•{ظلم*غيره}•

57 4 0
                                    

#نصائح_من_القلب

"لاتُقارن، ولا تقتبس حياتك من حياة غيرك، احتف باختلافك، وعش حياتك كما هي، بتفاصيلها، بتفرُّدها، بجمالها، واعلم أن الآخرين ليسوا مقياسًا أبدًا لما يجب أن تكون عليه، حافظ على لونك الخاص في عالمٍ يحاول أن يصنع من البشر لونًا واحدًا باهتًا."

************

لساعات العمل وأنا أفكر بها أتذكر كل ما يخصها ، كل المواقف التي هي بها ، من ابتسامتها وعبسها  وضيقها من كلامي حتى وهي تبكي ، ليس لدي شيئاً غير هي ، كل ما يشغلني هي ، أصبحت حياتي كلها تدور في فلكها حتى أنني لم يصبح لي حياة فقد سرقت أفكاري وأحلامي وخيالي ، حتى عملي لم أعد أتقُنها كما كنت ..
ـــ لّم لم تذهب يافتي ؟
قالها لي جاك، فقلت له : ـــ أريد أن أخبرك بأمر ما ، هل أجد وقت لديك ؟
ـــ بكل تأكيد ..
جلسنا كما اعتادنا ثم قال : ــ هات ما عندك ..
سكت قليلاً ثم أخبرته بحكايتي مع تلك الفتاة ، وكان يومأ ب رأسه طوال حديثي ، كأنه يستحثني على الزيادة ، أنا أُفرغ ما عندي دون تردد وقد فعلت ذلك إلى أن أنتهيت .. فقال : ـــ هذا شئ وراد لكل الناس ، ما الغريب في ذلك ؟
ـــ لا أعلم ، ولكني أخشى أن أتشبث في الهواء ..
فقال باسماً : ـــ إذاً لا تتشبث ، ودع من تحب ، ودع آخر بدًلا منك يتشبث في الهواء إلى أن يصير متينا .. يابني لا تسقط قبل أن تحاول الصعود ، وكم من أحلام ضاعت في كلمة أخشى ، وكم من مستحيلا أصبح حقيقة في كلمة سأصل .. لا تسير على نهج أخشى بل سير على نهج سأصل ، وإن لم
تصل على الأقل سيرتاح ضميرك ، لكن إن خسرت قبل المحاولة فتحمل إنابة ضميرك .. حياتنا لا تتسع الانتظار والأيام خادعة فاستغل كل دقيقة منها في صالحك .. تشبث يابني ولا تدع من تحب ولا تدع آخريسرق حلمك ..
كانت كلماته كالمطارق فوق رأسي توقظني وتعطي لي أملاً فيما أخشاه ، انتابني وقتها شعور جديد شعور يطلب مني أن أحاول جاهدا كي أكون جديرا بها .. ً
***
وقفت على باباها ، أرتب كلماتي التي سأقولها ، كل شيئاً يجب أن يمر بسلاسة ومرونة كل شئ يجب أن يكون منظما ومعداً جيداً كي تكون نتيجته جيدة أيضاً ، كان الحماس يهيج على ملامحي حتى أنني شممت رائحة الوردة التي جلبتها معي ، ولكني لم أجلبها هي فقط ، بل أتيت ومعي لامبو أيضاً فقد سمح لي الطبيب باصطحابه معي وكان سعيداً للغاية ليس في الخروج ولكن لمقابلته لها ، حتى أنه دق الجرس قبل أن أفعل فلا يكاد يصبر على رؤيتها .. بعد ثوان فتح الباب وكانت هي ترتدي فستان أسود وشعرها مسدل لأول مرة ، وعيناها تلمعان كأنهما حجر أوبال ، تسبل رموشها السوداء عليهم كأنها المها .. إنها أجمل فتاة في العالم اليوم ..
رأت لامبو فاندهشت ومالت عليه تقبله وهو سعيد للغاية ، مدت يدها فسلمت عليها ثم سمحت لنا بالدخول ، شاب يجلس على الأريكة بكل ثقة عندما رآنا قام ومّد يده فقالت : ـــ هذا ليو يعمل معنا بالمستشفى وصديق العائلة ..
تعكر صفو مزاجي عما كان منذ قليل ، أومأت له ب رأسي باسماً مرحباً لكن من داخلي كنت أوُد أن أسأله مليون سؤال عن وجوده هنا وعلاقته بكاتي..
جلسنا على طاولة الطعام ، وأختار هو أن يجلس بجوارها هذا لم يعجب لامبو فكان كالبركان الثائر
ووجهه متجهمر ، أشارة له أن يتوقف عن فعل ذلك لكنه ما ازل صغيرا لا يجيد كتمان حبه مثلما ً
أفعل " فطبيب يداوي والطبيب مريض " ظل يرمقني بنظراته بين الحين والآخر حتى قال : ـــ كيف التقيتم أنت وكاتي ؟ لم أرد الأجابة فتمهلت قليلاً ، تولت كاتي الإجابة بد ًلا عني ثم قالت ـــ لامبو أخيه مريض عندي في المستشفى
أومأ ب رأسه ولكن حركاته وتعابير وجهه لم تكف عن الانشغال بي علمت أنه سيسأل ثانية فكنت أنتظر ماذا سيسأل حتى قال :
ـــ لابد لأحد أن يكون يجيد عمل شئ كهواية مثلاً .. فأنا أجيد الحسابات بدرجة امتياز لا أحد في هذه البلدة كلها يستطيع أن يجاريني في ذلك ! وأنت ماذا تجيد ياصديق ؟!
لم أفهم لّم قال هذا وما المناسبة ، أظنه يريد مضايقتي فقط
فقلت : ـــ لا أعلم ، ولكن أظن أنني أجيد استوعاب الميكانيكا وتصليح الأشياء ..
فقال ساخرا : ً
ـــ العمل في الورش ليس بموهبة
فقلت : ـــ بل هو موهبة كأداب الحديث ، وأظن أنك تفتقر تلك الموهبة ؟!
تجمهر وجهه وتبدلت ملامحه ، مد اصابعه ناحيتي كأنه سيتوعد بشئ ، تدخلت كاتي وحاولت تهدئة الوضع ، قمت غاضباً ثم وجهت حديثي إليها قائلاً :شكرا على ذالك
*
لم أنم طوال الليل وكلمات ذلك الرجل تحيط بي وتدور في فلك رأسي كانت كلماته غليظة كالحجارة

<•"حتى النهايه "•>Where stories live. Discover now