لي أنه بالداخل ، فتحت الباب فكان نائماً على سريره ومارك واقفاً بجواره ، رآني فابتسم ثم أخبر مارك أن يرحل وابقى أنا .. دنوت منه سريعاً وجلست بجواره وأنا أبكي .. ربت بيده على يدي وقال مستضعفاً ـــ لا تبكي يا كاتي لا تبكي ياابنتي .. ـــ لم أعهد رؤيتك في هذه الحالة من قبل
فقال باسماً ـــ ولن تعهدي ذلك ثانية !
فقلت مستفسرة ـــ كيف ؟ ماذا تقصد ؟!
ــــ أعني أنني سأذهب لملاقاة والدتك عما قريب وهذا يسعدني فقد آن الآوان أن يتوقف هذا الاشتياق الذي يؤلم بشدة دون موت ، كنت ابتسم وأتحدث واضحك وأعيش كما لو أنني قد نسيتها حين رحلت ، لكن في كل لحظة كانت تمر كان قلبي بالنيران يتأجج ، ولكني صبرت لأجلك أنتي وأخيك ياكاتي فأنتي غالية على أمك وغاليه علي على غلاوتها  لِك .. كما أن الأهم من ذلك علاقتي مع ربي كانت قوية إلى الحد الذي أغمض فيه عيني وأنا راضياً عن نفسي .. وفي النهاية أريدك أن تعلمي أن الموت ما هو إلا البداية لملاقاتنا جميعاً ، أمك رحلت أوًلا وها أنذا ألحق بها ثم بعد أعوام طوال يلحق بنا مارك وأنِتي وهناك تكتمل اسرتنا من جديد ونبقى دون فراق إن شاء الله ..
لم أدِر ماذا أقول ، توقف عقلي وجسدي عن الاستجابة للحظات ، لكني أدركت بعدها أنها النهاية ، انذرفت دموعي كما أنها تعوض سجنها السنوات الماضية .. فقلت والدموع تنهمر
ــــ لا ترحل ، لا أستطيع العيش من دونك
ــــ بل تستطيعين ، إن كان ليس من أجلك فهو لأجلي ولأجل والدتك ..
مرت ثوا ٍن وأنا أبكي دون الحديث حتى تابع حديثه وقال : ِ عليك أن تتآهبي فالمسئوليات قادمة إليك ، تحتاج إلى قوة .. أريدك أن تكوني صلبة .. ثم تابع قائلاً : ـــ هيا .. أريدك أن تحتضنيني ..
ارتميت في حضنه و رأسي على صدره وضربات قلبه تدق كالمضارب ، حتى غاب صوتها فرفعت رأسي وأنا أتمنى في تلك اللحظة أن يكون ظني خاطئاً ولكن هي الحقيقة قد فارق أبي الحياة .. صرخت صرخة مدوية جاء على اثرها مارك،قبل رأسه ثم أخذ يشاركني البكاء..
***
مر عزاء أبي ولم يمرعزائي ، لم أتوقف عن البكاء طيلة أيام . إلى أن جفت عيني .. كان مارك بين الحين والآخر يحاول تهدئتي لكن لم يفلح ذلك ، حتى أوقفت عيني عن البكاء مراعاة لأخي ومن حولي ، وبقى قلبي يبكي كما هو لأنه خاص بي وحدي .. بعد إنتهاء مدة العزاء جاء لي مارك وأخبرني بأن الوصية ستُفتح غداً وعلَّي أن أكون حاضرة ، لم أرد ذلك لكن مارك صمم أن أكون موجودة فوافقت ..
جلس المحامي في مقدمة المكتب ، كان يتحادثان مع بعضهم البعض لكني لم أكن معهم ، فكنت أنتظر أن تنتهي الجلسة ثم أرحل سريعاً إلى البيت وأعود إلى آلامي وأحزاني .. أخرج المحامي الوصية ثم عدل من نظارته وأخذ يقراء فأخبر أن مارك قد حصل على إدارة الشركة ، لم يتفاجأ أحداً بنا بذلك فهذا كان المتوقع لكنه فجر قنبلة حين قال بأنني حصلت على إدارة المستشفى .. ُذهل مارك من ذلك وأخذ يتشاور مع المحامي ، أما أنا فلم أكن أتوقع أن يفعل أبي ذلك ، أو أنا لست جاهزة أو قادرة على تحمل مسئولية كهذه أبنة الملاهي والفسح والتسوق بالأمس تدير مستشفى عملاقة اليوم ! لا لن يحدث هذا أبداً ..
أخبرت مارك أن يتولى هو بنفسه إدارة المستشفى أو يوكل أحداً أما أنا فلست لها ، لكن لم يرد أن لا تُنفذ وصية أبينا فظل يلح علَّي حتى أعطيته هدنة للتفكير ، لكن الحقيقة كانت هذه الهدنة من أجل
أن أرتاح من إلحاحه المستمر ، وفي اليوم الأخير قبل أن أعطيه جوابي انتابني احساس أن أوافق
ـ فهذه كانت رغبة أبي وأنا لم أخالف طاعته وهو معي فلن أخالفها وهو بعيد .. وكان قراري في النهاية هو الموافقة ..
جاء صباح أول يوم لي في أول عمل أعمله ، وقفت أمام المرآة فرأيت أن الملابس التي ألبسها لم تعد تتناسب مع العمل الجديد ، فعدت وارتديت ملابس أكثر خشونة وجدية عن ما سواها .. نظرت إلى المرآة مجدداً وأنا اتسائل ماذا سأفعل ، هل سأنجح ، سأقدر ، سأستطيع .. أخذت شهيقاً يحمل
الهدوء إلى صدري ثم ذهبت ..
دخلت من باب المستشفى فحياني موظفين الريسيبشن فأومأت لهم ب رأسي وأنا مرتبكة حتى إنهم لاحظوا ذلك وتهامسوا بالضحكات .. كل من يقابلني يحييني كأنني رئيسة دولة أو مناضلة كبيرة .. وصلت إلى المكتب الذي أخذني إليه إحدى الموظفين ..
جلست على المكتب وأنا أتحسس كل شئ بنظارتي دون ترتيب فارتباكي يظهر على عيني إلى أن
وقعت على صورة أبي فوق المكتب وأشاركه فيها أنا ومارك وهو يتوسطنا بابتسامة قد اشتقت إليها
كثيراً.. أخذتها بين يدي وشردت معها حتى قاطعني صوت الباب فوضعتها مكانها سريعا .. ًً
دخل رجل صار في الستينيات من عمره ، يبتسم إبتسامة كبيرة ..
دخل وهو فاتحاً ذراعيه : ـــ أهلا أهلا .. ابنة صديقي العزيز
مَد لي يده فسلمت عليه وأنا باسمة ـــ أهلا بك .. تفضل
جلس ثم قال ِ ـــ أخبرني مارك أنك ستأتين اليوم
ـ ـــ جيد،لكن هل نتعرف ؟
فقال متعجباً : ـــ كيف .. ألا تعلمين من أنا ؟!
ثم عاد باسماً : ـــ لكن لِك العذر فمنذ فترة ليست بالقليلة لما نتقابل بها ، على أي حال أنا كاجي صديق أباك المقرب وأنا من سميتك بإسمك هذا (كاتي)
تفاجأت من ذلك فأنا لا اتذكر مقابلتي له ، لكني تذكرت حين رأيته في عيد ميلادي السابق فهو لا
يأتي إلا في المناسبات وأبي يحبه كثيراً فقد أخبرني عن مدى قوة علاقته به مذ سنين ولت .. ً
ـــ أعذرني فلم أتعرف عليك في البداية ، لكني تذكرتك ، أنت صديق أبي المقرب أليس كذلك- —هو كذلك
.. ــــ أنا سعيدة برؤيتك
.. ـــ وأنا ايضاً
ثم قام واقفاً ــــ إذا احتجتي شيئا ما ناديني فقط ..
أومأت له ب رأسي موافقة ..
أخذ الأطباء والموظفون يتدفقون إلى مكتبي واحداً تلو الآخر ، أحدهم يريد إمضائي وآخر يتناقش في أمور تخص العمل وثاني يريد أجازة .. خمس ساعات من النقاشات والإمضاء والطلبات دون توقف كانت كفيلة أن تصيب رأسي بالصداع وقلبي بالضيق ، ولم أدِر إلا وأنا أترك المكتب وأركض سريعاً إلى الخارج حتى جلست على مقعداً واجهشت بالبكاء ...
.
.
.
.
.

ي
ت
ب
ع
| (• ◡•)|

هي هي هي {1359}كلمه لابأس به على الأقل اكثر من البارت الذي قبله
حسنا انا سريعة جدا في التنزيل فقد كتبت هذا البارت لوحده في ساعه واحده في الحقيقه انه مكتمل بالفعل فقد انهيت كتابت الروائية منذ زمن لاكني أضيف اليها تعديلات من اخطاء إملائية وغيرها واضيف بعض الأحداث أيضا ..لهذا أحينا أتأخر في التنزيل حسنا رائيكم في الفصل 
حسناً...
كاتي؟
الأب ألكسندر ؟
مارك ؟
الصديق كاجي ؟
رأيكم ..؟
أتقبل انتقاداتكم !؟

لف يو

<•"حتى النهايه "•>Where stories live. Discover now